فى ظل الأزمات والضغوط التى تواجهها الأسرة محليا وعالميا من أزمات غلاء المعيشة يعد الصمود الأسرى ظاهرة إيجابية فى مواجهة التحديات.. وهو مصطلح يعد من العمليات التى تدعم الأسرة على مواجهة مصاعب الحياة وتحدياتها وتراعى ظروف كل عضو فيها والقدرة على مواجهة هذه التحديات والتعامل مع الضغوط والمحن بثبات وتماسك واتزان مع سرعة التعافى والنهوض من تأثيراتها السلبية ليصبح أفراد الأسرة أكثر قوة وقدرة فى المستقبل.
تقول الدكتورة إيمان فوزى عبد الحميد باحثة دكتوراه بكلية الاقتصاد المنزلى إن الصمود الأسرى يتضمن أبعاداً يمكن توضيحها كإدراك الأسرة لأهمية ممارسة العبادات والشعائر الدينية والروحانيات التى تعتقدها وتتبنى قيماً سامية حيث يعتبر شهر رمضان الفضيل فرصة كبيرة لأداء العبادات والالتزام بالقيم الأخلاقية مما يسهم فى النمو الروحى والإيمانى لأفراد الأسرة.. وأيضاً تساهم موارد الأسرة فى التعامل مع ضغوط الحياة كاستثمار الأسرة لرأس مالها النفسى والاجتماعى والمادى الذى يؤهلها للتعامل مع مشكلات الحياة ويمثل رأس المال المادى فى الوضع الاقتصادى للأسرة، أما رأس المال النفسى فإنه يمثل الأمل والتفاؤل والمرونة، ورأس المال الاجتماعى فإنه يمثل المكانة الاجتماعية للأسرة والعلاقات الاجتماعية والدعم الاجتماعى مما يساعد فى التخفيف من صعوبة الأزمات الاقتصادية.
وتشير إلى مجموعة من الإرشادات لترشيد الاستهلاك عند الشراء كإعداد قائمة تسوق محددة بأهم الاحتياجات الغذائية، والابتعاد عن شراء كميات كبيرة من الغذاء أثناء العروض والخصومات، وتجنب شراء المنتجات الغذائية فى حالة الاجهاد ، والتأكد من فحص تاريخ الأنتاج والانتهاء عند الشراء.
وعند إعداد وتجهيز عزومات وموائد الافطار فى رمضان يجب استهلاك الطعام بعد الإعداد مباشرة والاخذ فى الاعتبار النقاط التالية عند حفظ المتبقى من العزومات وإعادة تدويرها مما يقلل من الاستهلاك فالوجبات التى تستخدم بعد الإعداد مباشرة لا تكون مصدر لأى تسمم غذائي، وتجنبى ترك الأطعمة بعد الطهى لعدة ساعات قبل استهلاكها مما يعرضها للفساد والتسمم الغذائي، أما بقايا الإغذية المطبوخة يجب حفظها فى علبة محكمة الغلق فى الثلاجة ويجب تسخينها جيدا.
تقول الدكتورة سعاد الديب رئيس اللجنة العليا لحماية المستهلك ست البيت هى رائدة حماية المستهلك لأنها المسئولة عن ميزانية الأسرة وتربية الأولاد والقدوه فهى التى تشترى وتساعد وتخطط وهى المنظم الأول وفى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ومع صعوبة وضع ميزانية للمنزل وعدم التحكم فى الأسعار بسبب زيادتها بشكل مستمر، الحل هو أن تقسم الأولويات إلى ثلاث.. الأولى الحاجات الأساسية التى لابد من تسديدها الثابتة مثل فواتير المياه وغاز وكهرباء وأقساط وغيرها والثانية الحاجات المتغيرة والتى يمكن التحكم فيها مثل الأكل والشرب والرحلات والخروجات والملابس والثالث هو للإدخار وهنا يجب الإشارة لتعليم الأولاد ومشاركتهم فى وضع الميزانية حتى يشعروا بالمسئولية لابد من مشاركة الأولاد.. ويجب إعادة حساباتنا وتدوير استخدام حاجتنا ثم نبدأ فى شراء واستكمال الموجود فقد قمت منذ فترة بعمل مبادرة بعنوان «استغنى قديمك عن بجديدك» وهى كانت عبارة عن تعديل فى الملابس وتغيرها حتى تتحول إلى قطع جديدة بوضع شال أو زراير معينة أو إكسسوار مما يجعل الموديل يتغير تماما ويجعل شكلها جديد.وتكمل الديب يجب أن نغير من العادات الشرائية بكميات كبيرة خاصة المنتجات والسلع التى قد تفسد مثل الفاكهة والبعد تماما عن التفاخر فى العزومات لاوقته ولا زمنه.. الأمر لدينا مختلف به إسراف وتبذيرفترشيد استهلاك الآن واجب فى ظل الظروف الاقتصادية لأنها ليست فقط صعبة على مستوى الفرد بل الدولة كلها.