جاء شهر رمضان المبارك بينما جرح الأمة العربية والإسلامية لا يزال ينزف فى غزة ألمًا ودمًا وشهداءً بالمئات يوميا تحت جحيم القصف الاسرائيلى المجنون الذى لم يتوقف على مدار خمسة شهور مضت على كل شبر فى قطاع غزة المحاصر دونما أن يوقفه أو يتصدى له أحد منذ عملية طوفان الأقصى التى استلهمت فيها فصائل المقاومة عنصر المفاجأة فى حرب السادس من اكتوبر عام 1973 والتى كسرت غرور العدو الإسرائيلي، فتهاوت جدرانه ووحداته العسكرية أمام مجموعات قليلة من الشباب الفلسطينى تؤمن بالحق فى الحرية والخلاص من الاحتلال.
وترتفع أكف أكثر من مليار مسلم يعتصرهم الألم والحسرة حول الكرة الأرضية من أجل الدعاء والتضرع ليلا ونهارا فى كل مساجد الدنيا أن يذل عدوهم ويرفع الله الغمة عن اشقائهم وأن يتوقف العدوان على أهل غزة.
قادة الكيان الإسرائيلى نتنياهو وبن غفير وسموتريتش لم يعودوا يأبهون بهؤلاء الأسرى الموجودين فى غزة والذين أقاموا الدنيا واقعدوها من أجل استعادتهم.
ويريد أن يقتل اضعافهم من أجل وهم أنه سوف يقضى على حركة حماس وهو يعلم أنها مجرد رمزية للمقاومة الفلسطينية التى تربت وترسخت فى أذان الاجيال على مدار عشرات السنين هى عمر هذا الكيان وباتت تلك الاجيال تحفظ عن ظهر قلب مذابح الاحتلال منذ دير ياسين وصولا لطوفان الأقصي.
وفد الكيان الإسرائيلى الذى التقى الوسطاء هذا الأسبوع لا يريد وقف العدوان وإنما يريد صفقة تفاوض على هواه يستعيد خلالها من تبقى من الأسرى مقابل هدنة مؤقتة ليستكمل جريمته وقتل آلاف آخرين بعد انتهاء الهدنة دونما أى التزام أو اعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة فى الحياة.
فصائل المقاومة التى لا تزال صامدة فى وجه جيش من أعتى الجيوش تسليحًا ، وتكبد الاحتلال يوميا قتلى وجرحى بالعشرات قالت كلمتها ، لا أسرى بدون صفقة شاملة تمنح الشعب الفلسطينى حقوقا كاملة، حتى ولو استشهد ثلاثون ألفا آخرين.