كتب – مصطفى محمود
ارتفعت حصيلة قتلى الحرائق الهائلة التى اجتاحت ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى 24 قتيلًا، وقالت مديرة وكالة إدارة الطوارئ إن أفراداً من جيش الولايات المتحدة استعدوا للانتشار لمواجهة الكارثة.
تجاهد فرق الإطفاء لإخماد اثنين من حرائق الغابات المشتعلة في لوس أنجيليس لليوم السابع على التوالي، مستغلة التحسن القليل فى الطقس، لكن الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية حذرت من أن رياحًا قوية تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات/ساعة قد تعود فى الأيام المقبلة.
من جانبه، قال حاكم الولاية جافن نيوسوم إن تلك الحرائق الأشد تدميرًا فى تاريخ الولايات المتحدة تحتاج إلى «خطة مارشال» لإعادة بناء الولاية، تشبيهًا بخطة إعادة بناء أوروبا التى رعتها الولايات المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية.
كما ألغى نيوسوم قوانين لتمكين ملاك البيوت من إعادة البناء بعد الانتهاء المأمول للحريق، ومدّ قوانين منع رفع الأسعار على مواد البناء حتى 7 يناير من العام المقبل.
لم تنته الكارثة بعد لمعرفة ضرر الحريق، لكن الأكيد أنه انتشر كالنار فى الهشيم! كما أن المناطق المنكوبة من أغلاها فى الولايات المتحدة، فبعض المنازل قيمتها ملايين الدولارات، بعضها من دون تأمين، فكيف ستؤثر تلك الحرائق على سوق التأمين؟
تقول الإذاعة الوطنية العامة إن شركات التأمين عندها ما يكفى من المال لدفع تكلفة التأمين على حرائق الغابات، لكن المشكلة أن برنامج التأمين الحكومى من حرائق الغابات فى ولاية كاليفورنيا «فير أكسيس» قد لا يكفى لتعويض كل المتضررين المؤمّن عليهم، لأنه لا يوفر سوى الأضرار اليسيرة بحد أقصى 3 ملايين دولارات، فى حين أن بعض المنازل ثمنها أعلى من ذلك بكثير.
لا سيما وأن شركة «ستيت فارم» للتأمين ألغت 70٪ من بوليصات التأمين فى حى «باليساديس» المنكوب العام الماضى «أى قبل اندلاع الحريق»، وهذا الحى من المناطق الأشد تضررًا والأغلى قيمة فى الوقت نفسه، حيث تصل قيمة بعض المنازل فيه إلى 6 ملايين دولار، وفق ما قاله قطاع التأمين فى ولاية كاليفورنيا.
يبقى السؤال، ما مقدار الخسارة التى يمكن أن تتحملها خطة التعويض عن الأضرار هذه؟. يقول رئيس برنامج «فير أكسيس» إنه لا يستطيع تدبير الكثير من التعويض، وأن كل ما يملكه البرنامج 200 مليون دولار فى البنك ونحو 2.5 مليار دولار يمكن تحويل التأمين فيها إلى جهات أخرى تتحمله هى نيابة عن البرنامج، فى حين أن التقدير المبدئى لإجمالى الأضرار فى الولاية نحو 150 مليار دولار.
تقول دانييل فينتون، الصحفية المتخصصة فى الاقتصاد، إن شركات التأمين ستُحمّل عملاءها بعض التكلفة، لكن ليس واضحًا كيف سيتم الأمر نظرًا إلى أنه لم تحدث مثل تلك الكارثة من التسعينات، لكن يمكن تقسيط التكلفة على سنوات، مما يسهل تدبيرها.
لكن ولاية كاليفورنيا تعانى أزمة تأمين منذ نحو 5 سنوات، لا سيما مع سحب بعض الشركات تأمينها وزيادة شركات أخرى أقساطها كثيرًا، وفى سبيل إصلاح هذا الضرر، كانت الولاية قد عدّلت منذ أسبوعين لوائح التأمين تعديلًا شاملًا هو الأشمل من نحو 30 عامًا، حتى تقنع الشركات بزيادة تأمينها فى الولاية.
كانت ثمة مؤشرات مبكرة على أن التعديلات أغرت بعض الشركات مثل «ستيت فارم» و»أولستيت» اللتين وافقتها على زيادة تأمينها، وكان الأمل معقودًا على أن المنافسة بين تلك الشركات ستقلل السعر، لكن الحرائق أتت على كل هذا، لا سيما وأن ولاية كاليفورنيا لا تستطيع فرض تسعيرة على الشركات التى تم تحويل التأمين إليها ولا على أن تبقى على عملها فى الولاية، حسبما قال خبير المناخ والطاقة فى جامعة ستانفورد، مايكل وارا.