ربما يسأل البعض لماذا يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على الحديث مع المصريين بشكل مستمر؟.. باختصار الرئيس يراهن على وعى هذا الشعب العظيم ويعتبره أهم سلاح لحماية هذا الوطن وصمام الأمان للأمة المصرية.. لذلك يقود معركة بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح خاصة فى ظل ما تتعرض له مصر من حملات وحروب شرسة لتزييف الوعى ونشر الأكاذيب والشائعات وبث التشكيك والتشويه والإحباط والتحريض وهى وسائل تعمل على هز الثقة وتحريك الشعوب لتدمير أوطانها بأقل تكلفة.. هذا جل ما تريده قوى الشر.. لذلك اعتاد الرئيس السيسى على المصارحة والشفافية مع المصريين ويؤمن تماماً أن وعى الشعب واصطفافه هو السبيل الوحيد لحماية هذا الوطن من شرور المؤامرات والمخططات لضرب المشروع المصرى لامتلاك القوة والقدرة والتقدم لأن ذلك سيؤدى إلى ايقاف مخططاتهم التوسعية وأطماعهم فى المنطقة العربية وفى القلب منها مصر.. ويعتبر الرئيس الحديث مع المصريين هو السبيل لمواجهة قوى الشر التى تسعى لهدم الدولة المصرية وان الشعب هو من سيقف فى وجه هذه المؤامرة وسيحمى وطنه قبل الحكومة والجيش والشرطة.
الدولة المصرية لا تستطيع الافصاح عن كل ما يستهدف الأمن القومى أو ذكر القوى التى تدير هذا الاستهداف.. لكنها تبعث بإشارات نفهم منها المعنى والمغزى ولا أجامل ولكن هذا واقع وهذه هى الحقيقة ان التاريخ سوف يكتب بحروف من نور ويخلد اسم الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أدرك مبكرا واستشرف المخططات والأطماع فى مصر وأنها الهدف الرئيسى لأعدائها.. لذلك لم يسكت بل دخل فى سباق مع الزمن ليبنى قواعد القوة والقدرة والردع والتحصين للوطن على مدار 10 سنوات.. حقق فيها ما فاق التوقعات وما تجاوز خيال قوى الشر التى استشاطت جنوناً لأنهم يدركون ان قوة مصر وتقدمها ذروة الخطر عليهم.. لذلك كانت ومازالت أهدافهم هى محاولات مستمرة ومستميتة لاستدراج وتوريط مصر فى أى صراع يستنزف قدراتها ويعيدها إلى الوراء عقوداً طويلة ويهدم كل ما حققته الدولة المصرية خلال العقد الأخير.. أشعلوا النيران والحرائق فى كافة الاتجاهات الإستراتيجية المصرية.. غرباً فى ليبيا وجنوباً فى السودان.. وشرقاً فى غزة ونصبوا الفخاخ تلو الأخري.. لكن مصر تعاملت مع كل ذلك بمنتهى الحكمة والاحترافية والذكاء الإستراتيجى المرتكز على صبر واتزان.. مع اتخاذ كافة الإجراءات لتأمين الأمن القومى المصري.. ووضع مبدأ عام هو التصدى لأى خطر يمس الحدود والأرض المصرية ووضع خطوط حمراء ثم امتلاك الإرادة والإصرار على المواقف والثوابت المصرية.. محاولات جر الدولة المصرية وابتزازها ومساومتها وتهديدها سواء بمخاطر فى الجوار أو ابتزازها بمحاولات العبث فى مواردها الوجودية أو إشعال الاضطرابات فى مناطق تضر باقتصادها مثل البحر الأحمر وتأثير ذلك على عوائد قناة السويس التى خسرت 7 مليارات دولار فى 11 شهراً.. لكن الدولة المصرية فى قمة الانتباه والإدراك لكل ما يجرى وهو الهدف منه مصر.
