لا شيء يفوق نعمة الأمن والاستقرار التى يحظى بها بلدنا.. ونحن وسط كل التحديات والمؤامرات التى مازالت تحيط بمصرنا الغالية، نستشعر هذه النعمة الكبرى التى حققناها بإرادة شعبية وسياسية صلبة واعية غذتها دماء الشهداء الأبرار الذين قدموا حياتهم من أجل أن تبقى مصر.. وتمضى حياة شعبها طبيعية سلسة تصنع الحاضر والمستقبل فى أمن وأمان.
المصريون واعون لكل ما يجرى حولهم.. لذا لا خوف عليهم من هذا الهزل الإعلامى البغيض الذى يطاردهم ليل نهار عبر السوشيال ميديا من مرتزقة أهل الشر.. ولاسيما أن أجيالا عديدة من المصريين مروا قبل عشر سنوات بتجربة قاسية كادت تطيح بمصر الدولة، ومؤسساتها الوطنية على طريق الفوضى التى حاولوا تصديرها لنا ربما قبل يناير 2011.. وكم كان المشهد مؤسفا عندما بلع الإعلام الطعم ليشارك فى تلك الأكذوبة الكبري، ويتسلل العملاء إلى أجهزة الإعلام والصحف يشعلون شرارة الفوضي، ويحرضون على النظام، وينذرون مستعرضين أفكارهم السياسية المشوهة عن الديمقراطية وحقوق الناس والمجتمع.. ولا يتردد بعضهم عن مغازلة المذيعات الجميلات اللاتى كن يحققن شهرتهن على حساب الوطن.. ويوزعن الضلالات والأكاذيب دون تفرقة بين الاختلاف مع سياسات السلطة الحاكمة.. وبين مؤامرة إسقاط الدولة.. وأتذكر ويتذكر المصريون جميعاً بكل أسى تلك اللجان الشعبية التى خرجت بعد أحداث يناير وإحراق أقسام الشرطة.. وممارسة رزالاتها وإخراج العقد النفسية بزعم توفير الأمن للمواطنين.. وهى فكرة إخوانية إنصاع لها شباب غابت عنهم حقيقة المؤامرة.. فكان أمرا مزعجا يدعو للأسف وهم يعطون أنفسهم حق إغلاق الشوارع وتوقيف الناس والسيارات يفتشونها ويعبثون فيما يحملونه.. يسمحون للبعض بالمرور ويعطلون البعض الآخر فى مشهد هزلى غير مسبوق على مصر التى كان دور الشرطة ورجالها المخلصين أهم ما يميزها على مر التاريخ.
ولا أستطيع أن أنسى تلك الوجوه الكئيبة والذقون غير المهذبة التى ملأت الشاشات وبرامج التوك شو ومعهم شباب صغير أهوج مغرور يفرضون وجهات نظرهم الحمقاء لإدارة شئون الدولة وكأنها لعبة أتاري.. أو ذلك الروائى المغرور أشهر كاتب جنسى وقد جلس واضعا ساقا على ساق يتطاول على رئيس وزراء مصر وقد جلس أمامه مستسلما حتى تحقق لهم مرادهم فى إسقاط آخر ما تبقى من شرعية دستورية.
>>>
الحديث عن أوراق يناير الحزينة إبان أحداث ثورة يناير المزعومة وحتى ثورة 30 يونيه 2013 وأيضاً بعدها حتى عادت مصر الدولة مع تولى القائد الشجاع الرئيس عبدالفتاح السيسي.. حديث يجب أن يبقى فى الذاكرة يحصنها ضد المحاولات الخبيثة التى تجرى الآن.. ويجب أن يبقى فى الذاكرة لأنه يعمق الوعى لدى المصريين ويؤكد للعالم أجمع أن ما حدث فى هذه الملهاة العبثية لا يمكن أن يتكرر.
وأتصور أن تجربة الحفاظ على مصر الدولة المحورية الكبرى فى إقليمها.. وعملية البناء والإنجاز وتحسين جودة حياة المصريين خلال السنوات العشر الأخيرة رغم كل التداعيات السياسية والاقتصادية التى يمر بها العالم أجمع.. يجب أن يخرس تلك الألسنة البذيئة والمرتزقة الذين لا يخجلون من فشلهم فى مهمتهم الاسترزاقية من عواصم شتي.
ففى كل مرة تصيبهم الخيبة هم ومن يشغلونهم ولكنهم لا يخجلون.. ولا يختفون عن الأنظار مثلما اختفى غيرهم من الأدعياء الذين ابتلينا بهم ربما قبل 2011.
لقد شاءت الأقدار أن يأتى احتفالنا هذا العام بعيد الشرطة الذى حاولوا سرقته قبل 14 عاما فى مثل هذه الأيام.. وقد اطمأنت القلوب المصرية المخلصة على استمرارية مصر القوية الآمنة المستقرة التى أفشلت من جديد مؤامرة أخرى كبرى على الحدود الشرقية.. وحافظت على القضية الرئيسية الأم- القضية الفلسطينية- والوقوف بشجاعة وإصرار ضد محاولات التهجير للفلسطينيين وبالتالى ضياع قضيتهم إلى الأبد.. وذلك بعد نجاح وساطة مصر لتحقيق التهدئة وإنفاذ المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى فى أنحاء غزة.
>>>
باختصار ان احتفالنا بعيد الشرطة فى 25 يناير – ولاسيما هذا العام- هو انتصار جديد للإرادة المصرية للحفاظ على أمنها واستقرارها واستمرار دورها فى محيطها العربى والإقليمي.. واستكمال عملية الإنجاز والبناء التى تجرى بكل إصرار من حياة كريمة وغد أفضل لكل المصريين بإذن الله.