الحديث عن منظومة الناشئين أصبح أهم حوار لوسائل الاعلام الكروية خاصة أن تلك المنظومة لم تعد تضخ اللاعبين فى الأندية للفريق الأول، فيتجه المسئولون للبحث عن اللاعبين الأجانب للاحتراف فى الدورى المصرى مقابل ملايين الدولارات، ثم علينا بعدها أن ننتظر مردود اللاعب وهل يساوى تلك المبالغ أم لا.
الأندية الشعبية الكبيرة مثل الأهلى والزمالك والاسماعيلى والاتحاد تخلت عن دورها فى تجهيز الناشئين وضخهم فى الفريق الأول، الى لجان تبحث عن اللاعب الجاهز لشرائه بالملايين والتى لو صرفت بصدق وأمانة على الناشئين داخل النادى لأنجبت العشرات من اللاعبين المميزين بدلا من لاعب واحد ننتظر أداءه كالبطيخة..هل هى حمرة أم قرعة.
من المسئول الأول عن منظومة الناشئين.. بالتأكيد هو اتحاد الكرة الذى لم يضع منذ سنوات خريطة واضحة ومنظومة ناجحة للناشئين، وترك الدور للأكاديميات التى تمص دم أولياء الأمور بالآلاف شهريا دون أن نجد ناشئا واحدا خرج منها لتمثيل مصر أو اللعب للأندية الكبري، لذلك أركز فى هذه الحلقة من نصائحى المتتالية لاتحاد الكرة على أهمية وضع استراتيجية وخطة طويلة الأمد لمنظومة الناشئين.
فى السنوات الماضية تضاءل جدا اهتمام ادارات الكرة بمنظومة الناشئين وركز هواة الكراسى فقط على الوجاهة الاجتماعية والبيزنس للحصول على أكبر مكاسب قبل ترك الكرسي، وليس أهم فى البيزنس الكروى الآن أكبر وأهم من سوق وتجارة اللاعبين..أما المصلحة العامة فإلى الجحيم!!
والنتيجة كانت واضحة جدا بأن مصر بكل قوتها القارية لم تستطع فى السنوات الأخيرة المنافسة على كأس الأمم الأفريقيـــة فى مرحلتى تحت 17 وتحت 20، وقد شاهدنا كمية الاحتفالات لمجرد وصول منتخبات مصر لنهائيات البطولتين بخاصة الناشئين التى لم نتأهل لنهائياتها مجرد تأهل منذ 14 عاما.
وفى المرحلة السنية الثانية تحت 20 سنة كان العصر الذهبى أيام المنتخبين اللذين قادهما القديران شوقى غريب وحسن شحاته فى 2001 و2003 وهما الجيلان اللذان أمدا المنتخب الأول بلاعبين قادوا مصر لاحقا لأزهى عصورها الكروية ومن بعدهما لم يظهر جيل سوى الذى قاده ربيع ياسين عام 2013 والذى كان الوحيد الذى وصل لكأس العالم لهذه المرحلة السنية على مدى 22 عاما.
لم يفكر أحد فى وضع منظومة واضحة المعالم لافراز الناشئين وتوسيع القاعدة فى مصر فى ظل سيطرة أهل البيزنس وزاد الأمر سوءا بعدم اهتمام الأندية الكبرى بتفريخ الناشئين بعد أن سادت ظاهرة «شراء العبد ولا تربيته» والتى سيطرت على سوق الكرة بسبب السماسرة الذين وجدوا أن مصالحهم فى بيع وشراء اللاعبين الجاهزين واستقدام الأجانب وكان ذلك سببا فى تراجع الكرة فى السنوات الأخيرة.
أول الحلول هو اجبار الأندية على الاهتمام بالناشئين بربط نتائج الفريق الأول بنتائج الناشئين كما تنبهت رياضات أخرى ونفذت تلك الاستراتيجية مثل اليد والسلة ومؤخرا الكرة الطائرة وكان أنجحها كرة اليد التى كونت أجيالا من اللاعبين المتميزين استعانت بهم أعتى الأندية الأوروبية.
الحل الثانى هو وضع منظومة مركزية مشتركة تطبق فى كل ربوع مصر للكشف عن المواهب وخاصة فى صعيد مصر الزاخر بالنجوم والتى لا نستطيع الوصول اليها لأن مواهب القرى والنجوع التى يصعب الوصول اليها هم ذخيرة كرة القدم الحقيقية.
والحل الثالث يكمن فى وضع عيون خبيرة فى كل محافظات مصر لكشف المواهب غير القادرة على ايجاد طريقها لبعد المسافات واختيار العناصر الصالحة لمنتخبات الناشئين أول المراحل السنية التنافسية حتى تعود مصر أولا بفرق ناشئين متتالية تمد المنتخب التالى وهو الشباب ثم المنتخب الأوليمبى ومن بعده المنتخب الأول.
رابع الحلول هو تقنين عمل أكاديميات الكرة التى انتشرت بشكل رهيب لتمتص دماء أولياء الأمور دون طائل حقيقى من ورائها.
قضية الناشئين لها أبعاد كثيرة نتناولها لاحقا ضمن نصائحنا لاتحاد الكرة..فهل نفعل ؟؟ أفلح ان صدق !!