لماذا اغتالوا الشهيد هشام بركات وسر عدائهم لـ فرج فودة وعلى جمعة
فشل خطة إنهاك الأمن فى البلاد
وإغراق الدولة فى حالة من الفوضى
نواصل الحلقة الثانية من حملة الكشف التاريخى لحقيقة جماعة الدم والضلال، وكيف أنها قامت منذ بدايتها على عقيدة الإرهاب والخراب، سواء من خلال القواعد التى وضعها إمام الإرهاب مؤسس الجماعة حسن البنا، الذى أسس لفكرة الخيانة تحت ستار الدين، ومن بعده منظر الدم سيد قطب..نستكمل اليوم بقية الـ 12 قضية التى تفضح تحقيقاتها حقيقة الجماعة الإرهابية التى لا تعرف الوطن ولا تعترف بفكرة الانتماء إلا للمرشد، ولا تقر طاعة إلا لأوامره ولا تسعى لصالح الدين كما تدعي، بل تسعى للسلطة والتمكين، ولهذا جاءت جرائمهم ضد مصر، تفجيرات واغتيالات وفتن وشائعات وأكاذيب بهدف إثارة الفوضي، وتحريض المواطنين من أجل تخريب الدولة من الداخل لصالح أجندات خارجية وأجهزة مخابرات تحركهم وفق مصالحها وعدائها للدولة المصرية..فى هذه الحلقة نكشف سر عدائهم للمفكرين مثل د. فرج فودة والدكتور على جمعة ولماذا اغتالوا النائب العام الشهيد هشام بركات.
الجهاد الصغرى 79
القضية الخامسة التى تفضخ جرائم وإرهاب جماعة الإخوان هى قضية الجهاد الصغري، والتى تجسدت فيها مفاهيم «الجهاد»، «التكفير» للمجتمع، «الخلافة».. وغيرها التى أسس لها البنا، حيث اتضح من تحقيقات قضية الجهاد الصغرى التى أسفرت عنها اقتحام وسرقة محلات ذهب المسيحيين وتفجير الكنائس كممارسة عملية لمفاهيم تكفير المجتمع والجهاد ضده، وقد ألقيت الندوات وأقيمت المعسكرات تمهيًدا لسلسلة أعمال إرهابية – على نهج مفهوم «تربية النشء» للبنا – استعداًدا للجهاد ضد المجتمع وكان التنظير والإفتاء للتنظيم من طرف عمر عبدالرحمن فى تلك المرحلة. وتشكل التنظيم من «محمد عبدالسلام فرج، ونبيل نعيم عبدالفتاح الذى راجع أفكاره وندم على ما فعل بعد ذلك، ومحمد سالم الرحال، وحسن الهلاوى وعشرات آخرين»، وانضم لهم أيمن الظواهرى وعصام القمرى أواخر عام 79 وانتهت قضية الجهاد بأحداث الزاوية الحمراء، وانتهت هذه الأحداث باعتقال المئات من عناصر التنظيمات المتطرفة «جماعة إسلامية، إخوان، تكفير وهجرة» مما كان أحد دوافع اغتيال السادات على يد الجماعات المتطرفة.
قضية الجهاد الكبرى 81
وتكشف أسماء دياب الباحثة المتخصصة فى التطرف والارهاب فى كيف تصدر مفهوم «الجهاد» كأحد المفاهيم الرئيسية التى أصل لها حسن البنا كعنوان لهذه المرحلة تبنته كل الجماعات المتطرفة، حيث قاد تنظيم الجهاد فى تلك المرحلة «محمد عبد السلام فرج» ومجموعة قضية الجهاد الكبرى التى نفذت عملية اغتيال الرئيس الأسبق «محمد أنور السادات» فتشكلت المجموعة من «كرم زهدي، صفوت عبد الغني، عبدالرؤوف أمير الجيش، محمود شعيب، نبيل نعيم، وآخرين» ورغم أن مقتل السادات تأسس على فكر نابع من كتاب «حكم قتال الطائفة الممتنعة»، إلا أن هذا الكتاب ما هو إلا قانون كاذب جاء بناء على الدستور الإرهابى الذى وضعه البنا قبله بسنوات فى رسائله، حيث يعد الكتاب تفصيلا عمليا لعدة مفاهيم أصل لها البنا كـ«الحاكمية»، «التكفير»، «الحكم الإسلامى»، «الجهاد» وغيرها.
