> رمضان كريم..شهر يحمل معه باذن الله الخير لبلدنا ولكل ابنائها..
> اخر الاحداث السياحية العالمية قبل رمضان كان تجمع العالم السياحى كله فى برلين فى بورصة برلين الدولية للسياحة التى انهت اجتماعها منذ ايام فى العاصمة الالمانية ليتواكب ختامها مع اضراب فى القطارات وشركة الطيران الرئيسية وليواجه المشاركون فيها عند عودتهم الى بلادهم.. وسلاح الاضراب وهو واحد من اعدى اعداء صناعة السياحة..الذى شل حركة السفر بالطيران وحركة السفر بالقطارات فحرص كثير من المشاركين فى البورصة على اختصار يوم من ايام مشاركتهم لمحاولة السفر قبل حلول الاضراب مما اضاف فوضى اخرى بالغة الى حركة السفر..فضلا عن رفض الفنادق اعادة اى مبالغ سددت مقدما عن الليلة الملغاة التى لم تستخدم.. وفقد كثير من المشاركين مواعيدهم التسويقية التى كانت محددة فى اليوم الاخير..
ولكن هذا لا يمنع من ان نقول ان اهم معرض ومؤتمر عالمى للسياحة قد حقق نجاحا اضافيا هذا العام..يضاف الى نجاحاته المستمرة على امتداد اعوامه التى جاوزت الخمسين عام منذ بدأ فى عام 1966.. وكانت مصر واحدة من ست دول فقط شاركت فى نسخته الاولي..واستمرت بعد ذلك المشاركة المصرية تنمو عاما بعد عاما حتى اصبحت من المشاركات الرئيسية فى هذا المعرض المهم الذى كان عدد الدول المشاركة فيها هذا العام مائة وسبعين دولة وعدد العارضين 5500 عارض وعدد الزوار مائة وعشرة الاف زائر..
وقد كان الجناح المصرى مجالا لاجراء العديد من هذه الاتصالات..وهذا ما فعله هذا العام الوزير احمد عيسى وزير السياحة والاثار الذى رأس وفد مصر فى هذا المعرض والمؤتمر المهم..كما انه عقد مؤتمرا صحفيا مهما فى اليوم الاول للمعرض شهده اكثر من مائة وخمسين صحفيا من مختلف الدول المشاركة فى معرض برلين.. وقد وصل عدد الصحفيين المشاركين فى هذا المعرض الى 3300 صحفى من 103 دول من جميع انحاء العالم..
> كما عقد فى بورصة برلين اجتماع وزراء سياحة العالم الذى يمكن اعتباره القمة السياحية العالميه والذى شارك فيه هذا العام 80 وزيرا للسياحة و72 مسئولا على مستوى السفراء ومسئولون من صانعى القرار السياحى العالمى ..
> وقد تعودت ان اشارك فى هذا المعرض والمؤتمر السياحى المهم سنويا..ومنذ السبعينيات من القرن الماضى وحتى سنه الكورونا « 2019 «..بعدها وابتداء من عام 20220 توقف المعرض كباقى المناسبات الدوليه التى توقفت بسبب الكورونا.. ولم يتح لى ان اشارك فى معرض ومؤتمر هذا العام بسبب ظروف خاصة ولكن هذا لم يجعلنى اتوقف عن متابعة ما يجرى فيه حتى لا انقطع عن الالمام بما يجرى فى العالم من تطورات وتوجهات سياحية جديدة كنت احرص على متابعتها خلال مشاركتى فى المعرض كل عام من خلال ما يجرى فيه من ندوات ومناقشات فى منتهى الثراء ويشارك فيها خبراء وصناع السياحة حول العالم.. واساتذة وخبراء السياحة العالميون..وقد وصلت الندوات والمحاضرات التى نظمت فى معرض هذا العام الى مائتى ندوة وحلقة دراسية شارك فيها 400 متحدث واكثر من 24 الف مشارك ومناقش وعقدت فيها 500 جلسة على امتداد ايام المعرض الثلاثة..
>وبطبيعة الحال لا يستطيع احد ان يشهد او يشارك فى كل هذا الكم من المحاضرات والندوات..وانما عليك ان تدرس جدولها ومواعيدها واماكن انعقادها جيدا لتختار منها ما تريد حضوره وتنسق بين مواعيدها حتى يتيسر لك الجرى بين قاعات المعرض فى مركز المؤتمرات الملحق به لكى تلحق بالمحاضرة او الندوة او المناقشة التى ترتب نفسك لحضورها..
