مع وقف إطلاق النار ودخول المساعدات
«مطاوع» : القاهرة سندنا من اليوم الأول للحرب.. وحمتنا من التجويع والإبادة
عبر الفلسطينيون عن تقديرهم الكبير للجهود المخلصة ودور مصر المحوري، الذى كان المساهم الأكبر فى وقف العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى وإغاثته بالمساعدات الإنسانية والطبية العاجلة.. مؤكدين أن الدولة المصرية تساند أهل غزة منذ اليوم الأول للحرب من خلال الموقف الثابت ضد مخططات التهجير القسرى وتصفية القضية الفلسطينية كما طالبت مصر بتحقيق وإنجاز استقلال فلسطين ذات السيادة على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس، وإنهاء الاحتلال، فى إطار الوحدة السياسية والجغرافية للأرض الفلسطينية وقدمت مصر من خلال الدبلوماسية الناعمة والدبلوماسية الخشنة نموذجا للتفاوض الايجابى من اجل تحقيق الاتفاق وايقاف حرب الإبادة الجماعية.
وثمن الفلسطينيون، دور مصر وقطر الشقيقتين وجهودهما العربية المخلصة، وكل الجهود التى أدت إلى وقف هذا العدوان، ودعوا الي سرعة إغاثة الشعب الفلسطينى وإنقاذ الحياة وإعادة الإعمار.
أكد د.عبدالمهدى مطاوع المحلل السياسى الفلسطينى ان مصر وقفت إلى جانب الشعب الفلسطينى منذ اليوم الأول للحرب واحبطت المخططات الإسرائيلية للتهجير وضرب القضية الفلسطينية وأعلنت بكل حزم أنها لن تقبل هذا وكان لهذا الموقف تأثير كبير على القضية وحمايتها من التصفية وفى الوقت نفسه واصلت مصر جهودها الدبلوماسية فى شتى المناحى والدعوة إلى مؤتمر القاهرة للسلام وإدخال المساعدات الاغاثية ورفض خروج مزدوجى الجنسية من القطاع وسمحت بخروج الجرحى والمصابين من أجل استكمال علاجهم وطوال الوقت وقفت مصر أمام حرب التجويع والإبادة الجماعية التى شنتها اسرائيل وساهمت بأكبر قدر من المساعدات الاغاثية.. بالإضافة إلى التحرك فى الأمم المتحدة من أجل دعم القضية وفى كافة اللقاءات الرئاسية كان يتم تناول الأوضاع فى غزة والقضية الفلسطينية.
قال مطاوع إن المسودة المصرية فى أواخر أبريل الماضى لايقاف الحرب هى الأساس الذى تم عليه بناء الاتفاق الحالى والتدرج على المراحل الثلاثة وصولاً لإعمار غزة وهو الترتيب المنط+قى وتم تطويره وبعد ثمانية أشهر تم التصديق عليه والتحدى الحالى هو تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة مشدداً على أن تنفيذ الاتفاق لن يكون سهلاً للمماطلة الإسرائيلية ولكن بفضل الدول الضامنة وهى مصر وأمريكا وقطر نتفاءل باستكمال المراحل.
أشار إلى إن الدور المصرى غاية فى الأهمية لتنفيذ الاتفاق وتم إنشاء غرفة عمليات مشتركة لمتابعة كافة التفاصيل وهى أمور سوف تمنع أى تدهور للأمور والمماطلة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن تنفيذ الاتفاق أفرح أهالى غزة والناس لديها احساس بالنجاة من المجازر الإسرائيلية وتشعر بالامتنان للدور المصرى فى ايقاف الحرب وتأمل فى دور أكبر للدول العربية فى مساعدة القطاع وإعماره.
أكد د.أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية الفلسطينى أن الشعب الفلسطينى يقدر دور مصر ولديه يقين أن القاهرة أقرب داعميه واصفاً دور مصر بـ»التاريخي» على مدار القضية الفلسطينية سواء فى الوقوف أمام مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية على مدار شهور الحرب حيث كانت الحماية والظهر لحفظ مقدرات الفلسطينيين والتشبث بالأرض وتحريرها ومصر فتحت أبوابها أمامنا للتعبير إعلامياً عن القضية ونقل المعاناة فى حرب الإبادة الجماعية وقامت بجهود دبلوماسية ورئاسية جبارة فى محيط شديد التعقيد والخصوصية وبالرغم من الضغوطات وحساسية الأمور تم التوصل إلى الاتفاق بشكل مرضٍ للشعب الفلسطيني.
ثمن «الرقب» مسارعة مصر مع وقف إطلاق النار بإدخال المساعدات الإغاثية والمعدات لرفع الانقاض فى محاولة لإعادة الحياة ونقل الجرحى إلى خارج القطاع ولا نتصور ان يقوم بهذا الدور أحد سوى مصر العظيمة والكبيرة والشعب الفلسطينى يقدر مصر جيشاً وشعباً والتى استطاعت نقل معاناتنا إلى العالم.