قضية عبد الله السماوى وآخرين 1986م
وتقول الباحثة إن جماعة عبد الله السماوى جماعة تكفيرية نشاطها تمركز فى حرق نوادى الفيديو، كانت تعتمد منهج تكفير المجتمع حكاما ومحكومين وبناء عليه تكفر كل العاملين فى مؤسسات الدولة موظفين وعاملين «رؤساء ومرءوسين» وخرج من عباءتها جماعات أخرى تعتنق نفس الأفكار وتمارس نفس الأعمال. وتبنت جماعة «السماوى» مفاهيم البنا «كإقامة الدولة الإسلامية»، «الجهاد»، «التكفير» ومارست أعمالها الإرهابية تأسيساً عليها، وتضيف اسماء أن السماوى التقى سيد قطب وحسن الهضيبى ومصطفى مشهور فى السجن وتأثر بأفكارهم
قضية اغتيال د. رفعت المحجوب
بلغ عدد المتهمين فى هذه القضية 25 متهما من «الجماعة الإسلامية» منهم المتهم الرئيسى «ممدوح على يوسف عوض» و«صفوت احمد عبد الغنى»، و«محمد النجار» وآخرين، وتم اغتيال «د. رفعت المحجوب» رئيس مجلس الشعب عام 1990م وعدد من مرافقيه بتفجير سيارته، وكان المقصود استهداف وزير الداخلية الراحل «اللواء. محمد عبد الحليم موسى». وتؤكد الباحثة أن أسماء المتهمين فى قضية المحجوب وردت أسماؤهم فى قضايا أخرى قبلها مثل تحطيم محلات وطوابير تغيير المنكر، «صفوت عبدالغنى» أحد الضالعين فى هذه القضية هو من أصدر أمرا بقتل المفكر «فرج فودة» من داخل السجن، وهو من خرج وآخرون من الجماعة الإسلامية من السجن بعفو من المعزول «محمد مرسى» وقاد تحالف دعم مرسى بعد عزله.
مقتل الدكتور المفكر فرج فودة
قضية مقتل المفكر «د. فرج فودة» توضح مساحة الحرية الفكرية التى ينعم بها الباحثون والمفكرون فى وقتنا، على الرغم من ارتفاع أصوات المتطرفين من خلال السوشيال ميديا والإعلام التابع لتلك التنظيمات، إلا أن المناخ العام أصبح أكثر تقبلا لأفكار كان يستنكرها فى وقت سابق.
فقد تحالفت أكثر من جهة على إهدار دم «د. فرج فودة» ومهدت الطريق للجماعات المتطرفة لتنفيذ ذلك، حيث أثار فكر «فودة» الذى كان يحارب الجماعات المتطرفة، ويطالب بفصل الدين عن السياسة حفيظة المتطرفين، وفى المقابل شنت جبهة علماء الأزهر هجوما عليه وأصدرت الجبهة فى عام 1992م بجريدة «النور» بيانًا صريًحا بكفره ووجوب قتله وتصاعد التحريض ضده من قبل كل الجماعات المتطرفة لرفضه تحالف حزب الوفد مع الإخوان لخوض انتخابات مجلس الشعب المصرى عام 1984م وتصاعد العداء ضد «فودة» بعد صدور كتاب له «الإرهاب» عام 1988م، وكتاب «نكون أولا نكون» عام 1990م.
ونتيجة لما سبق كما تشير أسماء وقع مقتل «فرج فودة» بعد مناظرة بينه وبين «محمد الغزالى»، و«مأمون الهضيبى» المتحدث باسم جماعة الإخوان فى ندوة معرض الكتاب عام 1992 وأدارها د. محمد عمارة وفى المناظرة اعترف الهضيبى أن الجماعة تتقرب إلى الله بأعمال التنظيم الخاص، ولم يستطع المناظرون أو اتباع التيار الإسلامى إقامة الحجة على فودة والرد على أفكاره فأصدروا حكًما بإهدار دمه.
