بعد مرور 160 يوما من موقعة طوفان الأقصي ودخول حرب غزة شهرها السادس يتضح حجم حرب الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية التي تقوم بها اسرائيل والولايات المتحدة بدعم كامل من بريطانيا والمانيا اتضـحت الأهداف الرئيسية لحرب غزة وهو تدمير العنصر البشري الفلسطيني مع التركيز علي الاطفال والنساء اعتمادا علي ان الاطفال الذين سيبقون احياء بعد نهاية الحرب سيكونون هم رجال المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي في المستقبل القريب أو المتوسط بالاضافة إلي أن الام والزوجة الفلسطينية هي الأساس في انجاب اطفال المقاومة وتربيتهم علي الفداء والتضحية من اجل الوطن، ولذلك فإن قيام جيش الاحتلال الاسرائيلي بقتل 12 ألف طفل وحوالي 9 آلاف امرأة واصابة 30 ألف طفل و20 الف سيدة اصابات جسيمة وعاهات دائمة هو مخطط اسرائيلي ومن أهم أهداف الحرب الدموية التي تتم داخل قطاع غزة والضفة الغربية.. ان القصف الجوي والمدفعي والبحري اليومي يحقق أهداف اسرائيل لتحويل مئات الآلاف من الاطفال بدون أم أو أسرة أو أب وبدون رعاية صحية واجتماعية وعلمية وبالتالي تحويل مئات الآلاف من الاطفال الاحياء إلي مجموعات مريضة جسمانيا وصحيا ونفسيا وعلميا واجتماعيا مما يؤدي إلي تكوين اجيال من الفلسطينيين غير قادرة علي التعلم وامتلاك التكنولوجيات الجديدة والتي كانت من اهم اسباب تكوين رجال المقاومة بحماس والجهاد، وكذلك إضعاف الاطفال عند الكبر جسمانيا مما يجعلهم غير قادرين علي حمل السلاح ومواجهة القوات الاسرائيلية في هجمات وحروب قادمة.
أوضحت النتائج الحالية لحرب غزة أهمية تعاون نسبة عالية من الشباب الفلسطيني مع المقاومين وحمل السلاح ضد العدو الإسرائيلي المتواجد حاليا بكثافة عالية داخل قطاع غزة ويجب اتخاذ نفس الاجراءات التي تمت للمقاومين الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي والمقاومين الفيتنامين والافغان ضد المستعمر الامريكي والتضحية بأرواح الشهداء حتي تحقيق التحرير وانشاء دولة فلسطين حيث اشعر بالحزن عند رؤية مئات من الشباب الفلسطينيين القادرين علي حمل السلاح موجودين في الشوارع وحول المستشفيات والقيام بتصوير الشهداء والجرحي من الفلسطينيين والوطن يناديهم لمواجهة القوات الإسرائيلية الهمجية والبربرية.
إن الوطن الفلسطيني ينادي كل شاب فلسطيني قادر علي حمل السلاح بالنزول سريعا نحو ميدان المعركة والتعاون مع المقاومين والتواجد المكثف للقوات الاسرائيلية وخاصة قوات الكومندوز داخل التجمعات السكنية الفلسطينية وبالأخص ما حدث مؤخرا الاسبوع الماضي في مداهمة مدينة حمد السكنية التي تضم عشرات العمارات السكنية ذات المستوي المتميز.
تؤكد حرب غزة اتجاه إسرائيل نحو امتداد فترة الحرب لمدة لا تقل عن عام كامل: نحن في صراع طويل مع الصهيونية العالمية متمثلة في إسرائيل والولايات المتحدة ونحن في صراع بين تحقيق الأهداف العربية لانشاء دولة فلسطينية و علي أراضي الضفة الغربية وغزة طبقا لحدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مع الاعتراف بدولة اسرائيل علي حدودها ما قبل حرب 1967 والأهداف الصهيونية العالمية والتي ينادي بها نتنياهو يوميا منذ هجوم طوفان الأقصي وحتي الآن المتضمنة عدم قبول انشاء دولة فلسطينية مستقلة وعدم الموافقة علي قيام اي دولة بالاعتراف بدولة فلسطينية من طرف واحد مستغلا ان ذلك يعود بالصالح العام لحركة حماس والغريب كيف يكون الإنسان المقاوم للدولة المحتلة وكيف يكون المقاوم الذي ينادي بالحرية والاستقلال ارهابيا.. ان حركات المقاومة هم حركات شعبية مقاومة للاحتلال الاسرائيلي البغيض وتعمل علي تحرير أراضي فلسطين المحتلة من المغتصب اليهودي.
الآن نري ان اسرائيل دولة عدوة للعرب كلهم واسرائيل دولة استعمارية تهدف للسيطرة علي المنطقة العربية كلها من خلال تقدمها العلمى والتكنولوجي بسبب حصولها علي عناصر بشرية متقدمة علميا وتكنولوجيا من خلال هجرة 1.25 مليون روسي يهودي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 ومن خلال هجرة 250 ألف أوكراني يهودي خلال الحرب الروسية الأوكرانية منذ عام 2022.
إن موقعة طوفان الأقصي وما تلاها من حرب غزة التدميرية هي خير دليل بامكانية تحقيق العرب المقاومة الايجابية للعدو الإسرائيلي في حال تحديد الأهداف العربية والتعاون واسلوب التنفيذ والتخطيط الجيد لتأهيل وتربية أجيال جديدة من العنصر البشري العربي القادر علي استيعاب العلوم والتكنولوجيات الحديثة وتطوير الصناعات المدنية والحربية داخل مصر وباقي الدول العربية.
ان الهدف الرئيسي يتضمن الحد من التغلغل الاسرائيلي اليهودي في القطاعات الزراعية والصناعية والاقتصادية والبنكية في حالة نجاحها في السيطرة الكاملة وإجهاض المقاومة المسلحة داخل قطاع غزة والضفة الغربية وضمها لأراضي اسرائيل الحالية وتكوين ما يسمي بإسرائيل ما قبل الكبري واعتراف الولايات المتحدة بذلك الاجراء وتهجير ما يرفض هذا الكيان الجديد من الفلسطينيين وقتل من يقاوم مع السيطرة علي ما تبقي من الشعب الفلسطيني داخل غزة من الفئات ذات المستوي العلمي والتكنولوجي والاجتماعي الاقل وتحويلهم لعمال يقومون ببناء اسرائيل ما قبل الكبري.
تريد إسرائيل والولايات المتحدة اطالة حرب غزة كوسيلة ضغط علي الشعب الفلسطيني داخل غزة للهجرة الطوعية حيث يتم منذ بداية الحرب خروج ما لا يقل عن 250 مواطناً فلسطينياً عبر المعابر في صورة مرضي ومرافقيهم بالاضافة إلي خطة الولايات المتحدة وإسرائيل الخبيثة من خلال إنشاء ميناء بحري علي شواطئ غزة في وجود قوات أمريكية عسكرية بحجة إرسال معونات ولكنها ستستخدم كوسيلة للهجرة الطوعية والقسرية الخارجية للشعب الفلسطيني إلي أوروبا وهو عكس ما كان يتم قبل وبعد نكبة 1948 من هجرة يهودية بالمراكب البحرية القادمة من أوروبا.