أشار إلى أن القيادة السياسية المصرية استشرفت أمر ترتيب البيت الداخلى الفلسطينى واستضافت كافة الفصائل لدعم توحيد الصف ومن أجل ترتيبات غزة ما بعد الحرب ومطلوب جداً ترتيب اليوم التالى للحرب حتى لا يحدث ما لا نريده.
قال د.نزار نزار، باحث سياسى فلسطينى فى الشأن الإسرائيلى من جنين ان مصر ضغطت على كل الأطراف واستطاعت بدون شك ان تكون المؤثر الأكبر لإنجاز الاتفاق لأنها دولة كبيرة فى المنطقة ووازنة ولديها علاقات دولية وعربية هامة واستقرار القطاع يهم مصر لانه يمس الأمن القومى الإستراتيجي.
أضاف أن مصر منذ اللحظة الأولى سارعت من أجل ايقاف الحرب واستخدام الدبلوماسية الناعمة والدبلوماسية الخشنة من أجل دعم القضية الفلسطينية وفى تقديرى ان مصر قدمت كل ما يمكن من أوراق ثقيلة للضغط على الجانب الإسرائيلى وبفضل جهودها الجبارة تم التوصل للاتفاق وتم التوافق على لجنة الاسناد المجتمعى فى القاهرة لاسناد غزة وبدون جهود مصر لم تكن الهدنة تمت.
أفاد إن الشعب الفلسطينى يتقدم بكل الشكر للإخوة فى مصر شعباً وجيشاً ورئاسة وحكومة وقيادة سياسية على ما بذلوه وقدموه لأشقائها فى قطاع غزة.
أكد اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، المستشار بكلية القادة والأركان المصرية، أن الدور المصرى فى القضية الفلسطينية يعد دورًا رئيسيًا يمتد منذ 76 عامًا، ويعكس التزامها الدائم بالقضية باعتبارها القضية المركزية فى العالم العربي، مشيرًا إلى أن القاهرة بذلت جهودًا كبيرة منذ بداية الحرب فى 7 أكتوبر 2023 لوقف استهداف المدنيين بين حماس وإسرائيل، والعمل على وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات لقطاع غزة.
قال إن مصر تساهم بشكل كبير فى مساندة الشعب الفلسطينى ومنذ اندلاع الأزمة والحرب على غزة قدمت مصر 87 ٪ من اجمالى المساعدات الإغاثية التى دخلت القطاع وخلال الأيام القادمة ستصل المساعدات المصرية التى بدأت أمس لأنه خلال الاتفاق تمت الموافقة على مرور 600 شاحنة من معبر رفح بالمساعدات الإغاثية والإنسانية ومن معبر كرم أبوسالم ومعبر زانكين مساعدات يقدمها الاتحاد الأوروبى والأردن مشيراً إلى أن الورقة التى قدمتها مصر فى أواخر أبريل الماضى هى نفس المبادرة التى قدمها الرئيس الأمريكى جو بايدن لايقاف الحرب وتبادل الرهائن إلا أن الوزراء المتطرفين فى حكومة نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل هم من عطلوا الاتفاق لمدة 8 أشهر لاطالة امد الحرب وعقدت اللجنة الفنية بالقاهرة لمراقبة الحفاظ على ايقاع تنفيذ بنود الهدنة ومتابعة أعمال شروط الاتفاق وهذا دور يؤكد قدرة مصر والثقة فى خبرتها وأتصور ان الحكومة الحالية سوف تلتزم حتى فى اسوأ تصور وتسليم الأسرى لدى حماس وليس خافياً على أحد أن إسرائيل اعتادت المماطلة والمراوغة واخترقت عدة مرات اتفاق الهدنة فى لبنان 330 مرة ولكن المؤشرات والشواهد تشير إلى نجاح هذه الهدنة وأنه على الأقل كل مرحلة سوف تنجح سوف تؤدى إلى المرحلة التالية ومبعوث الرئيس الأمريكى ترامب المسئول عن ملف الشرق الأوسط اجتمع مع نتنياهو ويتردد أنه أجبره على الدخول والموافقة على توقيع الهدنة وهذا يعد من عوامل وضمان نجاحها بالإضافة إلى دور الدول الراعية والتزام الأطراف بها.
أشار إلى أن المفاوضات بين حماس وإسرائيل كانت تواجه صعوبات بسبب المواقف المتعنتة من الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، بقيادة بنيامين نتنياهو، والوزيرين سموتريتش وبن غفير، وهذه المواقف كانت السبب الرئيس فى فشل المفاوضات حتى الآن، موضحًا أن الضغط الأمريكى فى الفترة الأخيرة قد أسهم فى تغيير بعض المواقف الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالهدنة.