يسلط العالم أنظاره خلال الساعات المقبلة على الولايات المتحدة تزامنا مع حفل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الحفل سيتكلف أكثر من 200 مليون دولار، ويشارك فيه الرؤساء السابقون لأمريكا من بينهم جو بايدن وباراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون، وزوجاتهم باستثناء ميشيل أوباما التى اعتذرت عن الحضور، إضافة لعائلات رهائن أمريكيين كانوا محتجزين فى غزة، وزعماء أجانب ليس بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، بل دعا ترامب زوجته سارة وابنها يائير، الموجود معها فى مدينة ميامي. من المقرر أن يبدأ الحفل بصلاة صباحية – وفقا للتوقيت الأمريكى – تقليدية فى كنيسة القديس يوحنا بواشنطن، وبعدها ينضم الرئيس المنتخب وزوجته ميلانيا إلى الرئيس جو بايدن وزوجته جيل، لتناول الشاى فى البيت الأبيض.
ثم يؤدى جى دى فانس نائب ترامب اليمين الدستورية فى مبنى الكابيتول، أمام جون روبرتس رئيس المحكمة العليا، يليه ترامب بوضع يده اليسرى على نسخة الرئيس ابراهام لينكولن من «الكتاب المقدس» والتى استخدمها فى 1861 الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، خلال تنصيبه. كما استخدمها ترامب فى 2017 أيضا، وقبله أوباما فى تنصيبه. وبعدها يلقى ترامب خطاب التنصيب.
و عادة ما يلقى أى رئيس منتخب خطاب تنصيب خاصًا به، كان أولهم الرئيس الأول جورج واشنطن، صاحب أقصر خطاب، وبلغ 135 كلمة، فيما يحمل ويليام هنرى هاريسون الرقم القياسى بأطول خطاب، وكان من 8445 كلمة. كان هاريسون قد توفى بعد شهر من تنصيبه بسبب التهاب رئوى أصيب به، لتعرضه فترة طويلة لطقس جليدى أثناء حفل التنصيب.
وكما هى العادة، سيتضمن حفل التنصيب مشاركة زعماء دينيين، لكن، وللمرة الأولي، سينضم إمام وقس وحاخام لمخاطبة الجمهور. فقد اختار ترامب الإمام هشام الحسينى من مدينة «ديربورن» بولاية ميشيجان، وهو المتحدث باسم الجالية العراقية- الأمريكية، وصاحب التصريحات المثيرة للجدل والمعادية لإسرائيل، ليلقى كلمة فى الحفل.
وعلى نقيض الرؤساء السابقين الذين اكتفوا بدعوة الدبلوماسيين والسفراء الأجانب لحضور مراسم تنصيبهم، تتضمن قائمة ضيوف تنصيب ترامب سياسيين «يمينيين» أجانب، على غرار الرئيس الأرجنتينى خافيير ميلي، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، كما وجهت الدعوة لرئيس حزب فلامز بيلانج البلجيكى توم فان جريكين، وإريك زيمور من حزب الاسترداد القومى الفرنسي، وتينو شروبالا من حزب البديل من أجل ألمانيا، ورئيس حزب فوكس الإسبانى سانتياجو أباسكال، ونايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح الشعبوى فى المملكة المتحدة، فى حين لم توجه الدعوة لرئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر. وحرص ترامب على دعوة أثرياء العالم وأباطرة التكنولوجيا فإلى جانب إيلون ماسك من المتوقع أن يكون هناك ضيوف آخرون من بينهم مارك زوكربيرج وجيف بيزوس، وتيم كوك، الرئيس التنفيذى لشركة أبل.
كان ترامب قد عاد إلى العاصمة واشنطن للاحتفال مع عائلته وأصدقائه السياسيين بعودته إلى السلطة فى ناديه الخاص للجولف «ترامب ناشونال» فى ولاية فيرجينيا، حيث وجه ترامب كلمة للحضور وأثنى على ستيف ويتكوف، مبعوثه إلى الشرق الأوسط، واصفًا إياه بـ»المفاوض العظيم»، وذلك بعد أن ساعد فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
بينما كان ترامب يتحدث، تجمع الضيوف أسفل الشرفة للمشاركة فى عرض للألعاب النارية وأداء موسيقى من قبل المغنى كريستوفر ماتشيو.
وقد تقرر نقل معظم فعاليات يوم التنصيب إلى داخل مبنى الكابيتول، بما فى ذلك مراسم أداء اليمين الرئاسية ونائب الرئيس، وذلك بسبب توقع انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير. وتعتبر هذه المرة الأولى منذ عام 1985، عندما تم نقل مراسم تنصيب الرئيس رونالد ريجان إلى داخل المبني، بسبب الظروف الجوية القاسية.
ويقتصر الحضور على 600 شخص فقط، وذلك بسبب المساحة المحدودة فى القاعة مقارنة بالأعداد المتوقعة التى كانت تتجاوز 250 ألف شخص فى الخطة الأصلية. وفيما يتعلق بالموكب التقليدى فى شارع بنسلفانيا، تقرر تحويله إلى حدث داخلى بسبب البرد القارس، على أن يُختتم بحفل عشاء خاص فى البيت الأبيض، مع عدة حفلات موسيقية فى المساء.
ونتيجة لهذا القرار تفاجأ نحو 220 ألف أمريكى الذين اشتروا تذاكر حضور مراسم تنصيب ترامب، بخبر إلغاء الفعاليات التى دفعوا أموالا لحضورها، حيث سيحتفظون بالتذاكر للذكرى فقط .
وبعيدا عن الأحوال الجوية التى قيل إنها الأسباب الرئيسية لإحداث تغييرات كبيرة على الحفل، توقع خبراء الشأن الأمريكى أن يكون لمحاولة اغتيال ترامب خلال حملته الانتخابية دور فى إلغاء المراسم المفتوحة، حيث تفرض توخى أقصى درجات الحذر، وتُحتم تجنب وضع الرئيس فى أماكن تُسهل استهدافه.
على الصعيد الأمني، استُنفرت الأجهزة الأمنية بجميع قطاعاتها لضمان سير الحدث بسلاسة. وجرى نشر الآلاف من عناصر الحرس الوطنى والشرطة، مع فرض طوق أمنى محكم حول مناطق التنصيب والطرق المؤدية إليها. كما تم تركيب نقاط تفتيش صارمة ومراقبة جوية لتعزيز الأمن.