أود أن أبدأ كلامى بجملة «كنا فين وبقينا فين» بعد أن عدت بالذاكرة إلى مثل هذه الأيام منذ 14 سنة شاهدنا بأعيننا الإنفلات الأمنى وعاصرنا اللجان الشعبية وأجواء مضطربة وحالة من عدم الاستقرار بشكل عام فى كل أنحاء الجمهورية وأحداثاً كثيرة أدت إلى تفاقم شعورنا بالفوضى والضياع وكادت تودى بنا الى التهلكة لولا وجود جيش عظيم مخلص للوطن نجح فى تأمين المنشآت الهامة فى الدولة وفرض سيطرته على الشوارع والميادين وقام بحماية الشعب من الخارجين على القانون وأطاح بجميع المخططات الدنيئة التى تحاك فى الداخل من أعداء الوطن لتصبح مصر فى منأى عن الخطر فى ذلك التوقيت.
وبفضل العناية الإلهية تجاوزنا طوفان ثورات «الربيع العربي» وواجهنا جميعاً جيشاً وشرطة وشعباً أغلب التحديات وتخطينا الأزمات حتى مرت هذه الفترة العصيبة التى أذاقتنا شعور الخوف وعدم الاطمئنان لنعرف القدر الحقيقى للأمان ونحترم رجال الأمن أكثر من ذى قبل خاصةً بعد تضحياتهم العظيمة التى قدموها فى مواجهة الإرهاب الغاشم فى سيناء.. وعلى رأى المثل «رب ضـارة نافعـة» نجحنا فى تحويل المحنة الى منحة والانكسارات إلى انتصارات وفى أقل من عشر سنوات فقط حققت الدولة مسيرة الإصلاح والبناء والتنمية وأنجزت الدولة العديد من المشروعات القومية العملاقة والمبادرات فى جميع المحافظات مثل «العاصمة الإدارية» ومبادرة «حياة كريمة» و«100 مليون صحة» وتنفيذ «شبكة الطرق والكباري» ومشروع «الإسكان البديل» للقضاء على العشوائيات وغيرها لبناء الدولة الحديثة والارتقاء بجودة المواطن.
«25 يناير» كانت درساً لابد منه تعلمنا منه الكثير اولاً: أن الأستقرار لا يتحقق دون أمن وثانياً: أن مصر لديها أبناء أوفياء من رجال الجيش والشرطة قادرين على حماية الوطن والشعب وثالثاً: ان دائماً إرادة الشعب هى اليد العليا وأثبتت ثورة «30 يونيو» هذا الكلام والأهم من كل هذا أنها رسخت مبادئ الولاء والانتماء للوطن، وأسبابًا كثيرة يمكن ذكرها لكن للأسف المقال لا يتسع لسردها.