وجاءت عملية اغتيال «فودة» بتكليف مباشر من «صفوت عبد الغنى» القيادى بالجماعة الإسلامية، والداعم والمتحالف مع جماعة الإخوان، وبفتوى من «د. محمود مزروعة» الإخواني- استاذ العقيدة بجامعة الأزهر، وبتحريض كل الوارد أسمائهم سابقا، وبترحيب جماعة الإخوان من خلال محدثها الرسمى «مأمون الهضيبى»، ومن خلال رصد وتحليل سياق القضية وكلام المتهم فيها نجد أن مفهوم «التكفير» هو العامل الرئيسى للتأصيل لقتل «د.فرج فودة»، حيث أكد المتهم الأول أن سبب اغتياله للدكتور «فودة» أنه كافر
اقتحام قسم كرداسة 2013م
مع ثورة الشعب فى 30 يونيو 2013 أفصحت الجماعة عن إرهابها بشكل قبيح وعبرت عن عقيدتها التكفيرية بشكل فاضح، ومن الجرائم التى وقعت كان اقتحام قسم كرداسة حيث وقعت أحداث القضية فى أعقاب الفوضى التى انتهجتها جماعة الإخوان عقب بيان 3 يوليو 2013 الذى أعلن فيه الجيش إزاحة حكم الإخوان استجابة لرغبة الشعب المصرى سجلت عشرات الفيديوهات أحداث اقتحام قسم كرداسة وقصفه بـ «آر بى جى» وقتل ضباط الشرطة وأفراد أمن القسم والتمثيل بجثثهم، حيث وصل الجرم بعناصر الجماعة وآخرين من الجنائيين المسجلين باقتياد الجثث والطواف بها فى الشوارع على أعين المارة.
أكدت أوراق التحقيقات كما تشير الباحثة أسماء دياب على أن من قاد الحادث المتهمون «عبد السلام بشندى و محمد نصر الغزلانى و عبد المجيد محمود ومحمد على الصيفى وعاطف شحات عبد العال وعشرات آخرين» من أفراد التنظيم، حيث اجتمع المتهمون بتاريخ 14 أغسطس 2013 بمنزل المتهم «عبد السلام بشندى»، واتفقوا وعقدوا العزم على مهاجمة مركز قسم كرداسة، تزامنا مع فض اعتصامى الجماعة الإرهابية المسلحين «برابعة العدوية والنهضة» بالجيزة، محددين بذلك ساعة الصفر للقيام بأعمال عنف خططت لها جماعة الإخوان على مستوى جميع المحافظات، ضد اقسام الشرطة والكنائس والمرافق الحيوية من أجل إنهاك الجهاز الأمنى وإحداث حالة من الفوضى الأمنية فى الدولة. وبقراءة وقائع القضية من التحقيقات والفيديوهات؛ نرصد هتافات المقتحمين بعبارات تحث على الجهاد ضد رجال الشرطة باعتبارهم كفار، وجاءت هذه العبارات التحريضية من أفراد تابعين لجماعة الإخوان لهم تأثير بين الجماهير من المسجلين والمجرمين، فقد صدرت من أئمة مساجد بكرداسة تابعين لجماعة الإخوان، فاتسعت دائرة العنف وشملت متهمين من خارج الجماعة من محيط كرداسة وناهيا «رجال ونساء» سجلت تلك القضية واحدة من أبشع القضايا فى التاريخ القريب، فقد قامت إحدى المتهمات تدعى «سامية شنن» بسقى رجال الشرطة ماء النار وإلقائه عليهم ووقائع القضية ومثيلاتها التى وقعت فى نفس التاريخ، يتضح الواقع العملى لتنفيذ أفراد جماعة الإخوان لـ «مفاهيم الدم» التى أصل لها حسن البنا فى رسائله، فقد اتضح بجلاء مفهوم «الجهاد»، ومفهوم «التكفير»، ومفهوم «البيعة»، ومفهوم «نظام الحكم» وغيرها.
