معركة الإسماعيلية علامة مضيئة فى تاريخ الشرطة المصرية
تابعت ببالغ الحزن والأسى خبر إستشهاد العقيد فتحى عبدالحفيظ حينما ذهب لأداء واجبة فى فض مشاجرة فى أحد البنوك بالفيوم بين موظفى البنك وعميل إعتدى عليهم أثناء تأدية عملهم مما أدى إلى اللجوء الى قوات الأمن للتعامل مع الموقف وأشهر العميل سلاحا ابيض وطعن به أفراد القوة أدت إلى إستشهاد العقيد وإصابة بعض أفراد القوة.. الأمر الذى يؤكد أن عطاء الشرطة التى إحتفلت بعيدها أمس مستمرا لحفظ الأمن والأمان والإستقرار لمصرنا الحبيبة.. وتخليدا لملحمة الإسماعيلية التى صمد فيها رجال الشرطة ضد الإنجليز وغطرستهم وجبروتهم.
73 سنة مرت على أروع فصول البطولة والتضحية والقوة والعزيمة التى قدمتها الشرطة المصرية وتحديدا يوم 25 يناير 1952 حيث كانت معركة وملحمة الإسماعليلية وصمود رجال الشرطة ببنادقهم البسيطة بقوة وإصرار وتحدى أمام قوة من جيش الإحتلال البريطانى بكل ما يحملونه من أسلحة حديثة غير مستسلمين لأى شكل من أشكال الخضوع والخنوع ومازلال رافضين تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة فسقط منهم 50 شهيدا و80 جريحا.. وتستمر تضحيات الشرطة حتى اليوم وستستمر حفاظا على أمن مصر..وليعلم شباب اليوم والذين يجلس معظمهم أمام شاشات الكمبيوتر ليل ونهارا يهاجم بلا دليل وينتقد بلا سند أن الشرطة المصرية وساما على صدورهم وأنها صمام الأمن والأمان.
فمنذ 73 سنة استدعى القائد البريطانى ضابط الاتصال المصرى وأنذره بضرورة بأن تسلم قوات البوليس «الشرطة» المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية وتنسحب من مبنى المحافظة لكن قوبلت هذه الغطرسة وتلك الهمجية بكل وطنية من قوة الشرطة بالكبرياء والرفض وتم إبلاغ فواد سراج الدين باشا وزير الداخلية بما تم وبكل وطنية وغيرة أيد موقفهم وأصر على المقاومة والصمود أمام هذه الغطرسة والعنجهية الإنجليزية.. الأمر الذى أثار حفيظة القائد الإنجليزى وأشتاط غضبا وأصدر قرارة بتقدم قواتة ومصفحاتة ودباباتة لتحاصر قسم شرطة الإسماعيلية وأنذر مأمور القسم بضرورة الخروج الآمن وتسليم الأسلحة.. وقوبل هذا الطلب أيضا الرفض..
بكل تعنت وإستعلاء أصدر القائد الإنجليزى أوامره لقواتة البالغة 7000 جندى مدججين بأحدث الأسلحة من المدافع وأسلحة الميدان والدبابات والعربيات المصفحة فى ذلك الوقت بمحاصرة المبني.. فى الوقت الذى كان لايزيد عدد الجنود المصريين المحاصرين على 800 فى الثكنات و80 فى المبنى لايحملون غير البنادق البسيطة والذخيرة القليلة ومع ذلك قاوموا وإستبسلوا وقاتلوا بكل شجاعة وصمدوا حتى قام الإنجليز بقصـــف المبنى فســـقط 50 شـــهيدا و80 جريحا من رجال الشرطة المصرية.. وظلت هذه المعركة علامة مضيئة فى تاريخ الشرطة المصرية.. وأصبحت بسالة رجالها فى هذه المعركة نموذجا يحتذى به فى العطاء والإستبسال والوطنية والتى إستدعت أن يطالب القائد الإنجليزى جنوده بإلقاء التحية العسكرية لجثث شهداء الشرطة المصرية أثناء خروجها من المبني.. نعم.. هذه الشرطة المصرية التى إحتفلنا بعيدها أمس.. تحية حب وتقدير لكل أفرادها.