بعد أن هدأت الأوضاع فى قطاع غزة إلى حد ما تزامنا مع اليوم الثالث لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة وتواصل دخول شاحنات المساعدات الانسانية والاغاثية من مصر الى القطاع ودخلت أمس اكثر من 300 شاحنة منها 28 شاحنة وقود.
أبى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى أن تمر الأيام دون إراقة الدماء فأعلن أمس إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق فى جنين بالضفة الغربية، فيما دعت حماس إلى النفير العام للتصدى للعملية.
وقال نتنياهو فى بيان إنه «تحت إشراف مجلس الوزراء السياسى والأمني، أطلقت قوات الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية عملية عسكرية واسعة النطاق ومهمة للقضاء على ما وصفه بالإرهاب فى جنين، مشيرا إلى أن العملية تسمى «السور الحديدي».
وزعم نتنياهو أن العملية تهدف إلى تعزيز الأمن فى الضفة الغربية، وتابع أن هذا التحرك منهجى وحازم ضد المحور الإيرانى أينما يرسل أسلحته فى غزة ولبنان وسوريا واليمن والضفة الغربية، مضيفا أن «اليد لا تزال ممدودة».
فى المقابل، دعت حركة حماس إلى النفير العام بهدف التصدى للعملية العسكرية التى أعلنتها إسرائيل فى جنين، واعتبرت الحركة فى بيان لها أن دخول الاحتلال إلى جنين سيفشل مطالبة بالتعبئة العامة والتصعيد ضده.
وقال بيان حماس «ندعو إلى النفير العام والتصدى لعدوان الاحتلال الواسع فى جنين وإسناد المقاومين لمواجهة البطش الصهيوني، كما دعت سكان الضفة الغربية وشبابها للنفير العام وتصعيد الاشتباك مع جيش الاحتلال فى كافة نقاط التماس معه، والعمل على إرباكه وإفشال العدوان الصهيونى الواسع على مدينة جنين ومخيمها».
ونعى البيان الشهداء الذين سقطوا جراء القصف الإسرائيلي، وشدد على أن «هذه العملية العسكرية التى يشنها الاحتلال فى جنين ستفشل كما فشلت كل عملياته العسكرية السابقة، ولن تنكسر الإرادة الفلسطينية أمام غطرسة المحتل وجرائمه وانتهاكاته المستمرة».
من جانبها أكدت وزارة الصحة الفلسطينية وصول عدد من الشهداء والمصابين إلى مستشفى جنين الحكومى من جراء القصف بالمسيرات الذى تعرضت له المنطقة.
وقال مدير مستشفى ابن سينا فى جنين أن الاحتلال يطلق النار بشكل عشوائى على المواطنين وعلى سيارات الإسعاف مشيرا إلى استشهاد 3 أطباء حتى الآن وأضاف أن الاحتلال يقوم بتدمير البنية التحتية.
كانت الاذاعة الإسرائيلية قد أكدت إن العملية بدأت بغارة جوية لطائرة مسيرة استهدفت عدة بنى تحتية، مضيفة أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، بما فى ذلك الوحدات الخاصة، والشاباك، وحرس الحدود، ستعمل فى أنحاء جنين فى الأيام المقبلة.
ونقلت الاذاعة عن مصدر بالجيش الإسرائيلى قوله إن العملية سوف تستمر «طالما كان ذلك ضروريا»، مضيفا أن أهدافها هى «مواصلة الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلى فى مختلف أنحاء الضفة الغربية، وتدمير وتحييد البنية التحتية للإرهاب والقنابل الموقوتة».
من جانبه، أشاد وزير المالية الإسرائيلى المتطرف، بتسلئيل سموتريتش بالعملية وقال إننا بدأنا تغيير العقيدة الأمنية بالضفة الغربية ضمن أهداف الحرب الإضافية التى طلبها حزب «الصهيونية الدينية» من المجلس الوزارى المصغر.
