منصب عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة هو منصب رفيع يتطلب من صاحبه أن يمنح وقتًا لهذا المنصب حتى ينتج فيه ويساهم فى تطوير اللعبة قبل أن يفكر فى استغلال المنصب من أجل تحقيق مكاسب من أى نوع سواء أكانت مادية أو معنوية.
ولكن فى مصر تختلط الأوراق، وقد تجد عضو مجلس إدارة الاتحاد هو إعلامى وهو عضو بلجنة فى أى مجال آخر، وهو موظف باحدى شركات الكرة ورئيس أو عضو مجلس إدارة فى مكان آخر بخلاف البيزنس الخاص به والذى قد يكون مطعماً أو محلاً تجارياً أو شركة خاصة.
بالتأكيد سنصل إلى ما نحن فيه من عشوائية لأن المسئول لن يجد إلا أقل القليل من الوقت ليؤدى دوره، أو ربما لن يجد أى وقت من الأساس، ومن هنا أطالب باستمرار بتفرغ المسئول لعمله خلال فترة توليه للمهمة بالاتحاد، على أن يعود مرة أخرى لممارسة نشاطه بعد إنتهاء عمله فى الاتحاد وهى النصيحة العاشرة التى أقدمها لاتحاد كرة القدم.
هناك بعض الإعلاميين الذين تخلوا تمامًا وتوقفوا عن عملهم الإعلامى فى الوقت الذى تولوا فيه المناصب الإدارية ومنهم الزميل الإعلامى عصام عبدالمنعم الذى توقف تمامًا عن عمله الإعلامى طوال فترة توليه رئاسة اتحاد الكرة فى اللجنة المعينة فى مطلع هذا القرن، وتوقف حتى عن كتابة مقاله اليومي، وسألته ذات يوم لماذا اتخذت هذا القرار فرد بدون تردد كيف اتخذ قراراً يخص كرة القدم فى مجلس الإدارة ثم أخرج فى نفس اليوم للحديث عن القرار وتقييمه فى جريدتي.
سألت ذات يوم احد الشخصيات الرياضية البارزة، لماذا لا تتفرغ لدورك الإدارى فى اتحاد الكرة طالما ارتضيت أن تكون عضوا فى مجلس الإدارة، فرد سريعًا: ومن أين سأجد قوت يومى .
ومن أكثر الأعمال التى يوجد بها تضارب للمصالح هو الجمع بين عضوية مجلس إدارة الاتحاد والإعلام، فليس من المعقول أو المقبول أن يكون الشخص عضوًا فى مجلس الإدارة صباحًا، ثم يتحول فى نفس اليوم مساء إلى إعلامى وناقد لعمل الاتحاد.
والواقع أن العمل فى اتحاد الكرة لم يعد تطوعيًا بالمرة وعليك فقط ان تنظر إلى كم الاستفادة التى حققها أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة فى السنوات الأخيرة ودخولهم فى صفقات تنكشف فيما بعد عن طريق زملائهم فى مجلس الإدارة وربما من باب الغيرة من أن استفاداتهم كانت أقل وقد شاهدنا منذ أسابيع قليلة تصريحات لأحد أعضاء مجلس إدارة سابق يتحدث صراحة وفى الإعلام حول كيفية إدارة الأمور داخل الاتحاد.
ما هو الحل فى هذا التضارب؟؟ أرى أن المشكلة الأولى تكمن فى تضارب المصالح كما ذكرت بين العمل فى الإعلام ومجلس إدارة اتحاد الكرة، ولكن قد لا يكون هناك نفس التضارب إذا جمع صاحب المنصب بين المنصب التطوعى وعمله الخاص الذى قد لا يكون مرتبطًا بعمله فى الاتحاد وهناك حل آخر أن نطبق نظام الإدارة المحترفة بأجر والذى يحدث الآن فى الكثير من الدول الأوروبية حتى تضمن تفرغه الكامل لعمله الإدارى، وعندئذ سيكون التفرغ الكامل شرطًا لوجوده فى إدارة الكرة.
فهل نفعل؟؟ أفلح إن صدق!!