فتح الطريق لشباب الباحثين.. وثمارها رصيد من الأبحاث مفيد
معروف أن كلية العلوم أكاديميا مهد البحث العلمى وحديقة يتفتح فيها زهور العلم الشابة وتنضج ثمار المعرفة.. من هنا فكر عبد الله الوكيل – 24 سنة – المعيد بعلوم طنطا كيف يساعد زملائه قبل التخرج على بدء مشوار البحث العلمى مبكرا ليكتسبوا الأدوات ويحققوا الإنجازات وهم بعد فى أول الطريق..
الفكرة لفتت انتباه الصديقة سارة رفيق خريجة جامعة طنطا لتنقلها لنا منذ البدايات المبكرة عند الشاب المتفوق الساعى نحو التميز وعندما لم يحصل على مجموع الثانوية العامة المؤهل للطب أو الصيدلة ،حقق شغفه فى دراسة الكيمياء بكلية العلوم وهناك وجد نفسه متحمسا للمزيد من الأبحاث والتجارب بالمعامل ولم يكن طريق البحث العلمى مفتوحا للطلاب فاقترح «عبدالله « مبادرة «باحثون ماقبل التخرج» ملخصا الهدف وراسما الطريق.
لم يقتنع أساتذته بالفكرة وتكرر الرفض مرة بعد أخرى ليصاب الطالب المتحمس للعلم بالإحباط لكنه لم يفقد الأمل وأخيرا تحمست إدارة الكلية للفكرة وتم طرحها على رئيس الجامعة لتحظى المبادرة بالدعم والتأييد ويتم تدشينها فى 2021 لتعليم الطلاب مهارات البحث العلمى ولا تقتصر على طلاب العلوم أو جامعة طنطا بل تفتح أبوابها للجميع.
البداية جاءت بسيطة 14 طالبا مجتهدا تحت إشراف 14 أستاذا معطاء تعلموا منهم أساسيات البحث العلمى وكل طالب منهم أصبح يقود فريقا من 14 طالبا آخرين وكل منهم يمثل مدرسة بحثية مختلفة وخلال عام واحد أصبح هناك عددا كبيرا من الطلاب بمختلف التخصصات.. نواة حقيقية لعلماء المستقبل وبدأوا طريق البحث فعلا وتوصلوا لنتائج مهمة بعضها وصل للعالمية مثل أبحاث الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية وقام به (40 طالبا) لإعادة تدوير المخلفات لإنتاج مواد نانونية واستخدامها فى الطاقة، وبحث اخر حول إعادة تدوير المياه ومعالجتها وأثمرت المبادرة حتى الآن عن 10 أبحاث منشورة عالمية بتوقيع الطلاب.
وامتدت مبادرة «عبدالله» إلى عالم ريادة الأعمال وتوظيف البحث العلمى فى الاقتصاد الإبداعى فظهرت من تحت مظلة المبادرة شركات تهتم.
الطاقه الشمسية وتسمى بالجيل الرابع من الخلايا الشمسية وشركه تهتم بمجالات W H I وهى اختصار water ،health، industry
«الماء – الصحة -الصناعة».
وصنعوا «فيلتر «يقوم باكتشاف ومعالجة الغازات المسببة للاحتباس الحرارى.
بذور الأمل
سألنا شباب البحث العلمى من أعضاء وخريجى المبادرة: كيف نجحت فى تحفيزهم
فقالت رهف محمد النجار 20 سنة نائب رئيس المبادرة
توضح أن دراسة العلوم تعتمد على إجادة البحث العلمى وهى أكثر من مجرد مادة هى منهج ومهارات تعلمتها خلال المبادرة وميزتها عن باقى الطلاب لدرجة العمل تحت إشراف أستاذة بجامعة القاهرة على نشر عرض بحثى فى فرصة لا تتكرر للطلاب بسهولة.
وأضافت جانبا مهما من المهارات الشخصية وعالجت الخجل والتخوف بعد الثانوية العامة بقدرات قيادة للفريق تجمع بيم منحهم حرية اتخاذ القرارات مع الرجوع إليها وتحملها المسئولية لدرجة الوصول لمنصب إدارى رفيع فى المبادرة فى سن صغيرة وأكثر مهارة استفادت منها القدرة على حل المشكلات بطرق فعالة.
كما اكتسبت العديد من الصداقات من مختلف الجامعات تعاونوا معنا بروح الفريق لإنجاز أبحاث علمية مفيدة.
أول مؤتمر
يحيى مجدى فيزيائى خريج جامعة الأزهر ومعيد فى كلية الهندسة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا نائب رئيس المبادرة لقطاع فروع الجامعات.
التحق بالمبادرة فى صيف 2022 بادئا بتعلم أساسيات البحث العلمى ثم أنشطة المبادرة فى مجتمعات علمية حسب التخصص لنقل الخبرات ومجتمعات حسب الفئة العمرية للتعاون واكتساب المهارات وتعلمت أساسيات ريادة الأعمال وشاركت بمسابقات تصميم Poster و Science Club لدراسة موضوع معين وعرضه وانضم لفريق بحثى فى الخلايا الشمسية وتم تكريمه كأفضل عضو للمبادرة خلال عام 2023.
قادته لمبادرة إلى أنشطة علمية أخرى منها مدرسة للأطياف بالمركز القومى للبحوث و العمل مع الزملاء تحت إشراف أ.د. مدحت إبراهيم فى دراسة نظرية وعملية لمركبات جديدة كمستشعرات للغازات والمركبات العضوية المتطايرة تم نشرها فى دار النشر العالمية Nature بمجلة Scientifi Reports وشارك بمؤتمر عالمى للأطياف برعاية المركز القومى للبحوث بدهب فى ديسمبر الجارى.
من عضوة إلى قائد
ندى عيد 21 سنة الفرقة الرابعة علوم انضمت للمبادرة بعد اجتياز المقابلة الشخصية وصعدت من عضوة إلى قائد فريق.
وتشير إلى ثمار المبادرة من التعرف على أساسيات البحث العلمى ونجاحها مع الفريق فى نشر عرض بحثى فى مجلة q1 و IF6,1
اكتسبت معارف تؤهلها لدخول عالم ريادة الأعمال كما تعلمت مهارات القيادة وما تتطلبه من التزام بالوقت والمهمة والمساعدة بدون مقابل والعمل التطوعى والمهارات الشخصية.
مكافأة وتكريم
عبدالله سيف 23 سنة خريج
يصف المبادرة بأنها من أفضل مراحل حياته، تعلم فى شهور ما يحتاج لأعوام وشارك ضمن فريق طلابى فى مشروع الجيل الرابع للخلايا الشمسية وتم تكريمهم من وزير التعليم العالى وحصولهم على مكافأة 50 ألف جنيه.
كما حصل على منحه لدراسة الماجستير الدولى فى اكتشاف الأدوية المستدامة.
وهكذا تحول حلم شاب إلى مبادرة فعالة أثمرت 15 ألف باحث شاب قبل التخرج.
وضعتهم على الطريق.. شجعتهم على تنفيذ أفكارهم.. ودعمتهم فى حلم التحقق
وبالتأكيد مع انضمام عبدالله الوكيل إلى هيئة التدريس معيدا يتحمس للشباب.. يسمعهم… يحفزهم على مواصلة طريق البحث العلمى والانتقال من خانة طالب إلى عالم وليس فقط خريجا.. نقلة مفيدة للوطن وإضافة من عقوله الشابة.