تسطر الحياة أحياناً فصولاً مليئة بالألم والمعاناة، ولكن تظل الإنسانية هى الضوء الذى يبعث الأمل فى القلوب، فى هذا السياق سأحكى إليكم قصة حقيقية، تلقيت العديد من الرسائل من قراء «الجمهورية معاك» على شبكة التواصل الاجتماعي، يناشدون بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة السيدة غادة حامد علي، المقيمة فى منطقة طرة الأسمنت بالمعادي، والتى كانت بحاجة ماسة إلى رعاية طبية فورية.
كانت السيدة غادة التى تعانى حالة صحية حرجة، توجهت إلى مستشفى الساحل ساعات طويلة، بحثاً عن الرعاية الطبية التى تحتاجها فى قسم الرعاية المركزة الخاصة بمرضى المخ، ولكن لسوء الحظ، كان هناك نقص فى أسرة الرعاية المركزة، ما جعل حالتها الصحية تتدهور بشكل سريع، هذا الوضع الصعب دفع قراءنا إلى التفاعل بشكل واسع، مطالبين بالتحرك السريع لإنقاذها.
فور وصول هذه الرسائل الإنسانية إلينا، تواصلنا مع منظومة الشكاوى الحكومية برئاسة مجلس الوزراء، التى تمثل أحد النماذج المضيئة فى استجابة الأزمات الإنسانية، كانت المنظومة على قدر كبير من المسئولية فى التعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة، وكان فريق العمل متعاوناً ويعمل على الحل فى أسرع وقت ممكن، وبتوجيهات منهم، تم التنسيق مع الجهات المعنية لإيجاد مكان، وفعلاً لم يتأخر الفريق المعنى فى اتخاذ الإجراءات اللازمة.
بفضل تنسيقهم مع المستشفيات، تم تحديد سرير شاغر فى رعاية المخ بمستشفى القبطي، وهو مستشفى مجهز بأحدث الإمكانات الطبية التى يحتاجها المرضى فى مثل حالة السيدة غادة.
القصة لم تنتهِ هنا، فقد تم استدعاء سيارة إسعاف مجهزة لنقل السيدة غادة فوراً إلى المستشفي، هذا التنسيق السريع كان له دور حاسم فى إنقاذ حياتها، خاصة أن حالتها الصحية كانت تتدهور سريعاً، وكان التأخير فى نقلها قد يفاقم من وضعها بشكل كبير.
إن استجابة فريق منظومة الشكاوى الحكومية بهذا الشكل السريع والمبدع، تمثل نموذجاً رائعاً للتعاون بين المواطن والجهات الحكومية، وتُظهر كيف يمكننا العمل معًا من أجل إنقاذ الأرواح، لو لم يتعاون الجميع فى تلك اللحظة، لما كانت السيدة غادة حصلت على الرعاية الطبية العاجلة التى كانت فى أمسّ الحاجة إليها، وساهمنا فى إنقاذ حياتها بفضل تجاوب الناس وحسهم الإنساني.
فى النهاية، أود أن أتوجه بالشكر العميق إلى كل من تفاعل مع حالة السيدة غادة، سواء عبر التواصل معى أو من خلال المشاركة فى نشر النداء، كما أوجه شكرى العميق إلى كل من منظومة الشكاوى الحكومية، وطاقم المستشفي، وفريق الإسعاف الذين بذلوا جهداً استثنائياً لإنقاذ حياة السيدة غادة.
هذه القصة تبرز أننا عندما نتحد، يمكننا التغلب على أصعب التحديات الإنسانية، فالحياة تبقى أغلى ما نملك، ومن واجبنا أن نتكاتف من أجل الحفاظ عليها بكل السبل الممكنة.