بعد أن تناولنا ـ معا ـ خديعة الاحتلال الفرنسى فى الترويج لفضيلة شامبليون على الحضارة المصرية، وتبين بالسرد التاريخى العلمى أن الأصل فى ترجمة اللغة المصرية القديمة كان لابن سوهاج ذا النون المصري، والآن نكشف ـ معا ـ النقاب عن خديعة أخرى دبرها احتلال ثان لمصر وهو الاحتلال البريطاني، وذلك من خلال البحث عن فرضيات رحيل إمام الملحنين «سيد درويش» بالوفاة أم بالقتل!.
البداية كانت عندما أطلق أحد قطبى الفكر والأدب والملقب بـ «الأستاذ» لأن فى صالونه الفكرى والأدبى لا أستاذ غيره، وهو عباس محمود العقاد، وبالمناسبة الثانى كان «العميد» طه حسين.
نعود للأستاذ الذى رفض أن يأخذ الدكتوراه من جامعة القاهرة، قائلا: «العقاد جامعة وليس رسالة دكتوراه!» كما ذكر فاروق جويدة، والعقاد هو من أطلق على سيد درويش لقب «إمام الملحنين» إذا تجاورا معا كعنصرى للقوة الناعمة ضد الاحتلال النجليزى على مصر فى أثناء ثورة 1919 فكان العقاد كاتب الوفد الأول كما كان درويش ملحن الثورة، فهل يعقل أن يتجاور العقاد الملقب بـ «الكاتب الجبار» مع سيد درويش «الحشاش» وتلك الصفة التى ألصقها له الاحتلال حتى يتخلص منه! ولمن لا يكفيه حكم «الاستاذ» الذى وصف سيد درويش بـ «إمام الملحنين» فليذهب إلى القليل من عناء البحث، فعندما توجه محرك البحث على موسوعة «ويكيبيديا» البريطانية او دائرة المعارف او موسوعة الفنون والاداب (!) باحثا عن سبب وفاة «سيد درويش» فورا تجدها تهديك إلى وفاته بتناوله كمية مفرطة من المخدرات، وفقط، وإذا تحذلقت وكتبت :»هل قتلت بريطانيا «بالسم» سيد درويش؟» لا تجد ردا ولا إجابة على الإطلاق. لكن بدراسة يوم وفاة سيد درويش وهو ـ أيضا ـ محل خلاف فهل هو 15 سبتمبر أم 17 ، وكيف لا تذكر صحف مصر خبر وفاة أحد أهم ملحنيها، وهو بالفعل الذى ألهب الوجدان العام ضد الاحتلال والقصر الموالى للاحتلال، «.. تلك الصحف فى حصر عددى لها كما وصفه الدكتور رمزى ميخائيل فى كتابه «الصحافة المصرية وثورة 1919» والصادر عام 1992 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويعد دراسة تاريخية عن الصحافة المصرية فى فترة من 1918 وحتى مارس 1922، وقدم المؤلف حصرا للصحف المصرية وهى «الأخبار، الاستقلال، الأفكار، الأمة، الأهالي، البصير، السفور، الكشكول، المصور، اللطائف المصورة، اللواء المصري، المحروسة، مصر، المقطم، المنبر، النظام، وادى النيل، الوطن»، بالإضافة للصحيفتين اللتين كانتا تصدران فى مصر أثناء الثورة، باللغة الإنجليزية وهما ذيايجبشان جازيت و إيجبشان ميل