فى الصباح تلقيت اتصالاً من أحد الأصدقاء للاتفاق على الذهاب إلى عزاء والد صديق فى إحدى محافظات الوجه البحرى ..حضر فى التوقيت المحدد ،ركبت بجواره وانطلق مسرعا، وصلنا الى حدود القرية بعد ساعتين لنجد سرادقا يسع أكثر من ألف شخص يسبقه مجموعة كبيرة من السجاد والأنوار و«نصبة» مشروبات ساخنة يقف أمامها ما يزيد عن عشرة «جرسونات» بلباسهم المميز ،المهم دخلنا نقدم العزاء فإذا بطابور فيه أكثر من 50 رجلا يتقبلون العزاء فى آخره صديقنا وآخوته ،أخذنا أحدهم إلى أحد الصالونات المنتشرة لنجلس عليه ،دقائق ودخل أحد مشاهير القراء ثم تبعه آخر فآخر.
لحظات ودخل علينا «جرسون» يحمل طقم صينى فيه شاى ثم آخر يحمل صينية عليها فناجيل متنوعة من القهوة..المهم شربنا القهوة واستمعنا إلى ربع قرآن ثم آخر قبل آن نقرر المغادرة والعودة للقاهرة
..وعند اقترابنا من صديقنا «ابن المتوفي»أشار الى أحد أبناء عمه فهرع إليه وأسر له ببعض كلمات..فتركه مسرعا ،ووقف فى أول السرادق ينتظرنا ..قدمنا واجب العزاء وانصرفنا لنجد ابن العم يصحبنا إلى سرادق آخر أقل مساحة به عشرات الموائد عليها ما لذ وطاب من الطعام ،نظرت إلى صديقى وقبل أن أتكلم قال :عادات ولازم نأكل.
طبعا أكلنا وكل فترة يأتى لنا أحد ليسأل «ناقصكم حاجة».. أكلنا بسرعة ثم انصرفنا لنجد صديقنا ينتظرنا على باب السرادق ليودعنا.
ركبنا السيارة وانطلقنا فى طريق العودة ولسان حالنا يقول «ما هذا البذخ وهذه التكلفة غير المبررة خاصة بعدما عرفنا عدد ما ذبح من ماشية لسرادق العزاء وما تحصل عليه المشايخ وتكلفة السرادق».
ظاهرة انتشرت خلال الأيام الماضية بصورة غريبة؛ العائلات أصبحت تتفاخر بأسماء المشايخ الذين أحيوا العزاء ومستوي»الفراشة» وطقم السرفيس وما قدم فى سرادق الغذاء»..لن أقول كان الأولى والأفضل للمتوفى ..ولكن أقول إنها انعكاس للمجتمع وثقافته المغلوطة.
>>>
للشامتين فى كوارث الشعب الأمريكي، أقول بكل صدق ويقين :الكوارث تصيب الفقراء وفقط! والبقية يتمتعون بالثروات، و الكوارث تتحول عندهم إلى مصدر للثروات!
>>>
حــرب الأبــادة المستمرة فى غزة لن تتوقف إلا إذا اتحد العرب أو تدخلت ماما أمريكا.. لك الله يا فلسطين.