لا يمكن لأى حديث عن الجيش المصرى أن يكون مكتملا إذا أغفل حقيقة جلية وهي: العلاقة المتجذرة والمتفردة عبر التاريخ بين الجيش والشعب المصري.. فالجيش ليس مجرد قوة مسلحة، بل هو رمز لوحدة الشعب، وحامى لمستقبله، تلك العلاقة التى لا تفصلها فترات أو مراحل، هى التى تجعل من الجيش المصرى نموذجًا فريدًا فى علاقته مع شعبه، وتظل بمثابة المثل الأعلى فى كيفية مواجهة التحديات، والتغلب على الأزمات، وصناعة المستقبل.
إن العلاقة بين الجيش المصرى والشعب ليست مجرد علاقة تقليدية بين مؤسسة عسكرية وأفراد الشعب، بل هى ممتدة فى عمق التاريخ، وتمثل حجر الزاوية فى فهم هويتنا الوطنية.. ولا يكاد تاريخ مصر القديم والحديث يمر دون أن يترك الجيش بصماته العميقة فيه، فلطالما كان الجيش المصرى عنصرًا فاعلًا فى تشكيل مصير الأمة، وصانعًا رئيسيًا فى لحظات التحول الكبرى التى مرت بها البلاد، ولعل أبرز ما يميز هذه العلاقة عن غيرها فى الدول الأخرى هو تكاملها العميق والمتجذر فى روح الشعب المصري، إنها علاقة لا يمكن اختصارها فى مجرد مواقف أو أحداث عابرة، بل هى نتاج لقرون من التاريخ المشترك.
ومع بداية القرن الواحد والعشرين، واجهت مصر تحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، كان من أبرزها التحديات التى كان من أثارها ما حدث فى 25 يناير 2011، وما تبعها من مشكلات ثم جاءت 30 يونيو 2013، فى هذه اللحظات الحاسمة، كان الجيش المصرى – كما كان دائمًا – هو العنصر الفاعل الذى استطاع أن يترجم إرادة الشعب ويحولها إلى واقع ملموس؛ ليعيد تأكيد العلاقة التاريخية بين الجيش والشعب.
ولا تقتصر العلاقة بين الجيش والشعب فى مصر على الأحداث العسكرية أو الثورات الكبري، بل هى علاقة تتعمق فى مفاصل الحياة اليومية، حيث يظل الجيش المصرى عنصرًا أساسيًا فى دعم الاستقرار الداخلى والمشاركة فى المشروعات التنموية الكبرى التى تساهم فى تحسين حياة المصريين على مر العصور، كان الجيش المصرى دائمًا حاضراً فى مختلف مناحى الحياة: من بناء السدود، إلى إقامة المشاريع الكبرى التى تساعد على تطوير الاقتصاد، إلى دوره الأساسى فى إدارة الأزمات الوطنية.
إن العلاقة بين الجيش والشعب فى مصر تظل واحدة من أكثر العلاقات تميزًا فى تاريخ الأمم، فلا يمكن للجيش أن يكون منفصلًا عن الشعب، ولا يمكن للشعب أن يستغنى عن جيشه.. هذا التلاحم التاريخى هو سر قوة مصر، وسر استمرارها فى مواجهة التحديات.