جادلنى بعض الأصدقاء حول النصائح التى قدمتها ولازلت أقدمها لاتحاد الكرة حتى يعود لكرة القدم رونقها كما كانت فى الماضى وحتى تتخلص من العيوب التى جاءت بها للوراء سنوات مما جعل الكثير من الدول المحيطة تسبقنا بمسافات، وكان أغلبهم يسأل ما دور العناصر التى ذكرتها لإعادة الكرة المصرية، وكان ردى أن كل عنصر له دور وبتطوير كل عنصر على حدة ستتطور الكرة المصرية بخطوات كثيرة وتقترب مما يحدث فى العالم الآن، لأننى كما ذكرت مراراً بأن تحديد أسباب التراجع فى سبب واحد لن يؤتى ثماره على الكرة المصرية.
نصيحتى اليوم تخص الملاعب والتى تلعب دوراً كبيراً فى ظهور كرة القدم بشكل حضاري، وكلنا نتابع كم المتعة التى يحصل عليها المشاهد من متابعة المسابقات الأوروبية من خلال مشاهدة الملاعب الرائعة المكتظة بالجماهير وأرضيتها الرائعة التى تجعل اللاعبين يؤدون بشكل رائع ويستعرضون مهاراتهم على هذه الأرضيات الحريرية.
حتى تدرك أهمية شكل الملعب فى متعة كرة القدم سأطلب منك أن تتنقل بالريموت بين مباراة أوروبية وأخرى محلية لتدرك أنك نقلت بصرك من بستان مليء الزهور، إلى صحراء جرداء ملقى عليها بعض القمامة للأسف.
وقد يسأل سائل وما دور ذلك فى تطور الكرة المصرية والإجابة واضحة بالطبع أن هذا الشكل القميء لأغلب الملاعب يقلل جداً من القيمة التسويقية للدورى المصرى وبالتأكيد جودة الملاعب ستصب بكل قوة لمصلحة تسويق الدورى المصرى وارتفاع قيمته ومن ثم يعود ذلك على الأندية مادياً مما يطور جداً من قدرتها على إفراز المواهب الكثيرة.
والحقيقة أننى عشت كثيراً هذه اللحظات التى يتنقل فيها الريموت بين مباراة أوروبية وأخرى محلية وقد كانت بين مباراة فى الدورى الإنجليزى وأخرى فى الدورى المصرى وشاهدت فى عيون المحيطين بى حالة من الاشمئزاز من الفارق الكبير فى كل شيء.
لكن ما دور اتحاد الكرة فى جودة الملاعب وتطويرها، والإجابة هى ما حدث من تطوير فى الملاعب المصرية لدى تنظيم مصر المفاجيء لكأس الأمم الافريقية عام 2019 وكان الاتحاد برئاسة الرئيس الحالى هانى أبوريدة ووقتها وصلت الملاعب الستة التى استضافت البطولة إلى مستوى عالمى قبل أن تتدهور مرة أخرى لضعف الصيانة.
وعند الحديث عن تطوير الملاعب يجب أن تكون أولى نقاط التطوير هى أرضية الملعب الخضراء وهى الصورة التى تضع الانطباع الأول لدى المشاهد أو الراعى الذى يمكنه أن يهرب تماماً من رعاية أى شيء يمت للرياضة بصلة أو أن يقدم على الكرة كواحدة من أفضل سبل الدعاية.
أصبح تطوير أرضية الملاعب الآن إجراء علمى بحت على عكس ما كان يتم فى الماضى من الرى اليدوى حيث تحولت العملية إلى رى التنقيط بقدر محدد ثم عملية صرف تحت الأرض تضمن عدم تلف أرضية الملعب بسقوط الأمطار كما يحدث فى الملاعب الأوروبية.
كما يشمل التطوير مدرجات الملاعب التى أصبح مطلوباً الآن أن تكون بمقاعد مرقمة على عكس المدرجات الأسمنتية فى الماضي، بجانب غرف خلع الملابى التى تنقل الحدث قبل المباراة أثناء خروج اللاعبين وتعطى انطباعاً مؤكداًً عن البنية التحتية.
أقترح هنا تخصيص بعض الموارد المالية من البطولات المحلية على أن يتم تطوير ملعب واحد سنوياً بحيث يكون لدينا فى غضون 10 سنوات أكثر من 15 ملعباًًًَ جاهزاًَ لاستضافة البطولات الدولية ووقتها من الممكن أن نتقدم لتنظيم كأس العالم كما فعلت دول عربية شقيقة المغرب والسعودية والآن نحن بانتظار قيامها بتنظيم الحدث العالمى الكبير عامى 2030 و2034 على ملاعب عالمية لا تقل عن نظيرتها فى أوروبا.
فهل نفعل!!؟؟