أضاف سموتريتش أن «عملية السور الحديدى ستكون حملة قوية ومتواصلة ضد عناصر «الإرهاب» لحماية المستوطنين وأمن إسرائيل».
فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس إن الضفة الغربية هى الساحة الوحيدة المفتوحة اليوم التى يحدث فيها اشتباكات. وأضاف أنه وجه الجيش بالعمل بقوة لحماية المستوطنات والمستوطنين بالضفة، مشيرا إلى أن التهديد الذى يواجه الاستيطان والمستوطنين فى الضفة وعلى طول خط التماس يتفاقم.
على صعيد آخر، اتهمت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أمس الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتشجيع «غلاة المستوطنين على ارتكاب مزيد من الجرائم» فى الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الوزارة فى بيان إن رفع العقوبات عن المستوطنين يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا». وحذرت من «محاولات تفجير الأوضاع فى الضفة الغربية المحتلة تمهيدًا لخلق حالة من الفوضى العنيفة لتسهيل ضمها».
وجاء بيان الوزارة بعد ساعات من مهاجمة مستوطنين إسرائيليين قريتى الفندق وجينصافوط فى شمال الضفة الغربية فى وقت متأخر من مساء أمس الأول.
وأكدت الوزارة أن 50 مستوطنا ملثما نفذوا هجوما جماعيا علنيا على بلدة الفندق» حيث قاموا «بإحراق عدد من المنازل والمحال التجارية وتحطيم المركبات وترويع المواطنين المدنيين العزل.
وأشار البيان إلى إصابة 21 مواطنا. وأكدت جمعية الهلال الأحمر عدد الإصابات وقالت فى بيان إن من بينها 12 إصابة بالضرب المبرح، و9 إصابات جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
واستنكرت الخارجية الفلسطينية «فرض إسرائيل مزيدا من العقوبات الجماعية والتضييقات» على سكان الضفة الغربية من خلال إغلاق جميع مداخل المحافظات والمدن والبلدات والمخيمات بالبوابات الحديدية أو السواتر الترابية أو الحواجز العسكرية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش حذر من أن أى ضم كلى أو جزئى للضفة الغربية من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلية سيكون «انتهاكا صارخا للقانون الدولي»، مستنكرا تصريحات بهذا المعنى أدلى بها مسئولون إسرائيليون.
وأقر جوتيريش خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولى عن الوضع فى الشرق الأوسط، بأن المنطقة تشهد تحولا عميقا، وبأن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة يشكل بصيص أمل. لكنه أعرب عن القلق إزاء مواصلة تفاقم الوضع فى الضفة الغربية المحتلة، فى ظل اشتباكات وغارات جوية متواصلة، وتوسع المستوطنات غير الشرعية بلا هوادة من قبل الإسرائيليين.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن مسئولين إسرائيليين كبارا يتكلمون علنا عن ضم الضفة الغربية بكاملها أو فى جزء منها رسميا فى الأشهر المقبلة، محذرا من أن أى ضم من هذا النوع سيشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي. وقال جوتيريش «أشعر بقلق عميق إزاء التهديد الوجودى لسلامة ووحدة الأراضى الفلسطينية المحتلة فى غزة والضفة الغربية فى ظل التغييرات الإدارية الإسرائيلية خلال السنتين الماضيتين، التى سرعت على نطاق كبير توسع المستوطنات فى الضفة».
من ناحية أخري، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى أمس 20 مواطنا خلال الاقتحام المتواصل لبلدة إذنا غرب الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إن قوات الاحتلال اقتحمت أحياء فى البلدة، منها: منطقة واد ريشه، والذخرة، وخلة الغزال، وفتشت عددا من المنازل. وتواصل قوات الاحتلال اقتحام بلدة إذنا منذ أمس الأول، إلى جانب مواصلة حصارها من خلال إغلاق مدخلها الرئيسى بالبوابة الحديدية، وكذلك الطرق الفرعية والترابية.