تحول الفضاء الرقمي إلى ساحة حرب نفسية، حيث يتعرض ملايين الأطفال والمراهقين للتنمر الإلكتروني.. تكشف الإحصائيات المقلقة أن 130 مليون طالب حول العالم عانوا من عواقب وخيمة للتنمر الإلكتروني، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
فما نمر به في الدول العربية من حروب وأزمات وكوارث تشكل ضغوطات على الناس، وقد يكون التنمر الإلكتروني أحد أشكال التنفيس عن ذلك.
وفي وقت أظهرت فيه أرقام أممية أن واحدا من كل 10 ضحايا أقدم على محاولة الانتحار، كشفت دراسة أممية أن 60% من النساء في الدول العربية تعرضن للعنف عبر الإنترنت.
ووفق الدراسة، فإن خطر التنمر الإلكتروني الذي يطارد النساء يتمثل بالابتزاز المالي والجنسي وانتحال الشخصيات وصولا للتهديدات بالقتل والاغتصاب.
على الوالدين ألا ينتظرا أن يبلغهما طفلهما بتعرضه للتنمر، فأي تغير يطرأ على الطفل ستكون منصات التواصل المتهمة بنسبة 70%، ومن الضرورى تعزيز ثقة الطفل بوالديه.
التنمر هو سلوك عدواني متكرر من قبل شخص أو مجموعة أشخاص تجاه آخرين للإضرار بهم جسديًا أو نفسيًا، في حين يعتبر التنمر الإلكتروني أحد أشكال التنمر ساحته شبكة الإنترنت ويظهر بشكل واسع على منصات التواصل والألعاب الإلكترونية.
ويُعد التنمر الإلكتروني مهددًا خطيرًا للصحة العقلية وأغلب ضحاياه من النساء والمراهقين.
ويكون التنمر لأسباب نفسية وأسرية واجتماعية وقد تكون له نتائج نفسية، فإن من يقوم بالتنمر قد يكون لديه مشكلات سلوكية، ولكنها قد لا ترتقي إلى أمراض نفسية.
ويحاول المتنمر اصطناع هوية غير حقيقية في الفضاء الرقمي، إذ تبتعد هويته الحقيقية عن الهوية الإلكترونية التي اصطنعها، وقد تعود إلى طفولته المبكرة وما تعرض له خلالها من ضغوطات.
هناك علامات تؤشر إلى تعرض الأطفال للتنمر الإلكتروني في سن مبكرة، وهي علامات نفسية وسلوكية وجسدية ورقمية مثل التغير المفاجئ في مزاج الطفل وعزلته والخوف والقلق، والتردد باستخدام الأجهزة الإلكترونية، والتغير بأنماط النوم وفقدان الاهتمام بالأنشطة.
فقد بلغ التنمر الإلكتروني مداه في العالم الافتراضي، وقد يصل الأمر ببعض الأشخاص إلى الاكتئاب وربما الانتحار.
وفي ظل هذا الخطر المتصاعد، تسعى العديد من الحكومات والمنظمات الدولية لوضع تشريعات وقوانين لحماية الأطفال من التنمر الإلكتروني، في وقت يدعو فيه أخصائيون إلى سن قوانين ووضع آليات للحد من مخاطر التنمر الإلكتروني في ظل تزايد العنف الرقمي.