تحدثت من قبل فى مقالاتى السابقة عن التكنولوجيا بأكثر من طريقة تحت عنوان «الذكاء الإصطناعي» و«الفضاء الخارجي» و«الانترنت المظلم» و«الأقمار الصناعية» وكان آخرها «الشائعات والمعلومات المغلوطة» على وسائل التواصل الاجتماعى ودائماً خلال حديثى كنت أركز على إيجابيات وسلبيات هذه الوسائل الحديثة المتاحة للجميع وأتحدث عنها دائماً أنها «عملة ذات وجهين» تقدم الرخاء والرفاهية وفى المقابل تفقد الخصوصية والحماية الكافية لمستخدميها وبالبلدى «على قد ما فيها من ميزات على قد ما فيها من عيوب» خصوصا من لا يملك القدرة على إدراكها ومواكبة تطورها.
هناك موضوعات متعددة ومختلفة يستلزم الحديث عنها خاصةً إن كانت تتعلق بالتكنولوجيا بعد أن باتت فى إيدينا ليلاً ونهاراً وما تخلقه لنا من فرص وتحديات «فى آن واحد» حتى أننى كتبت مقال سابق بعنوان «خطورتها فى سهولتها» لأن مع التطور السريع التى تشهده التكنولوجيا تشكل تهديدا على بياناتنا الشخصية لما تحتويه من برامج وتطبيقات حديثة لا تعد ولا تحصى أغلبها يستهدف هذه البيانات لجمعها وتحليلها واستخدامها فى أغراض مختلفة مثل التجسس وتستبيح هذه التكنولوجيا حفظ ونقل هذه المعلومات وكما نرى كل يوم ان تنزيل التطبيقات يشترط موافقتنا على كسر الخصوصية فى البيانات والصور والفيديوهات والأسماء وغيرها من محتويات موبايلاتنا الشخصية .. وفى ظل عدم الوعى الكافى بأهمية حماية المعلومات وافتقار البعض إلى التشريعات القانونية الرادعة لمنتهكى خصوصية المستخدمين نصبح أكثر عرضة للاختراق والاستغلال.
فى وقتنا الحالى يلزمنا الوعى التكنولوجى والإدراك الكافى بهذه الأدوات الحديثة المستخدمة لحماية «الداتا الذاتية» البيانات الشخصية لكل واحد فينا كما يلزمنا البحث عن حلول جديدة لحماية أنفسنا من تسريب معلوماتنا الشخصية مثل «التوعية أو التطابق الثنائى أو تفعيل جدار الحماية أو التشفير وغيرها.. فكما نعلم ان التكنولوجيا «سلاح ذو حدين» تعطى المزيد من برامج الحماية الذاتية وفى الوقت ذاته تبتكر أخر لانتهاك الخصوصيات؟!.. لذا يجب مواكبة التكنولوجيا بحرص وحذر حتى يتحقق التوازن بين الحماية والاستفادة من هذا التطور .