كيف سيصوم أهالى غزة.. فى رمضان ــ سؤال قفز إلى ذهنى وأنا أتابع الكر والفر فى عمليات التفاوض المتعددة منذ أسابيع بين فريقين الأول وهو الظالم أى المحتل والذى لا يريد الوقف النهائى لإطلاق النار والثانى المغلوب على أمره ورغم ذلك يرفض الهدنة المؤقتة لإطلاق النار حتى ولو لبضعة أشهر.. وهذا حقه.. لأنه يعلم تمام العلم أنه بمجرد استلام الاحتلال أسراه أياً كان العدد المتفق عليه ــ فسيعاود القضاء على البقية الباقية من القطاع وهو رفح الفلسطينية التى اتحشر فيها أهالى غزة وكأنه يوم الحشر.. منذ صدور الأوامر من الاحتلال باللجوء إلى رفح كمرحلة أخيرة لاسدال الستار على سيناريو لفيلم مرعب.. نرى فيه الآلة الغاشمة فى مواجهة الصدور العارية.
صراحة قلبى وأكيد غيري.. مع أهل غزة خاصة فى رمضان.. فهم يتضورون جوعاً.. ويأكل غالبيتهم من خشاش الأرض وهم صابرون.. بل البعض يموت جوعاً خاصة الاطفال فى شمال ووسط غزة.. فكيف مثل هؤلاء سيتعاملون مع الشهر الفضيل حيث السحور والإفطار كوجبتين أساسيتين فى الصيام؟!.. وهل سيشعرون بالأجواء الروحانية وبالأمان النفسى فى الشهر الفضيل.. وكيف سيمارسون الطقوس الإيمانية الممثلة فى التراويح المضافة فى العبادة الرمضانية بجانب الصلوات الخمس؟!.
الحقيقة.. تخيلت نفسى وأولادى ماكن هؤلاء الذين أصبحوا كالبدو يرتحلون من مكان لآخر بحثاً عن ملاذ آمن.. وأحياناً بأوامر من الظالمين لهم ثم يقصفونهم أثناء تسلم المساعدات.. كما تخيلت نفسي.. كيف أصوم وأتعبد وأنا فى خيمة قد تتهاوى من المطر أو الرياح فى شتاء غزة شديد البرودة.. كما كيف سأتناول طعام الأفطار الذى هو مجرد معلبات محفوظة.. وكسرات خبز وعصائر معلبة.. قد تتلف.. قبل الوصول إلى أفواههم بسبب تعنت أولاد الأفاعى هكذا أطلق عليهم هذا المسمى سيدنا المسيح ــ حيث يتمتعون فى التفتيش بالساعات للمساعدات قبل إدخالها وربما بالأيام.. الأمر الذى جعل الدول المرسلة للمساعدات وأولاها مصر تضطر إلى اللجوء لاسقاط الأغذية جواً لسرعة إيصالها للجائعين والمعذبين فى الأرض.. مما يذكرنى بمائدة السماء التى طلبها اليهود من سيدنا عيسي.. ليأكوا منها.. فاستجاب لطلبهم ودعا ربه بأن ينزلها عليهم على أن يشكروا.. صراحة قلبى مع الاشقاء فى غزة.. فقد رأوا من العذاب كل الأصناف التى لم يشهدها العالم.. أيام الحروب.. الأمر الذى جعل غالبية العالم يستهجن تصرفات الاحتلال اللا أخلاقية عبر التاريخ.
وأقول للأشقاء فى غزة ونحن فى الشهر الفضيل.. ان أخوانكم فى مصر.. أعدوا العدة لكم فى رمضان.. حيث سيتم توفير وجبات ساخنة فى السحور والافطار للفلسطينيين بالداخل سواء للعلاج فى كافة المستشفيات التى يعالجون فيها بالعريش أو بالمحافظات المختلفة.. وكذلك لمرافقيهم وللمقيمن للتعليم، كما سيتم ارسال وجبات ساخنة لأهالى القطاع بعدما استعدت الجمعيات الخيرية وما أكثرها وأصحاب الخير.. بالقدور الخاصة بالطهى ليطعموكم مما أكل المصريون ولتقاسموهم اللقمة.. كما اعتاد المصريون المعروفون بالكرم وقرى الضيف، والتسابق فى عمل الخير، فأنتم فى القلب والعين منذ محنة 1948 وللآن، وليعلم أهل غزة أنهم ليسوا وحدهم حتى تحقيق حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية فمصر ستظل السند والظهر الحقيقي.
وأقول للصابرين فى غزة.. رغم ما أنتم فيه من محن ومآس.. إلا انكم انتصرتم على عدوكم الغاشم.. ليتحقق المثل القائل «رب ضارة.. نافعة» لأن العالم بأسره شاهد مدى البشاعة الاسرائيلية لما ترتكبه من مجازر جماعية لم يعرفها التاريخ من قبل بالصوت والصورة.. لذا ازداد التعاطف والتآزر معكم وهذا مكسب لكم بدليل مقاضاة بعض الدول للاحتلال فى المحافل الدولية وتظاهر المئات من الآلاف فى الشوارع والميادين حتى فى واشنطن الحليف الاستراتيجى والاعمى للإسرائيليين على طول الخط وأقول لهم ايضا أن اسرائيل خسرت المعركة رغم سطوتها ووحشيتها ودمويتها بدليل الانقسام الداخلى والتظاهرات أمام الكنيست ومنزل نتنياهو الجبار، بل وصارت فى موقف المدان والمغتصب، وأنها فقدت هيبتها ولوثت سمعتها وأقول لرجال المقاومة.. اثبتوا عند موقفكم بأنه لا تسليم للرهائن إلا بوقف نهائى للحرب وليس لهدنة مؤقتة.. لأن الاحتلال يريد الرهائن.. ثم بعد ذلك سيواصلون المجازر الدموية.. وإلا كما يقول المثل «وكأنك يابوزيد ما غزيت».. أنتم أيها الصامدون فى موقف أفضل واليد العليا فى المفاوضات.. فلا شعب مغتصب بلا مقاومة بالاساس.. كما عليكم بتوحيد صفوكم ولم الشمل لكافة الفصائل لتحقيق المراد وهو دولة فلسطينية موحدة.
..وأخيراً..
< كل عام وأهالينا فى فلسطين بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم.
< أتمنى أن تحذو بقية الدول حذو مصر.. بتخصيص وجبات الافطار والسحور لأهالينا فى غزة طوال رمضان.
< كما أتمنى زيادة اقامة المخيمات بالقطاع لاستيعاب اكبر عدد من الأهالى المشردين.
< بدأت بشائر الخير على مصرنا الحبيبة.. بعد توقيع صفقة رأس الحكمة.. فقد انكسرت هيمنة الدولار.. وتحطمت أحلام المضاربين فى السوق الموازية.
< كما بدأت بعض لدول فى مغازلة الحكومة للاستثمار فى مصر وضخ المليارات من الدولارات فى مشروعات مماثلة.. سيتم الاعلان عنها قريباً بمشيئة الله.