اللواء سمير فرج: مساعى «القاهرة» لم تتوقف للحظة لحل الأزمة
اللواء محمد إبراهيم: مسودة الاتفاق هى نفس «المبادئ» المصرية المطروحة منذ البداية
أيمن الرقب: مصر قدمت الحل من البداية.. وتوقيت وقف إطلاق النار.. مهم للغاية
يقول اللواء سمير فرج المفكر الإستراتيجي: أن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة له أبعاد كثيرة أهمها أن الرئيس ترامب الذى سيتم تنصيبه فى العشرين من الشهر الجارى مازال يتحكم فى مفاصل الأمور بالمنطقة وهو الذى ضغط حتى يتم اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة فى هذا التوقيت حتى ينسب له أنه لولا تدخله ما ظهر هذا الاتفاق للنور.
هنا يظهر كذب الادعاء الإسرائيلى باستقلالية قرارها بعيداً عن الولايات المتحدة.. ولكن ما حدث خلال المفاوضات والتى شارك فيها ستيف مريتكوف مبعوث ترامب القادم للشرق الأوسط بجانب بريت بكجورك مبعوث بايدن المنتهية ولايته.
يضيف فرج أن التحرك الأمريكى الضاغط لإنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة جاء بعد التأكد من فشل إسرائيل فى إنجاز العملية العسكرية وتحقيق أهدافها التى أعلنت عنها وتحقيق النصر المطلق، كما ادعت فهى لم تنجح فى تحرير الرهائن بالقوة العسكرية.. ولم تنجح فى السيطرة على قطاع غزة والدليل استمرار أعمال المقاومة وتكبيدها خسائر فى الأرواح والمعدات.. ولم تنجح فى تدمير القدرات العسكرية لحركة المقاومة حماس وإن كانت قد أضعفتها بقدر ما.. والأهم فشل هدفها فى تهجير سكان غزة.. فالجيش الإسرائيلى فشل فى تحقيق الأمن والأمان لمواطنيه كما يقول ولذا يعتبر أن اتفاق وقف إطلاق النار جاء فى هذا التوقيت هدية لإسرائيل حتى يلتقط جيشها الأنفاس.
ويأخذنا سمير فرج إلى الضفة الأخرى ويتحدث عن حماس قائلاً إنها فقدت عدداً كبيراً من قياداتها العسكرية والميدانية والإدارية المدنيين الذين كانوا يسيرون أمور القطاع الحياتية للمواطنين بجانب استشهاد أكثر من 54 ألف شهيد مدنى .
ويؤكد سمير فرج على أنه لولا الدور المصرى لما ظهرت المحادثات فى هذا الوقت.. فالدور المصرى لم يبدأ الآن وإنما ممتد عبر التاريخ منذ أن احتضن الزعيم عبدالناصر حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وقائدها فى ذلك الوقت الراحل ياسر عرفات وقدمه للعالم هذا تاريخياً.
ومنذ أن بدأ القتال بعد أحداث السابع من أكتوبر لم تتوقف المساعى المصرية لوقف إطلاق النار وحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين.. وعلينا أن نذكر الجهد المصرى بفخر فمقترح وقف إطلاق النار هو نفس المقترح الذى قدمته مصر فى ابريل الماضى وتمت مناقشته ولكن التعنت الإسرائيلى أدى لرفضه وفى شهر مايو الماضى أعاد الرئيس الأمريكى بايدن تقديم المقترح المصرى الذى نسبه للإدارة الأمريكية بنفس النقاط المصرية ولكن رفض من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى لم يكن يريد الوصول إلى السلام.
يؤكد سمير فرج على أن مصر لم تترك مائدة الحوار من أجل وقف إطلاق النار فى أى مرحلة كما أن الدور المصرى لا يقتصر على الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل بل بذلت جهداً كبيراً الفترة الماضية لتحقيق المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية.
ويتوقع اللواء سمير فرج عدم إسقاط الحكومة الإسرائيلية بسبب معارضة اليمن الصهيونى المتطرف وأن الاتفاق سوف يمرر رغم معارضة أحزاب الصهيونية الدينية وعظمة يهودية.. لأن هدف النخبة فى إسرائيل عدم العداء مع ترامب الذى يريد أن يسوق هذا الاتفاق لصالحه.
>> يقول اللواء محمد إبراهيم نائب رئيس المركز المصرى للفكر: اتفاق الهدنة يعد خطوة إيجابية حتى لو جاءت متأخرة لأجل وقف عمليات الإبادة التى تقوم بها إسرائيل فى قطاع غزة منذ أكثر من ٥١ شهراً وتسببت فى حدوث مأساة إنسانية غير مسبوقة فى التاريخ الحديث لمنطقة الشرق الأوسط.
يرى اللواء محمد إبراهيم أنه إذا نجح الاتفاق فى وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية والانسحاب من القطاع حتى لو تم ذلك على مراحل إضافة للإفراج عن مئات الأسرى المعتقلين فى السجون الإسرائيلية.. وفتح معبر رفح البرى وإدخال المساعدات الإنسانية لكافة أنحاء القطاع وعودة سكان شمال القطاع النازحين لمنازلهم فهى نقاط ونتائج مضيئة لهذا الاتفاق.
وأكد اللواء محمد إبراهيم أن رئيس الوزراء الإسرائيلى مسئول عن تأخير التوصل للاتفاق لأنه كان يتدخل بشكل دائم فى المفاوضات لفرض شروط جديدة بما يعوق التوافق بين الأطراف.. ولكن جرت فى النهر مياه فى ضوء عودة الرئيس ترامب للسلطة وحرص نتنياهو على التجاوب مع مطالبه بوقف الحرب على غزة.
