بين إلغاء مواد يراها البعض ضرورية، واخرى اصبح إلغاؤها ضرورة، جاءت قرارات وزير التربية والتعليم لتثير حفيظة المصريين، منهم من يخشى على مستقبل ابنائه ومنهم من يخشى على مستقبل الوطن، ومنهم من يسعى للحفاظ على مصالحه الخاصة.
بات جليا نجاح الوزير الجديد فى اعادة التلاميذ للمدارس، لكن تلك العودة خالفت رغبات المنتفعين من غيابهم طوال السنوات الماضية، ممن يتربحون ويجنون الاموال من حصيلة الغياب، وزادت خشيتهم فراحوا يتركون الحبل على غاربه داخل المدارس، فاصبح تعدى التلاميذ على بعضهم البعض ظاهرة يومية متكررة فى العديد من المديريات التعليمية بعدد من المحافظات، وساد العنف داخل المدارس وخارج اسوارها، والمنتفعون كثيرون.
سرب بعض المدرسين – من ضعاف النفوس – الامتحان نكاية فى تعليمات الوزير، ودفاعاً عن أنفسهم، لتتفاقم مشكلات الوزارة، واصبح المصريون يتابعون يومياً خبر تسريب مادة جديدة بإحدى المحافظات، وحتى بعد ضبط التسريب ومن قام بهذا الفعل المشين، نجد فى اليوم التالى تسريب جديد.
رغم تطبيق معايير اختيار كاملة على وكلاء الوزارة، تم اسناد مهام ادارة المديريات التعليمية لهم، الا ان التجربة اثبتت ان بعضهم لا يدرك منهجية الوزارة ولايؤمن بها، فهم أحيانا يطبقون اللوائح ويلتزمون بالقوانين دون إدراك لمنهجية وأهداف العملية التعليمية وشموليتها، ولا يحسنون اختيار مديرى الإدارات أو مديرى المدارس.. وهو ما شجع على إشاعة الفوضي، فلو تم الاختيار وفق معايير الكفاءة الوظيفية، لما تحولت مدارسنا الى فوضى، ولما تسربت الامتحانات.
السادة المعنيين عن تربية وتعليم الأجيال..
لعل الوقت قد حان، لمحاسبة وكلاء الوزارة غير الاكفاء، وايقاف جماعات المصلحة بعد ان دامت سنوات بعدد من المحافظات، وتجديد الثقة فى كل من يقوم بعمله، وهم قليلون، ولتعيين من يؤمن بمعنى الوطن ويسعى لرفعته، ويدرك قيمة التطوير وحتميته، بعيداً عن المصالح والشعارات الرنانة، وليس منفذى التعليمات دون قناعة حقيقية. اعمدة التعليم فى كافة أنحاء العالم هى «المدرس والطالب وولى الأمر والمدرسة والمنهج والوســيلة» ولأن أهمها هو المدرس (أياً كانت درجته الوظيفية) – ومع إدراك احتياج العملية التعليمية لمئات الالاف من المدرسين – فاننا نحتاج لتقويم لسلوكيات البعض، ولاثابة البعض ومكافأته، ولتطبيق معايير محددة للترقى سواء على مديرى المدارس والادارات التعليمية، وخاصة على مديرى المديريات ووكلاء الوزارة، والا فالتجربة ستتماثل مع تجارب سابقة أفشلها اصحاب المصالح باقتدار، ولنا فى السابقين عبرة.