عندما بدأ الرئيس الأمريكى خطاب تنصيبه بقوله «اليوم سيعود العصر الذهـــــبى للولايات المتحـــدة وســــيصبح يوم 20 يناير 2025 يوما للتحرر» ثم اعلن عن حزمة قرارات صادمة وصارمة وشعبوية أولها: إعلان حالة الطوارئ الوطنية على الحدود الجنوبية مع المكسيك لمواجهة خطر الهجرة وطرد ملايين المخالفين من الأراضى الأمريكية، ثانيا: إلغاء كل القيود عن إنتاج وتصدير الوقود الأحفورى من داخل الولايات المتحدة وكافة الصناعات التى كانت فى مواجهة مع الأفكار المتعلقة بالمناخ والبيئة، ثالثا: فرض رسوم ضريبية وجمركية على المنتجات التى تدخل البلاد من أى مكان فى العالم، رابعا: مواجهة التضخم وانعاش الاقتصاد لخفض تكاليف المعيشة ورفع مستوى الرفاهة الاجتماعية والاقتصادية.
>>>>
خامسا: التوقف عن تقديم اى معونات او مساعدات للخارج تأتى على حساب جودة البنية التحتية والخدمات التى يجب ان يتمتع بها المواطن الأمريكى ،سادسا: السلام هو الهدف الأساسى الذى بتحققه ينتعش الاقتصاد وتتحقق الرفاهية والسلام يحتاج وقف الحروب الدائرة ومنع الحروب من الاشتعال وهذا هو الانتصار الحقيقى بألا تتورط فى حروب جديدة، سابعا: الأسرة تتكون من ذكر وانثى فقط ولا يوجد جنس ثالث، هذه القرارات او التوجيهات او التوجهات تحمل فى طياتها ملامح الإدارة الأمريكية الجديدة مع ترامب فى طبعته الثانية الأكثر نضجا وإثارة،
>>>>
ويمكن الإشارة إلى ما يلي: 1 – ترامب يطبق نظرية «الرجل المجنون كوسيلة للوصول إلى ما يريده من الآخرين وهى احدى مهاراته التفاوضية الناجعة»، 2 – هناك خطة للاستدارة نحو الداخل والاهتمام بالشئون الداخلية الأمريكية، لكن السؤال هل سيكون ذلك على حساب الملفات الخارجية؟، 3 – هل تخلت الولايات المتحدة عن مبادئ حرية التجارة وتبنت مبادئ حمائية تناقض الفكر والفلسفة الرأسمالية؟، 4 – هل خرجت الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ مجددا؟، 5 – هل ستوقف امريكا كل الحروب الدائرة والمدعومة أمريكياً كحرب أوكرانيا وملفات الشرق الأوسط؟، 6 – هل تكون الاستدارة نحو دول الجوار فى المحيط الأمريكى حيث المكسيك جنوبا وكندا شمالاً وبنما وقناتها؟، 7 – هل سيكون حلف الناتو قيد الفك والتركيب ومن ثم أمن أوروبا سيصبح فى خطر؟
>>>>
كل ما سبق يدعونا إلى التفكير بعمق عن الفرص التى يمكن اقتناصها من بين هذه الأفكار والأطروحات والقرارات الأمريكية والتى ترتبط ارتباطاً وثيقا بالمصالح الأمريكية، فالمنطق يقول إن ترامب ليس لديه وقت ينفقه فى مناورات وجولات استكشافية، الرجل سيتجه مباشرة إلى ما يريده وما وعد به وما يحقق مصالح بلاده، وهنا علينا أن نتيقن أن الأمور لن تمر بسهولة ولن تكون العلاقات الطيبة والإستراتيجية مانعة للتباينات وربما الخلافات، وهنا أتساءل بمنتهى الصراحة والتجرد، ماذا لو قرر ترامب ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل؟ وماذا لو قرر تهجير أبناء غزة إلى الخارج؟ وماذا نحن فاعلون إذا كانت سيناء احد السيناريوهات المستهدفة؟ ماذا لو قرر ترامب الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة؟ ماذا لو قرر ترامب إقامة دولة كردية على أراض مقتطعة من سوريا والعراق وإيران وتركيا؟ ماذا لو قال ترامب عليكم الاختيار بيننا وبين أعدائنا فإما نحن وإما الصين؟
>>>>
هذه الاسئلة لا يجب ان نتخير بعضها للإجابة عنها ونحذف بعضها حرجا أو خوفا ونضع رؤسنا فى الرمال، علينا ان نجيب بصراحة ونبحث عن السيناريوهات التى تحقق مصالحنا ونفتح الباب لحوارات معمقة بين النخبة وفى الحجرات المغلقة.