>>>
> ولعلنى اشير هنا الى مؤتمرين تابعتهما لانى اعرف ما يذاع فيهما عادة من اخبار وتوجهات تمس السياحة العالمية وهما مؤتمر منظمة السياحة العالمية..ومؤتمر السياحة الالمانية..كما يهمنى هنا ان اشير الى رقم واحد يبين اهمية السياحة العالمية وهو ان الدخل العالمى السياحى وصل الى تريليونى دولار فى العام الماضي..
> وبعض ما قيل فى هذه المؤتمرات يخص مصر فى هذا السوق المهم وهو السوق الالماني..فحجوزات صيف 2024 مبشرة جدا..مما يشير الى موسم جيد باذن الله..لا اقول يعوض موسم الشتاء والذى كان ايضا جيدا بكل المقاييس للسوق الالمانى والسياحة الخارجة منه والمتجهة الى دول العالم والتــــى زادت بنســـبة ١١ ٪ عن سنة 2019 قبل الكورونا وهى السنة التى اصبحت سنة قياس حيث انحسرت بعدها الحركة السياحية العالمية.. ثم عادت الى الارتفاع تدريجيا حتى فاقت عام 2019 فى معظم الاسواق وبينها السوق السياحى المصري.. وتشير حجوزات الرحلات فى السوق الالمانى فى صيف هذا العام ليس فقط الى تجاوز عام 2019 بل تجاوز نسبة الزيادة كذلك فى الشتاء.. وستحقق زيادة تصل الى 13 ٪ مما تحقق فى ذلك العام..
>>>
> وينبغى هنا الى ان اشير الى ان مصر تحتل موقعا متقدما بحمد الله فى السوق الالماني..وطبقا للدراسات الخاصة بهذا السوق فان مصر تأتى فى المركز الرابع بين اهتمامات السائح الالماني..ولكن لننظر الى من يسبقنا..حيث ازاحت تركيا اسبانيا لتحتل المركز الاول..وتأتى اسبانيا فى المركز الثاني..ثم تأتى اليونان فى المركز الثالث.. وبعد هذه الدول الثلاث تأتى مباشرة مصر..وينبغى هنا ان ندرك ان مصر هى اول دولة خارج اوروبا يتوجه اليها السائح الالماني..وان ندرك ايضا ان الدول الثلاث الاولى تقل ساعات الطيران اليها من المانيا بساعتين عن الطيران الى مصر..مما يعنى تكلفة سفر اقل من تكلفة الطيران الى مصر..ومع ذلك تحصل مصر على المركز الرابع..ومعظم الوافدين الى مصر من الالمان يأتون اولا الى السياحة الشاطئية..ثم بعد ذلك السياحة الثقافية وهى سياحة الاثار.. وقد اثبتت الاحصائيات الالمانية ان 90 ٪ من السياح الالمان يتوجهون خارج المانيا الى سياحة البحر والشواطئ..
>>>
> واشير هنا الى ان السياحة النظيفة وتحديات المناخ والتوافق بين السياحة والبيئة كانت كلها محددات يجرى حولها النقاش فى كثير من ندوات ومحاضرات بورصة برلين..وكان الاهتمام هو ان ينتهى التوجه الى السياحة المتوافقة مع الحفاظ على البيئة والمناخ تماما فى 2030 وان يكون عام 2050 هو العام الذى يتحقق فيه التغلب على التحديات التى تواجه السياحة لتحقيق الاستدامة الكاملة للسياحة وفى مقدمتها الطيران وما يسببه من تلوث جوي..
> وقد كانت عمان هى ضيف الشرف للمعرض هذا العام..وقد شغلت مصر هذا الموقع فى عام 2011 رغم الازمة التى لاحققت السياحة بعد احداث يناير 2011 حيث كان الوزير السابق زهير جرانة قد اتفق على ذلك مع بورصة برلين قبل هذه الاحداث..ورأس وفد مصر فى ذلك العام الوزير منير فخرى عبد النور وزير السياحة..وكان ذلك واحدا من اهم المشاركات المصرية فى بورصة برلين..
> والحديث يطول عن بورصة برلين ولكنى اذكر هنا ان هذه البورصة تعتبر المعرض والمؤتمر السياحى الاهم فى العالم..من حيث المشاركات الدولية ومن حيث ساحة العرض التى تمتد الى 27 قاعة يتم التنقل بينها بالاتوبيسات الصغيرة المكوكية..وتستعد الدول للمشاركة فيها استعدادات خاصة لاهميتها الكبرى وتأثيرها على صناعة السياحة ..ونختتم هذه الكلمات بكلمات خرجت من احدى الندوات ترفع شعارا : « دعوا السياحة تحقق عالما افضل «.