وأشار اللواء محمد إبراهيم إلى أن مسودة الاتفاق هى نفسها التى طرحتها مصر فى ديسمبر 2023 والتى بنى عليها الرئيس بايدن المنتهية ولايته مقترحه فى مايو 2024.. وبالتالى فإن المقترحات المصرية هى التى شكلت الأساس للهدنة الحالية من حيث مراحل الصفقة وآليات التنفيذ والخطوات الأربع التى سوف تتم فى كل مرحلة وهى تبادل الأسرى ووقف القتال والانسحاب الإسرائيلى التدريجى وإدخال المساعدات الإنسانية وكل ما يمكن أن يقال فى هذا الإطار أن هناك بعض التفضيلات المحدودة التى تم تغييرها.. أما جوهر الصفقة فقد كان المقترحات المصرية.
ويضيف اللواء محمد إبراهيم أن الدور المصرى لم يكن وليد لحظة آنية للتوصل للاتفاق المزمع الإعلان عنه وإنما الدور المصرى نابعاً من مواقف مبدئية تاريخية أهمها رفض مصر كافة المحاولات الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية.. ورفض عمليات تهجير سكان غزة لأن القيادة السياسية أكدت دائماً على أن محاولة إسرائيل دفع سكان غزة إلى سيناء هو خط أحمر لن نقبله.. والتأكيد على أن الاستقرار فى المنطقة لن يتم إلا فى حالة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 .
وأكد أن مصر رفضت سياسة العقاب الجماعى التى تمارسها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين من منع وصول المساعدات الإنسانية ولم يمنع التعنت الإسرائيلى مصر من المشاركة الفاعلة فى جميع جولات التفاوض التى تمت فى القاهرة.. والدوحة.. وباريس فى ظل إمكانياتها وخبراتها وعلاقاتها المتميزة مع جميع الأطراف المعنية سواء أمريكا أو قطر أو السلطة الفلسطينية أو إسرائيل وجميع الفصائل الفلسطينية سواء كانت «حماس» أو الجهاد.
فى النهاية يؤكد اللواء محمد إبراهيم على أن الجهد المصرى على مدار الشهور الماضية أثمر عن التوصل للاتفاق بالتنسيق مع المسئولين القطريين.. ولن تبخل مصر بجهدها لحل جميع المشاكل التى ستنشأ عقب انتهاء الحرب لعودة الاستقرار لغزة كخطوة نحو استئناف عملية سلام شاملة قائمة على العدل وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية من خلال مبدأ حل الدولتين.
>> يقول الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية والسياسى الفلسطيني: أن اتفاق وقف إطلاق النار يأتى فى توقيت مهم فى ظل ظروف غاية فى التعقيد فى الحالة الفلسطينية وللأسف الفصائل الفلسطينية مجتمعة لم تتمكن من تجاوز أزماتها الداخلية وبالتالى دفعنا أن نرى الدخول فى هدنة دون جاهزية للحديث عن اليوم التالى للحرب وكانت هناك محاولات من القاهرة لتجاوز كل الفترات من خلال الوصول لاتفاق يفضى لتشكيل لجنة إسناد مجتمعى تأخذ على عاتقها مسئولية إعادة بناء غزة وهذا للأسف الشديد لم يكن موجوداً وألقى بظلاله التشاؤمية على اليوم التالى للحرب. ورغم كل ذلك تقول هناك فرص الآن لتجاوز كل ذلك.
يؤكد أيمن الرقب على أن ديباجة الاتفاق هى نفس اتفاق القاهرة الذى قُدم العام الماضى ولا يختلف كثيراً ما تمت مناقشته الآن عن مسودة اتفاق القاهرة.
أكد أن المهم أن يتجاوز الفلسطينيون الحالة التى يمر بها حالياً فالاتفاق مهم.. والقاهرة كانت حريصة أنه طوال الفترة الماضية للوصول لرؤية لتجاوز الأزمة الفلسطينية الفلسطينية وللأسف واجه الجهد المصرى عراقيل من قبل بعض الفصائل الفلسطينية.
أما عن الاتفاق الحالىفالهم فيه هو وقف المقتلة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى رغم وجود العديد من وجهات النظر بشأن هذا الاتفاق وإذا تمكن هذا الاتفاق من وقف الحرب فهذا يعتبر إنجازاً.
ويرصد الرقب الاختلاف بين الاتفاق الذى طرحته القاهرة والاتفاق الحالى هو رغبة الاحتلال فى إضافة بعض أسماء للمحتجزين من فئة الشباب وكان الحديث عن مرحلة أولى تأخذ على عاتقها النشاط الرئيسية من تبادل الأسرى ووقف القتال ونقاط المراقبة ووقف الطيران الإسرائيلى أثناء عملية تسليم المحتجزين ولم يكن هناك الحديث عن معالجات أخرى فى جيشه وإضافة المجندات وجنود الاحتياط ثم فى القاهرة فى أكتوبر أيضاً.
أضاف أن القاهرة لم تتوقف عن بذل الجهد وفى اللحظة الراهنة هناك محادثات بعضها بشأن المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية والبعض الآخر بشأن معبر فلادليفا.. وتشغيل معبر رفح وهذا يؤكد على أن القاهرة فى قلب الحدث وتتحرك لتجاوز أزمة معبر رفح لتصل المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني.
والدور المصرى لم ينقطع من بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة لوقف إطلاق النار.. وحين يتم الحديث عن أى ترتيبات تجد الدور المصرى حاضراً وكل الترتيبات المستقبلية لقطاع غزة تنطلق من القاهرة.