المتحف المصرى الكبير
بدأ العد التنازلى لافتتاح المتحف المصرى الكبير هدية مصر للعالم.. رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى زار المتحف خلال عشرة أيام ثلاث مرات.. للوقوف على الاستعدادات النهائية للافتتاح الرسمى أمام الزائرين خلال الفترة القادمة.. بعد نجاح التشغيل التجريبى منذ منتصف شهر أكتوبر الماضي..
وتجرى حاليا الاستعدادات النهائية لتنظيم حفل افتتاح عالمى يتابعه العالم كله من خلال الفضائيات المختلفة على غرار ما تم خلال الاحتفال بموكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير الى المتحف القومى للحضارة المصرية.. وأيضا الاحتفال بافتتاح طريق الكباش بالأقصر..
اهتمام كبير من الدولة بالمتحف المصرى الكبير وحرص شديد على ان يكون الافتتاح مناسبا لعظمة التاريخ الذى يضمه المتحف من كنوز الاجداد.. خاصة كنوز الملك توت عنخ آمون.. وفى زيارات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء للمتحف بصفة متتالية حرص على الوقوف على الاستعدادات المختلفة للافتتاح الرسمي.. والذى يتوقع ان يشهده العديد من رؤساء وملوك وأمراء العديد من دول العالم..
وبعيدا عن الاستعدادات لحفل الافتتاح فإن كل المؤشرات وآراء خبراء السياحة تشير إلى ان المتحف المصرى الكبير سيكون انطلاقة جديدة للسياحة الثقافية المصرية.. ونقطة هامة فى جذب اعداد اضافية من السائحين من مختلف دول العالم.. ولذلك تعمل الدولة على تهيئة المنطقة المحيطة بالمتحف لتصبح واحدة من اكبر المدن السياحية العالمية.. ولهذا كان اجتماع الدكتور مصطفى مدبولى منذ أسابيع مع عدد كبير من المستثمرين السياحيين بحضور عدد من الوزراء والمسئولين للاعلان عن طرح اراضٍ بالمنطقة المحيطة بالمتحف لبناء عدد من المنشآت الفندقية والسياحية التى تسهم فى استيعاب اعداد اضافية من السائحين..
الى جانب اهتمام الدولة بإنشاء مطار سفنكس الدولى وزيادة طاقته الاستيعابية من 150 راكباً إلى 900 راكب فى الساعة.. مع وضع خطة جديدة لزيادة طاقته الاستيعابية مرة اخرى لتسهيل وصول السائحين الى منطقة الاهرامات من خلال رحلات الطيران المنتظم والعارض من مختلف دول العالم.. او من خلال ربط المطارات السياحية «شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم والأقصر وأسوان» برحلات مباشرة لنقل السائحين الراغبين فى زيارة المتحف ومنطقة الأهرامات.
المؤشرات وردود الفعل العالمية على المتحف الكبير تقول اننا امام مستقبل واعد لحركة السياحة الثقافية فى مصر خاصة وأن المتحف حتى قبل افتتاحه أصبح حديث العالم، وكثير من الوكالات السياحية بدأت ترتب برامجها وفق الموعد الرسمى للافتتاح، ومع الافتتاح للمتحف الذى تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع.. سيكون العالم مع موعد لمشاهدة كنوز الملك الذهبى توت عنخ آمون والتى تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته فى نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليونانى والرومانى.
ويُنفذ المتحف المصرى الكبير عددا من الجولات الإرشادية بمنطقة الخدمات..والمنطقة التجارية التى تضم عدداً من المطاعم والكافيتريات والمحلات ومتجر الهدايا.. بالإضافة إلى المناطق المفتوحة للزيارة بالمتحف والتى تشمل منطقة المسلة المعلقة، وصالة الاستقبال الرئيسة المعروفة باسم البهو العظيم.. والبهو الزجاجى.
وكما يؤكد شريف فتحى وزير السياحة والاثار فإن العالم يترقب افتتاح هذا الصرح الكبير والمتوقع ان يضيف لمصر اعداداً كبيرة من السائحين.. مشيرا الى حرص الدولة على تقديم تجربة فريدة للزوار للتعرف على الحضارة المصرية من خلال زيارة المتحف ومنطقة الخدمات الملحقة به.. وايضا من خلال عرض المقتنيات الأثرية فى أجواء تضاهى الحضارة المصرية القديمة.. واشاد شريف فتحى بالتوافد الكبير للزائرين والسائحين للمتحف منذ الافتتاح التجريبى فى منتصف شهر اكتوبر الماضى للقاعات الرئيسية للمتحف..
وأوضح وزير السياحة والآثار أنه جارى العمل حاليا على اعداد مخطط استراتيجى عام للمنطقة «Master Plan » الممتدة من مطار سفنكس وحتى منطقة سقارة.. والتى تتضمن منطقة أهرامات الجيزة والمتحف المصرى الكبير لتحديد اماكن انشاء الفنادق وارتفاعاتها والاماكن الترفيهية ليكون هناك تخطيط ورؤية بصرية للمنطقة.. وبما يضمن عدم المساس بالطابع الأثرى والتراثى بها..
يقول الخبير السياحى سامح سعد المدير التنفيذى لجمعية السياحة الثقافية ومستشار وزير السياحة الأسبق انه من المتوقع ان يحقق افتتاح المتحف المصرى الكبير اشغالاً كبيراً وايرادات قوية خلال الموسم الجديد بعد إدراجه من قبل شركات السياحة ومنظمى الرحلات فى برامجهم بعد افتتاحه بشكل كامل ولكل القاعات، مشيرا الى انه تواصل بالفعل مع عدد من منظمى الرحلات فى الدول المصدرة لحركة السياحة لمصر والذين اكدوا ان افتتاح المتحف الكبير سوف يسهم بشكل كبير فى زيادة التدفقات السياحية وخاصة السياحة الثقافية لمصر وهناك شغف كبير لدى كثير من الاسواق المصدرة للسياحة لزيارة المتحف.
