بعــد ما حــدث فى يونيو 1967 واحتلال سيناء وتدمير 80 ٪ من قدرات الجيش المصري.. خرج موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى ليعلن ان مصر لن تقوم لها قائمة قبل 50 عاما وغير قادرة على مجرد التفكير فى استرداد سيناء.. وفى أيام الخراب والدمار خلال أحداث 25 يناير 2011 وما آلت إليه من فوضى وإرهاب وإضعاف وإنهاك للدولة المصرية.. خرج الإسرائيليون يهللون أن التى تشكل لهم أخطر تهديد لن تقوم لها قائمة قبل 500 عام.. وفى الأزمات التى دارت رحاها فى السنوات الأخيرة والتى جرى صناعتها لاستهداف ،وحصار مصر.. سواء تداعيات الصراعات الإقليمية فى المنطقة بداية من العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وتوسيع الصراع وتأثيراته السلبية على البحر الأحمر وتأثيره المؤلم على عوائد وإيرادات قناة السويس بالإضافة إلى الظلال السلبية للحرب الروسية- الأوكرانية زعموا أن مصر سوف تخضع وتركع وتحقق لهم ما يتوهمونه من تهجير وتوطين الفلسطينيين فى سيناء فى إطار المخطط الشيطانى الذى تصدت له مصر ورفضت بحسم وشرف إغراءات غير مسبوقة سواء مادية واقتصادية وحل أزمات صنعوها لمحاصرة مصر.. ثم مارسوا كل أنواع الضغوط دون جدوي.. ومازالوا يديرون أشرس وأحقر حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه.. كل ذلك لم يثن مصر عن مواقعها وثوابتها ومبادئها.. بل زادت صلابة واصرار وتحدياً ولم ولن تركع إلا لربها.
لم تمض ست سنوات حتى وصلت رسالة ورد المصريين على ديان.. كانت الصفعة مدوية استردت مصر قوتها وعافيتها وتسلَّحت بالإرادة وتجهزت قدر استطاعتها للمعركة الحاسمة.. لم تكن تتفوق على عدوها فى السلاح وكانت هناك فوارق كبيرة.. لكن قوة الرجال والأبطال وإيمانهم بالحق وإصرارهم على الثأر واسترداد الأرض والكرامة صنعت الفارق والتفوق لصالح المصريين.. سحقوا عدوهم وأبهروا العالم فى مفاجأة مدوية.. عجز أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والأوروبية والصهاينة فى معرفة نوايا مصر أو عزمها لخوض الحرب أو توقيتها فى خطة خداع إستراتيجى لا تنفذها إلا أمة عظيمة هى الأمة المصرية.. فنزلت الضربات المصرية جواً وبراً وبحراً مثل الصاعقة على رأس إسرائيل المتغطرسة وكسرها 6 سنوات كانت كفيلة للرد على موشى ديان وهى سنوات لم تكن كافية فى الحرب لخوض حرب من أجل تحرير واسترداد الأرض بعد أن فقدت مصر قدراتها وأرضها.. لكن الجيش المصرى لم يحتج لـ50 عاماً كما قال وزير الدفاع الإسرائيلى عقب 1967 بل 6 سنوات أفقدت إسرائيل صوابها وأصابتها بالجنون.. فلم تكن خطوط ومواقع إسرائيل ونقاطها الحصينة شرق القناة لتمنع المارد المصرى من العبور ولم تكن ترسانة إسرائيل وحلفائها قادرة لتحول أو تثنى المصريين عن إراداتهم وعزمهم لتحقق النصر والثأر واسترداد الأرض بالحرب والسلام.. هذه صورة مصرية كافة للرد على الموتورين والمرتزقة والعملاء الذين تراودهم أضغاث الأحلام والأوهام أن مصر تخشى أو تخاف أحد.
وعقب أحداث الخراب والفوضى فى يناير 2011 ووصول تنظيم الإخوان الإرهابى إلى حكم مصر.. وما لديهم من دعم أمريكى وصهيونى ودول فى الاقليم وجحافل الإرهاب من ميليشيات وجماعات وحركات مسلحة وأجنحة التنظيم السرية ظن أعداء مصر خاصة الصهاينة ان مصر باتت فى قبضتهم لن تقوى على العودة من جديد.. باتت مستسلمة مستأنسة خانعة.. لكن الغريب أن هؤلاء ينسون طبيعة المصريين وأنهم خارج وصف البشر فلم يمض الإخوان عامهم الأول حتى استرد المصريون الوعى الحقيقى وتكشفت أمامهم خيانة الإخوان المجرمين ونواياتهم فى تقطيع وتقسيم مصر وتمكين أعدائها منها وتنفيذ مطالبهم وتحقيق أهدافهم والتنازل عن جزء من سيناء وهذا ما يعرفه الجميع وما قاله الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن بأن مرسى عرض عليه تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.. جاءت ثورة 30 يونيو العظيمة فى 2013 التى أطلقت رسالة تاريخية مدوية أن المصريين مثل المارد العملاق الذى ينتفض عندما يستشعر الخطر والمصريون لديهم ارتباط وجودى بالأرض.. ولذلك قرروا بشكل نهائى عزل وطرد تنظيم الإخوان الإرهابى من الحكم.. بل ومن هذا الوطن الطاهر.. ليعود إلى أهله من المصريين الشرفاء.. أطلقوا النداء التاريخى لجيشهم العظيم.. ثروتهم وسندهم وحصنهم المنيع.. وصمام الأمان وجيش المصريين لحمايتهم من بطش وقمع وتهديدات وإرهاب الإخوان المجرمين.. فقالها الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى فى هذا الوقت.. نحن فداء لهذا الشعب نتصدى للإرهاب والرصاص بصدورنا.. فداء للمصريين حمى الجيش إرادة المصريين وعزل وطرد الإخوان من مصر وقضى أبطال الجيش والشرطة الشرفاء على إرهاب الجماعة فى سيناء وكافة ربوع البلاد.. بشجاعة وتضحيات لن تسقط من ذاكرة التاريخ أو هذا الشعب العظيم أكثر من 3 آلاف شهيد وأكثر من 12 ألف مصاب.. ثم يأتى هؤلاء العملاقة والمرتزقة ليرددوا الأكاذيب بأن مصر تخاف.. ممن تخاف ونحن لسنا دعاة الحرب ولكننا سادتها ونستطيع أن نجعلها مثل صلاة العصر لا شفع فيها ولا وتر ونطوى الأرض من كل اتجاه.. نحن شعب لا يعرف إلا التحدى واسأل علينا التاريخ وسأله أين الهكسوس والصليبيين والتتار والفرنساوى والإنجليزى والصهيونى وماذا عن بيجامات «الكستور».
ثم ما يدور على مدار 6 سنوات من حصار وضغوط سبقتها إغراءات لتركيع وابتزاز مصر وإذا بالمارد المصرى يتحدى والشعب يتحمل فى سبيل العزة والكرامة وقدسية الأرض المصرية.. وها هى مصر تعبر الأزمة وتسدد فى عام واحد 39 مليار دولار وتستقبل استثمارات ضخمة وتمتلك فرصاً عظيمة وتحظى بتوقعات اقتصادية فارقة وتحقق معدلات نمو فى زمن الأزمات تعكس وقوفها على أرض صلبة.. إذن الدولة التى تتحدى وتقهر وتنتظر وتتفوق وتعبر.. هل يمكن ان تخاف وهل يمكن ان يخاف وطن شعبه من المصريين وجيشه الجيش المصرى العظيم وقائده عبدالفتاح السيسي.. والله أنتم واهمون وإنا لمنتصرون.