مازالت أصداء المذبحة التى قامت بها إسرئيل فى دوار النابلوسى بغزة ضد الفلسطينيين اثناء انتظارهم لسيارات المساعدات القادمة من مصر تتردد فى أنحاء المعمورة وراح ضحيتها 112 من الشهداء بخلاف 800 جريح تم اصابتهم بالرصاص بعد ان تكشفت ابعاد هذه المذبحة وتحاول اسرائيل التنصل منها بكذبة جديدة كما جرى فى حوادث مماثلة وأدعت كذباً انهم استشهدوا من دهس السيارات.
والغريب ان الولايات المتحدة الامريكية بما لها من اقمار صناعية عديدة تلف وتدور حول منطقة الصراع فى غزة مازالت تطلب ايضاحات من اسرائيل حول هذه المذبحة رغم ان يدى اسرائيل ملطخة بدماء الشهداء الذين قتلهم الجوع قبل ان يقتلهم الرصاص مما دفعهم الى التجمع حول سيارات المساعدات وأصابت أجسادهم الضعيفة.
والولايات المتحدة الامريكية هى الاخرى ليست بريئة من هذا الحدث فهى من قدمت لهم السلاح واكثر من 250 ألفا من القنابل شديدة الانفجار بل واستخدمت حق الفيتو عدة مرات لتعطل صدور قرار من مجلس الامن بوقف اطلاق نار انسانى لوقف آلة القتل واعطاء الفرصة لدخول المساعدات بدون اطلاق النار عليها بهدف القتل للفلسطينيين جوعاً وعطشاً ومرضاً مع القتل المباشر بالقنابل والرصاص.
اقول ان الولايات المتحدة الامريكية ليست بريئة من دم الشهداء الذين سقطوا ضحايا الجوع والعطش والحرق بالقنابل ويجب ان تحاكم امام الجنائية الدولية مع اسرائيل بتهمة القتل العمد والتستر على الجرائم الاسرائيلية واستخدام حق الفيتو لاستمرار حرب الابادة ضد الفلسطينيين ولن يغفر لهم اسقاط المساعدات جواً او بحراً فى ارض غزة.
ألم يشفع للشعب الامريكى وشعوب الدول الغربية قيام الجندى الامريكى ارون بوشنل بحرق نفسه أمام سفارة إسرائيل احتجاجاً على مشاركة بلاده فى الحرب على غزة مع اسرائيل وتقديم التغطية المناسبة امام مجلس الأمن لعرقلة إصدار قرار إنسانى بوقف الحرب ومات وهو يصرخ الحرية لفلسطين.
ألم يكف اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية عدد الشهداء من هذه المحرقة ويتجاوز الـ 31 الف شهيد واكثر من اثنين وسبعين ألف جريح بخلاف عدد لا يقل عن عشرة آلاف مفقود تحت الانقاض وتدمير غالبية البنية التحتية و75٪ من الشقق والمستشفيات والمدارس واصبحت غزة بلا مأوى لاثنين ونصف مليون من السكان.
أقول انه لن يصح إلا الصحيح من خلال ان يتم فوراً وقف اطلاق النار وتحرير الرهائن من الطرفين واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس اما الطروحات الاسرائيلية الغبية التى تبغى من خلالها دولة إسرائيل اقامة شريط حدودى حول غزة من الاراضى الفلسطينية والاحتفاظ بالسيادة الامنية على غزة أسوة بالضفة الغربية والاستمرار فى اقامة المستوطنات على اراضى الفلسطينيين وتدنيس المسجد الاقصى كل هذا سوف يؤدى الى تفجر الصراع مرات ومرات وسوف تظل هذه المشكلة بلا حل.
ان أمن المنطقة وأستقرارها على المحك ويجب أن تبحث الدول الكبرى عن حلول منصفة وعادلة والاستجابة للرأى العالمى الانسانى الذى هاله ما يحدث فى فلسطين بدلاً من أن تؤدى سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير الى هدم الكيان الاممى والتفكير فى اقامة كيان آخر اكثر عدالة يحقق العدالة المطلوبة بين الشعوب بدلاً من الكيان الذى لا يحقق اى عدالة وينادى بالعنصرية واستعباد الشعوب الضعيفة.