وأشار إلى نجاح مصر فى الترويج للمتحف المصرى الكبير خلال السنوات الماضية. فى مختلف بورصات السياحة العالمية التى شاركت فى مصر.
مضيفًا إنه على الرغم من أن إعلان التشغيل التجريبى للمتحف كان قبل الافتتاح بأسبوع إلا أن هناك بعضاً من الشركات قررت ان تقوم بعمل زيارة المتحف كرحلة اختياريه بعد انتهاء البرنامج الذى تم وضعه من قبل.
ويضيف الخبير السياحى علاء عاقل عضو الجمعية العمومية لغرفة المنشآت الفندقية أن المتحف المصرى الكبير من اهم المتاحف فى العالم.. وهو حاليا فى مرحلة الافتتاح التجريبى والتى لا تحتاج الى دعاية بقدر ما تحتاج الى التجربة للوقوف على اى ملاحظات قبل الافتتاح الرسمي.. متوقعا انه مع انطلاق الحدث الكبير والاسطورى وافتتاح المتحف رسميا سوف نصل بكل سهوله الى زيادة الحركة السياحية لمصر بشكل عام والوصول الى 18 مليون سائح بنهاية 2025 وفقا لمستهدفات الإستراتيجية الوطنية للسياحة، وإعادة السياحة الثقافية للقاهرة الكبرى بكل سهوله مع هذا الحدث العظيم الذى ينتظره العالم اجمع.
وقال ان الدولة تبذل جهوداً كبيرة لإحداث طفرات تنموية فى كل المجالات بما فى ذلك قطاع السياحة والاثار،وما تقوم به حاليا من أعمال تطوير للمناطق المحيطة بالمتحف المصرى الكبير، وما تشمله من تنفيذ مسطحات خضراء، وتصميمات جمالية وتطوير الميادين.. وكذا مشروع تحسين وتطوير الصورة البصرية للطريق الدائرى بمحافظتى القاهرة والجيزة… بالاضافة الى ما يحدث من تطوير فى مطار «سفنكس» سيكون له اثر كبير على جلب وجذب الحركة السياحية بشكل أكبر بكثير مما هو مخطط له.
ويقول سمير عبدالوهاب رئيس لجنة تسيير أعمال نقابة المرشدين السياحيين رغم ان العالم كله يمر بظروف سياسية واقتصادية استنائية الا انه وسط هذه الأحداث الساخنة يأتى الحدث الكبير فى 2025 وهو افتتاح أكبر متحف فى العالم بأحدث تقنيات العرض وفنيات الإضاءة ليعبر عن أغنى وأقدم الحضارات البشرية التى حملها عبر عصور التاريخ بثبات عظيم وأنه شعب لم يفقد أبدا هويته وشخصيته وجوهر عقيدته.
وأوضح ان الافتتاح التجريبى شهد اقبالاً كبيراً من الزوار وهو ما أكدته وكالات الأنباء الدولية وعكس ذلك طلب الكثير من شركات السياحة العالمية ومنظمى الرحلات حول العالم افتتاح المتحف رسميا فى اقرب وقت لتنظيم رحلات بأعداد اكبر لزيارة المتحف.. مشيراً إلى انبهار الزائرين به ورغبتهم فى زيارته مرة أخري.
وقال انه من المتوقع ان يشهد المتحف عقب الافتتاح الرسمى اقبالاً كبيراً.. خاصة ان الحجوزات ومؤشرات الحركة السياحية الوافدة إلى مصر خلال 2025 تؤكد أن أعداد السياح ستكون أعلى من معدلات العام الماضى . وأعلن أن الحركة السياحية الوافدة لزيارة المناطق الأثرية والسياحية بكل من القاهرة والأقصر وأسوان خلال الكريسماس ورأس السنة كانت جيدة.
من ناحية اخرى اعلن الطيار احمد شنن رئيس شركة اير كايرو ان الشركة بدأت مع التشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير فى منتصف اكتوبر الماضى فى تشغيل رحلات مباشرة من الغردقة وشرم الشيخ الى مطار سفنكس لنقل السائحين الراغبين فى زيارة المتحف.. وفقا لما كان مخططا من قبل.. لتنظيم رحلات اليوم الواحد لنقل السائحين من مناطق الجذب السياحى فى البحر الاحمر وجنوب سيناء.. لزيارة المتحف ومنطقة الاهرامات.. على ان تقلع الرحلات من المدن السياحية فى الصباح الباكر.. وتكون رحلة العودة فى مساء نفس اليوم.. مشيرا الى ان هذه الرحلات تعد فرصة طيبة ومتميزة للترويج للمتحف المصرى الكبير.
وقال ان شركة الطيران بدأت العمل لإعداد برنامج سياحى للمتحف ويتضمن اضافة القاهرة للبرنامج السياحى الذى يشمل الغردقة او شرم الشيخ.. وسيتم الترويج لهذا البرنامج فى سويسرا والمانيا والتى تعد من اكبر الدول المصدرة لحركة السياحة لمصر.
وقال ان اير كايرو تسعى لزيادة حجم الحركة التى تنقلها للبلاد من مختلف المدن الاوروبية الى المقاصد السياحية مباشرة من خلال اسطولها البالغ 37 طائرة حاليا.. وسيصل الى 40 طائرة فى شهر مارس القادم.. معربا عن امله فى زيادة عدد الرحلات التى تربط المدن السياحية مع مطار سفنكس مع زيادة الطلب عليها.