التنمية المستدامة إستراتيجية عالمية وتوافق أممى على مبادئ مجردة، اتفق العالم على أنها خارطة طريق لعبور الفجوة العميقة بين الدول النامية والمتقدمة.. جهد وطنى متواصل للخروج بالدول الفقيرة إلى دائرة الرخاء، تحقق السلامة والمستوى المعيشى المقبول لمعظم شعوب العالم.. يملكون موارد وإمكانات عديدة.. حاول الاستعمار استغلالها لحسابه على مدى سنوات طوال.. استولوا عليها ثم باعوها مصنعة لأصحابها بأثمان عالية وحققوا ثروات طائلة.
مع يقظة الشعوب وتنامى الوعى واستعادة الإرادة والعزيمة، وبعد أن أصبحت الفجوة مقلقة للجميع.. اكتشفت شعوب العالم الثالث- كما أطلقوا علينا- الحل السحرى المؤدى للنهضة والرخاء، انها تريد صحوة طيبة بسواعد أبنائها واقتناع شامل من شعوبها.. تحركت المياه الراكدة وتعددت السبل.. حددت الأهداف.. وبالتخطيط العلمى والإلمام الرشيد بواقع الحال.. انطلقت قوافل الإنتاج.. يد واعدة.. اعتمدوا المنظومة المحملة بالأمل.. دولة وحكومة وشعب.. انتزعت المصارحة بالأمل، والتقت المبادرات والخطوات فى أولويات متدرجة تصل فى النهاية إلى الهدف المنشود.
استعادت هذه الشعوب حضاراتها السابقة.. اتخذتها قاعدة لاستنفار العزيمة وبذل الجهد للانطلاق فى أطر محددة.. خطط متتابعة متتالية للتنمية فى كل المجالات.. بدأت عندنا بخطوتين رئيسيتين.. الأولي، الانطلاق لإنشاء بنية تحتية قوية مستدامة تستوعب كل الأحلام والمشروعات وتلبى احتياجات البناء حاضراً ومستقبلاً.. الأمر الثاني، الالتفات المبكر للفجوة الكبيرة بين الريف والحضر والمزيد من الاهتمام بالمناطق الأكثر احتياجاً والنائية والواعدة.
قدمت مصر للعالم أكبر مشروع لتحديث الريف، يستفيد منه 60 ٪ من السكان أبناء هذه القري.. اعتمادات مفتوحة.. بناء متواصل ليل نهار.. تكامل لتلبية الاحتياجات.. إعمار.. خدمات.. مرافق.. تجتذب السكان وتفتح مجدداً الطريق للقرية المنتجة.. توفر فرص العمل وتدعم الاستثمارات.
على الصعيد العام، نلمح الحرص على إشراك المواطن العادلة والقطاع الخاص ودعم قاطرة التنمية بشمول واستدامة وإتاحة الفرص للمبدعين والمبتكرين ومع القلاع الضخمة.. موانئ وطرق وصوامع.. طفرة فى اللوجيستيات.. محطات الكهرباء والطاقات المتجددة.. سيمفونية تنعش الآمال فى الغد، خاصة إذا ما توقفنا عند الاهتمام المشكور بتوفير فرص عمل مختلفة وتشجيع شباب ريادة الأعمال.. ناهيك عن خطوات جادة نحو مصر الرقمية تواكب العصر وتدعم المنافسة المصرية فى جميع المجالات.. بالطبع الإضافات مرحب بها، فيما نراه من مبادرات والتحرك الجاد لدعم دور التطوع فى الإعمار والبناء.. إنها التنمية المستدامة.. عزيمة وسلامة.. وخير بإذن الله.