الرئيس السيسى فى حديث سابق منذ سنوات قال: «كلامى مع الناس دائماً بالصراحة والشفافية.. لأنه السبيل الوحيد للمواجهة ومع كل اللى بيحاول يهدم الدولة المصرية» وبمتابعة الأيام الأخيرة للأحاديث الرئاسية هناك إشارات واضحة فى هذا الإطار.. فالرئيس السيسى يتحدث مع كل المصريين بصراحة وشفافية سواء فى أكاديمية الشرطة أو الأكاديمية العسكرية.. حديث شامل يشرح تفاصيل ما جرى خلال العشر سنوات وفلسفة وأهداف عملية البناء والتنمية خلال هذه الفترة وكيف كانت أحوال وأوضاع الدولة المصرية قبل هذه السنوات؟.. وما التحديات التى واجهت هذا الوطن سواء قبل 2011.. أو خلال أحداث الفوضى فى 2011 وما بعدها وتداعيات ما جرى منذ 2011 وحتى رحيل وعزل نظام الإخوان المجرمين فى 30 يونيو 2013 فى ثورة عظيمة.
هذا الوعى الرئاسى هو أهم ركائز الاصطفاف يؤكد على الكثير من الحقائق لأن هناك من ينسى كيف كانت أحوال وظروف الدولة المصرية قبل الرئيس السيسي.. والحقيقة ان كل شيء فيها كان متقادماً ومتهالكاً ووصل إلى حالة يرثى لها.. لا يمكن وبأى حال من الأحوال أن ينقذ دولة تعرضت لعواصف كثيرة وأمواج عاتية وشهدت حالة من غياب رؤية وإرادة البناء ومواجهة التحديات قبل 2011 التى أجهزت على ما تبقى منها.. لم يكن لدى مصر قبل السيسى أى مقومات أو قدرات أو أسباب للنهوض.. أزمات مزمنة ومشاكل متراكمة.. ناهيك عن غياب القاعدة التى ينطلق منها النهوض أو مشروع التقدم.. لذلك عندما تتأمل رؤية وفلسفة ملحمة البناء والتنمية التى أثارت حقد وجنون قوى الشر تجد ان مصر لم يكن لديها بنية تحتية تصلح لبناء دولة قوية وجديدة لديها أزمات مزمنة فى الكهرباء والطاقة والزراعة والصناعة وموارد محدودة.. ومصادر للدخل معروفة ولا تكفي.. لا توجد آفاق للتحليق إلى آفاق الطموحات والدفع بمصر إلى التقدم.. من هنا جاءت الرؤية والإرادة بإقامة بنية تحتية عصرية من طرق وكبارى وموانئ ومطارات وشبكة نقل ومواصلات متعددة وتطوير الوسائل القديمة والمتهالكة وحل أزمة الكهرباء لإنتاج أكثر من ضعف ما كان ينتج وتحقيق فائض.. كل ذلك من أجل تهيئة أنسب الظروف لاستقبال الاستثمارات الضخمة التى تعد من أهم الموارد الدولارية.. وأيضاً لتوفير فرص العمل وأيضاً البحث عن حلول خلاقة من أجل مواجهة محدودية الموارد المائية من خلال المعالجة الثلاثية لمياه الصرف وتحلية مياه البحر واستخدام نظم الرى الحديث وكذلك إضافة 4.5 مليون فدان للرقعة الزراعية وامتلاك الرؤية والإرادة ومقومات النجاح للنهوض بقطاع الصناعة وهناك نجاحات تجرى على أرض الواقع.
الرئيس السيسى حرص على عرض أهم التحديات والمشاكل والأزمات التى كانت تواجه الدولة المصرية سواء فى غياب مقومات النهوض وأسبابه وتهالك القاعدة التى ينطلق منها وأيضاً النمو السكانى غير العادي.. فمصر زاد تعدادها السكانى من 2011 حيث كان عدد سكانها 80 مليون نسمة وأصبح الآن 107 ملايين نسمة وفى عهد محمد على كان 4 ملايين مواطن.. فى حين كانت الرقعة الزراعية 4.5 مليون فدان.. فما كان يكفى فى الماضى لم يعد الآن يكفى فى ظل هذا النمو السكانى الذى يلتهم عوائد التنمية ولا يشعر المواطن بالتحسن.. وللحديث بقية.