– الكتابة للأطفال من أصعب الكتابات
سار الكاتب والشاعر والإعلامي هزاع أبو الريش في كل دروب الكتابة وخطا على كل درب خطوات وترك في كل طريق بصمة، يدفعه الشغف والطموح، يؤمن أن الحياة رواية كبرى وأننا بالفعل نعيش زمن الرواية و رغم ذلك فقد أنصف الشعر في كتاباته ولم ينس أيضا حق الطفل عليه فأنتج عددا متنوعا من الإصدارات و لم تشغله الصحافة عن الكتابة الإبداعية يوما بل يرى عكس آخرين أن نهر الصحافة يروي لديه أرض الإبداع ويزيد خصوبتها، أصدر هزاع: مشغوب/ ديوان شعر نبطي، تل زاخر/ رواية قصيرة، حقيبة السامسونايت، الخوف في أعناقهم مجموعتان قصصيتان، المغامرة سلسلة قص للأطفال ويعتز كثيرا بكتابه” فلسفوبيا الحياة في غياب الحكمة” رغم تعدد إصداراته.. وسر ذلك نعرفه في السطور القادمة من حوارنا معه.
في البداية ما سر تنوع إنتاجك ؟
- – إنتاجي المتنوع في النهاية هو نتاج تجارب وخبرات مختلفة والشكل الأدبي يفرض دائما نفسه، ولا يستطيع الكاتب أو المبدع أن يفرض شكلا معينه لا ترتضيه التجربة، ودائما الحالة هى التي تفرض نفسها
*وكيف تجمع بين العمل الصحفي والأدبي وهل يخصم أحدها من الآخر؟
-كلاهما مكمل للآخر فالصحافة أعطت تجربتي الإبداعية بعدا آخرا وفتحت أمامها زوايا معرفية مختلفة، وهذا جعل عقليتي الإبداعية متجددة دائما، والصحافة تجدد الأفكار وتجدد الإنتاج وهى إضافة كبيرة ودائما أقول أنا الصحافة حبي وعشقي وهى كامرأة إذا كنت تعشقها ستعطيها أجمل ما عندك وهي كذلك ستعطيك أجمل ما فيها
وفي أي منزلة يقبع الشعر لديك؟
الشعر هو قمة الشعور بالإنسان وبالآخر والوعي بالنفس، والكتابة الشعرية دون غيرها من الأجناس الأدبية تكون دائما أقرب إلى الآخر وأصدق، وأعتقد أن الشاعر والإنسان عامة لن يعرف الإبداع لاسيما الشعر إلا إذا عرف الآخر وفهمه واقترب منه ولمس جوهره، والقصيدة الشعرية تجمع الإنسان والأخر في كيان إبداعي واحد وتصهرهما معا
كيف ترى حال الشعر الشعبي في الإمارات كونك أحد مبدعيه؟
بلا شك الإمارات تعيش ربيع ثقافي رائع والشعر الشعبي خاصة يحظى برعاية ودعم جهات متعددة وترصد له فعاليات وجوائز كبرى، هناك شخصيات مبدعة وأكاديميون يخدمون هذا النوع من الإبداع ويدشنون الأبحاث والدراسات حوله، وأنا أتشرف أن أكون عضو أمانة إحدى هذه الجوائز، أما الشاعر الذي أراه مثلا أعلى في الإبداع الشعبي فالأسماء كثيرة ومنها فقط نشير مثلا للماجدي بن ضاهر وعوشة السويدي، راشد شرار وكلها أسماء تسكن وجدان الإنسان الإماراتي، وهؤلاء رموز وتراث أما شعر يوم فيفتقد للكثير من طزاجة الشعر ودهشته.
وماذا عن الشعر الشعبي في الوطن العربي؟
من خلال موقعي الصحفي أتابع الأدب بشكل عام والشعر الشعبي أيضا أتابعه بدقة وأحاول دائما أكون قريبا من الشعراء وما يطرحونه لكن تحديد اسم أو أسماء بعينها صعب جدا،
وما هي أقرب أعمالك إليك؟
كل أعمالى قريبة لقلبي لأني بدأتها جميعا بشغف ولكل عمل دوافعه وطموحاتي وأحلامي التي شغلتني قبل وأثناء كتابتي له ومثلا كتابي عن الشيخ الدكتور سلطان القاسمي من الحياة إلى الحياة وكتابي عن محمد بن راشد آل مكتوم الحياة داخل الحياة وكلها بحثت فيها بحثا جيدا وقرأت كل ما كتب عن هذه الشخصيات العظيمة حتى لا أكرر ما كتبه الآخرون
لكن يظل كتابي “فلسفوبيا الحياة في غياب الحكمة “وهو قراءات فلسفية يقترب من قراءة الحياة بطريقة ما أحاول فيها الاقتراب أكثر من تجارب الحياة
الحياة رواية كبرى
وكيف تنظر لمدى صدق مقولة إننا في زمن الرواية ؟
الحياة نفسها رواية وبدأت كرواية ونحن فعلا في زمن الرواية والقرآن الكريم ذاته يتضمن الكثير من الروايات عن السابقين ومن خلال الرواية نبدأ وتبني إنسانيتنا وأحلامنا ونستنتج الأفكار والطريق والأحلام ومن خلال الرواية تخرج الأفكار والإبداعات الأخرى والرواية هي البداية وهى كل شيء
كتبت كذلك للأطفال فهل ترى ذلك أسهل أم أصعب؟
الكتابة للأطفال من أصعب الكتابات الأدبية لأن عليك أن تنزل لعقل وقلب ووجدان الطفل ومرحلته العمرية لتصل إلى إدراك الطفل وكتابي محاولة أن أصل لهذا العمر الذي كتبت له وكانت تجربة عظيمة أصقلتني وزادتني وعيا وتجربة وخبرات لأن القارئ مختلف هذه المرة
حدثنا عن كتابك” سلطان بن محمد القاسمي من الحياة إلى الحياة” وهو كما يبدو من العنوان عن الشيخ الدكتور القاسمي صاحب الأيادي البيضاء على الثقافة العربية؟
صدر هذا الكتاب الذي أعتز به بمناسبة اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي عامها الخمسين وهو كتاب تحليلي – أدبي، يتناول الجوانب الإنسانية من حياة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للدولة، حاكم الشارقة، ويسرد تفاصيل من سيرته الوطنية وتحركات سموّه الجلية
وماذا عن كتابك ” محمد بن راشد آل مكتوم – الحياة داخل الحياة”؟
لقد تعرضت في هذا الكتاب إلى أهم الأمور التي أسهمت في تشكيل رؤى نائب رئيس الدولة حاكم دبي محمد بن راشد ومنها قربه وتأثره من المغفور له الشيخ زايد وخاصة فترة تأسيس الإمارات والكثير من جوانب حياته المضيئة وكونه شاعرا كذلك وقد أهديت كتابي للإمارات في عيدها ووقعته ضمن فعاليات معرض الشارقة 2024