تشهد جماعة الإخوان الإرهابية حالياً حالة من الانتعاش ومحاولات فرض وجودهم مرة أخرى على ساحة الأحداث ولكن من خلال استخدام شبكات التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام المعادية خاصة بعد الأحداث الأخيرة التى تعرضت لها الدولة السورية حيث كان ما حدث فى سوريا يمثل لهم قبلة الحياة وأملاً فى استعادة وجودهم أو تأثيرهم على الشارع المصرى مستخدمين فى ذلك أخس وأقذر الوسائل وملتحفين بالأكاذيب والقصص الملفقة التى يتفننون فى تصويرها وتصديرها للداخل والخارج وذلك بعد الفشل الذريع الذى تعرضوا له فى أعقاب ثورة يونيو 2013 حيث أسقط الشعب المصرى حكم الفاشية الدينية وحالوا دون تمكينهم من الاستمرار فى الحكم.. ومنذ هذا التاريخ لم تهدأ الجماعة واتخذت أسلوباً مغايراً لعمليات الإرهاب التى قامت بها خلال الفترة ما بين عامى 2011 وحتى 2014 وهو أسلوب التحريض ونشر الأكاذيب وترويج الحقائق المغلوطة فى محاولة للنيل من تماسك الشعب المصرى وإحداث أى انقسامات داخلية فى المجتمع وزرع الفتن بالشكل الذى يؤدى إلى فقدان الثقة فى المؤسسات الحكومية وفى أداء الدولة كما سعت إلى توجيه الرأى العام نحو اتجاهات معينة ليس فقط ضد الحكومة ولكن أيضاً نحو سياسات الدولة الوطنية تجاه قضايا بعينها محلية أو إقليمية خاصة القضية الفلسطينية حيث امتدت جرائمهم إلى محاولات الوقيعة بين الدولة المصرية والشعب الفلسطينى الشقيق.. كما استغلت وسائل أعلامهم لبث روح الإنهزامية وإثارة الفتن والبلبلة فى الشارع المصرى من خلال سيل الشائعات التى تطلق يومياً بهدف التقليل من أى إنجاز تقوم به الدولة ومحاولة لفت انتباه المواطن عن الإنجازات التى تتحقق على أرض الواقع بقضايا أخرى ليس لها أى أساس من الصحة وأصبح الهدف الاسمى لهم حالياً هو ضرب العلاقة الوثيقة بين الشعب والجيش والذى أصبح يمثل لهم حجر الزاوية فى الاستهداف وذلك بجانب الطابور الخامس من هذا التنظيم الذى مازال موجوداً داخل بعض مؤسسات الدولة حيث يعمل على تعطيل مصالح المواطنين أو الترويج للشائعات فى وسائل المواصلات والأماكن العامة لإحداث حالة من الاحباط مستغلين فى ذلك بعض الأزمات الداخلية التى تتعرض لها البلاد خاصة فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية مستهدفين فى ذلك الشباب وأصحاب الذهنيات البسيطة والذين من السهل التأثير عليهم انطلاقاً من صعوبة بعض الأوضاع المعيشية والاجتماعية الراهنة.. ومن هذا المنطلق أصبح من الواجب على جميع أجهزة الدولة ومدارسها وجامعاتها ومساجدها وكنائسها وإعلامها أن تتصدى لتلك المحاولات وإفشالها من خلال رجالها الأكفاء وعلمائها ومفكريها وخبرائها ورجال دينها وأحزابها كى تفسد سياساتها وأهدافها وأن يردوا سمومها إلى صدورهم وهذا سوف يتحقق بإذن الله بوعى وحكمة تلك المؤسسات وأيضاً بالعمل على تأكيد الثقة فى القيادة السياسية والجيش والشرطة الذين يهدفون إلى تحقيق الاستقرار والأمن والسلام لأبناء الشعب المصري.
وعلى صعيد آخر فقد تلقت الجماعة الإرهابية ضربة موجعة مؤخراً بوفاة القيادى الإخوانى يوسف ندا الذى كان مسئولاً عن إدارة أموال جماعة الإخوان فى الخارج وتمويل عملياتها فى الداخل حيث أحدثت تلك الوفاة العديد من التساؤلات والتخوفات لدى قيادات الجماعة من عدم وجود شخصية إخوانية قادرة على القيام بذات الدور الذى كان يقوم به ندا.. إلا أنه ومن خلال متابعتنا لنشاط الجماعة فقط تبين لنا أن هناك من يقوم بالفعل بهذا الدور ولكن كان بشكل غير معلن وهو القيادى الإخوانى أسامة فريد عبدالخالق المقيم فى لندن والذى أصبح هو المسئول الحالى عن إدارة أموال الجماعة وخزائنها فى الخارج ومتحكماً فى كافة أنشطتها الإقتصادية فى أوروبا والعديد من الدول الأخري.
ويعتبر الدور الذى يقوم به حالياً أسامة فريد هو امتداد لدور والده القيادى الإخوانى الراحل فريد عبدالخالق الذى كان وراء فكرة إنشاء كيانات اقتصادية للجماعة فى الخارج وتحديداً أوروبا وأمريكا وقد شارك الراحل يوسف ندا فى هذا المجال ومع تقدمه فى السن أسند الملفات التى كان مسئولاً عنها الى ابنه أسامة الذى ظهر بشكل علنى فى مصر خلال فترة حكم الإخوان عندما تم تأسيس الجمعية المصرية لرجال الأعمال والتى كان يرأسها الإخوانى حسن مالك وكان هدفها الرئيسى استثمار أموال الجماعة وإدارتها فى مصر وخارجها.. وفور إسقاط حكم الجماعة الإرهابية عاد إلى إنجلترا ليتولى دوره فى إدارة شركات وكيانات الجماعة فى الخارج واكتملت سيطرته على ذلك بعد إلقاء القبض على خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة والذى كان هو العقل المفكر والمدبر لحركة استثمارات جماعة الإخوان داخل وخارج البلاد.