على قلب رجل واحد ضد الخونة
فى مصر نستطيع القول أن لدينا ما يسمى «مواسم» تنشط فيها الشائعات من الخارج ضد الدولة المصرية منها على سبيل المثال موسم يناير من كل عام نسبة إلى حداث يناير 2011 و التى كانت بداية لمخطط الفوضى فى المنطقة والذى عرف اصطلاحا بالربيع العربى و الانصاف فلم يكن أبدا ربيعا.
آلة الشائعات أصبحت واحدة من أدوات الحروب الحديثة وينفق عليها ببذخ و تعد سلاحا ناعما يستخدمه أهل الشر معتمدين على أن العالم كله الآن مرتبط تقريبا ببعضه عبر تكنولوجيا الاتصالات الحديثة فتطبخ الشائعة فى مكان محدد ثم توزع على العناصرالمحددة لتروجها وتتناقلها أيضا فى المكان المستهدف و كل مرحلة لديها ميزانية وملايين الدولارات لنكون فى غضون دقائق مثلا أمام تجييش الكترونى لحدث وهمى أو قصة مفبركة لا أساس لها من الصحة والهدف سياسى بامتياز وهو تهيئة المناخ من جديد لتمرير سيناريو الفوضى مرة ثانية و الذى كان سببا فى تلاشى دول من حولنا لم تقم لها قائمة من بعده ولكن مصر بحفظ الله كانت ولازالت عصية على هذا المخطط.
على سبيل المثال هناك عناصر من تنظيم الإخوان الإرهابى هاربين من أحكام قضائية واجبة النفاذ منها أحكام بالإعدام فى جرائم قتل وأحكام بالحبس لا عمل لهم سوى الظهورعبر مواقع التواصل الاجتماعى ينعقون كالبوم من عواصم أوربية معينة يحرضون ضد الدولة المصرية ويحتفللون بكل خائن أحمق يسيء لمصر وظنهم أنه وهم بعيدون عن الحساب لكن هيهات فمن يخطا فى حق مصر سيأتى اليوم الذى يقطع فيه لسانه على الملأ.
مر أكثر من 12 سنة على ثورة 30 يونيه التى انتفض فيها الشعب المصرى بالملايين بكافة طوائفه ضد جماعة الاخوان الإرهابية بعدما كشف ألاعيبها و مخططاتها والثورة لم تكن فقط لأن الإخوان فشلوا فى الحكم على مدار عام كامل تفاقمت وتعقدت فيه المشكلات والأزمات ولكن الخلاص من الجماعة الإرهابية كان هدفا وطنيا و ضرورة حتمية ولحظة وطن أدركها الجميع لاجتثاث فكر خبيث كاره للوطن بمعناه الحسى والمعنوي، بجغرافيته و تاريخه كاره للحرية والحضارة والفنون والثقافة وكل شيء.
لكن ورغم كل هذه السنين يظل العقل الإخوانى المتصلب غير مستوعب لما حدث فى مصر ويتعامل بنفس الغباء القديم وبمنطق فاقد الذاكرة غير مستوعب أن الزمان والناس قد تجاوزوه فيتخيل الإخوانى الهارب أنه لو حرض من مهربه وروج الشائعات ضد مصر فى مواسم معينة سينجح فى أحداث وقيعة بين الشعب و قيادته ومؤسساته وسيعود الزمن للوراء هيهات.
مازال بعض عناصر الإخوان الهاربين يتوهمون أنهم حينما يروجون لمشهد يظهر فيه بعض الإرهابيين الهاربين يحرضون على الفوضى فى مصر تحت مسمى «ثورة» تلك الكلمة التى لطالما اغتصبوها فى كل مكان وزمان سيعيدون مشهد الفوضى البغيض فى 2011 هيهات فالمصريون استوعبوا الدرس.
ما يلفت النظر دائما أنه وبعد أن تنتهى كل كذبة وينقضى الموسم يعود هؤلاء إلى جحورهم غير مكترثين بما لحقهم من خزى وعار وكيف أنهم صاروا فى أعين الناس مجرد خونة يتنفسون الكذب والعجيب أيضا أنهم فى نفس الموسم من العام التالى يطلون بنفس السيناريو الركيك دون خجل أو ملل!!
لا تزال كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى:» كله هايتحاسب» ترن فى أذنى وبناء عليها حينما يطل شخص إرهابى مجرم من نافذة ما فى الخارج ليسيء لمصر و رموزها ومؤسساتها ويحرض على الفوضى لابد أن يحاسب ويقطع لسانه على مسمع ومرأى من العالم مصر من حقها أن تطالب الجهات التى يطل منها هؤلاء الخونة الذين يحرضون ضد الدولة المصرية بتسليمهم لها ومحاسبتهم ليكونوا عبرة للإرهابيين الهاربين أمثالهم.
مصر تغيرت كثيرا عن2011 الآن لدينا دولة بمفهومها القوى خطت خطوات مقدرة على صعيد البناء والتنمية وواجهت وتواجه التحديات مصر دولة كبيرة ولها اليد الطولى ولديها تجربة ووراءها جيش قوى يحميها وبفضله لم تنزلق فى مخطط الفوضى الذى بدأ فى موسم يناير2011 الذى أضاع دول من حولنا أخيرا: مصرعلى قلب رجل واحد ضد الخونة وسماسرة الأوطان والزمن لن يعود للوراء.