قضية اغتيال النائب العام 2015م
ومن الجرائم الإرهابية التى وقعـت بعد 30 يونيو أيضاً جريمة اغتيال النائب العام المصرى «هشام بركات» على إثر تشكيل جماعة الإخوان لمجموعات من الشباب تقوم بما يعرف «العمليات النوعية» التى استهدفت عدة شخصيات عامة ومسئولين ومؤسسات، كرد على رفض الشعب حكم الجماعة وازاحتها من الحكم عام2013 م، وحظر الجماعة وادراج قادتها على قوائم الإرهاب، وبلغ عدد المتهمين فى القضية 67 متهما من عناصر الجماعة، توزعت المهام بينهم بين تخطيط، ورصد وتجهيز وتنفيذ. .واعترف المتهمون بعدة جرائم أخرى قاموا بها فى ذات الفترة، قبل مقتل النائب العام منها إلقاء قنبلة باتجاه منزل شيخ الأزهر الإمام «أحمد الطيب».
ومن واقع اعترافات المتهمين وقراءة أسباب اختيار الشخصيات التى وضعت على قوائم الاغتيال، كما تقول الباحثة يتضح أن الجماعة كانت تستهدف إنهاك الأمن فى البلاد، وإغراق الدولة فى حالة من الفوضى سعيا للعودة إلى الحكم على أنقاض الوطن. وتجلت فى وقائع القضية محل البحث التطبيق العملى لعدة مفاهيم أسس لها البنا؛ مثل: مفهوم «أفق الوطن الإسلامى» الذى لا يعتد فيه الإخواني، إلا بانتماء العقيدة، فقد تدرب أفراد التنظيم فى معسكرات خارج الدولة، وروجت الجماعة للمظلومية واستهدفت بخطابها الخارج لاستعداء الخارج على الوطن، واتضح مفهوم «التقية» فقد أنكرت الجماعة من خلال صفحاتها الرسمية والإعلامية صلتها بهذه القضية، وظهر مفهوم «البيعة» و«الطاعة» و«الفهم» و«التضحية» و«الجهاد» و «التكفير» و«نظام الحكم» فى هذه القضية
قضية محاولة اغتيال الدكتور على جمعة 2017م
ثم كانت جريمة حركة «حسم» التى أعلنت عبر صفحتها 2017م مسئوليتها عن محاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب حالياً، وأكد المتهمون فى القضية أن محاولة الاغتيال كانت بداية لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات تخطط لها قيادات إخوانية من جناح «الصقور» وتديرها من خارج مصر، تضم هذه القائمة سياسيين وإعلاميين وقيادات أمنية ووزراء، وأكد المتهمون أن «العمليات النوعية» التى اتخذتها الجماعة عقب سقوطها فى 29 يونيو 2013 هدفها تخريب المنشآت الحيوية بالدولة، لتحقيق هدف الجماعة بإسقاط نظام الحكم القائم فى البلاد. بقراءة اقوال المتهمين فى القضية نرصد تصدر مفهوم «نظام الحكم» فى وقائع القضية كواقع تطبيقى تعمل الجماعة على التمسك بتنفيذه، ولم تهتز عناصر الجماعة أو تتراجع عن تنفيذ أوامر التنظيم خا ًصة أن الأمر يخص اغتيال رجل دين، مما يظهر ويؤكد مفهوم «التكفير» لدى الجماعة لكل من هم خارجها. إضافة لما سبق؛ يؤكد كذلك على مفاهيم رئيسية وتابعة تنظيمية كمفهوم «تربية النشء» ومفهومى» الفهم، الطاعة « كأحد أركان البيعة التى أصل لها امام الارهابيين البنا فى رسائله لأتباعه، حيث تجلى فى القضية ركن «الفهم» الذى أصل له البنا، بأن فهمه هو الفهم الصحيح للإسلام، بالتالى تجد أفراد التنظيم لا يأخذون تعاليم دينهم من غير أشخاص تابعين للجماعة أو مفتى الجماعة، و يعتبرون رجال الدين من خارج التنظيم كفار يجب قتالهم، بالتالى لم يراجع المتهمون فى القضية قادتهم فى جواز اغتيال رجل دين باعتباره كافر امتثالاً وتمسكاً بتنفيذ مفهوم «البيعة» وركنه الأهم «الطاعة» وهذا بعض من كل جرائم الجماعة التى لم تراعى حرمة الحياة ولم تحترم مبادئ الإسلام ولا الوطن وسعت قتلاً للأنفس وتدميراً للدولة، ومازالت تحرض على ذلك لأنها لا يشغلها الخراب بقدر ما تشغلها السلطة.