رؤية شاملة تهدف إلى إعادة الانضباط إلى الفضاء الرقمى وحماية الأمن الاجتماعى
لا شك أن الإعلام فى عصرنا الحالى يواجه تحديات غير مسبوقة، وعلى رأسها فوضى السوشيال ميديا التى أصبحت ساحة خصبة لنشر الشائعات والمعلومات المضللة، وفى ظل هذا الواقع المعقد جاء إطلاق نقابة الإعلاميين برئاسة الدكتور طارق سعده نقيب الإعلاميين لإستراتيجيتها الشاملة للسيطرة على فوضى السوشيال ميديا كخطوة شجاعة ورائدة تستحق الإشادة.
وتمثل الإستراتيجية الجديدة رؤية شاملة تهدف إلى إعادة الانضباط إلى الفضاء الرقمى وحماية الأمن الاجتماعي، وتتمحور هذه الإستراتيجية حول ثلاثة محاور رئيسية:
اولاً: إنشاء مركز مكافحة الشائعات: خطوة عملية وضرورية لمواجهة الشائعات التى تعمل على تضليل الجمهور وتحفيز المشاعر السلبية مما يهدد الاستقرار المجتمعي، وسيتولى هذا المركز رصد الشائعات وتحليلها والرد عليها بشكل علمى ومدروس.
ثانياً: مكافحة المنشورات «الدوارة»: تلك المنشورات التى يتم تداولها مراراً لتضليل الرأى العام ،هذه الخطوة تعكس إدراك النقابة لتقنيات التضليل الإعلامى الحديثة وكيفية مواجهتها بطرق فعّالة.
ثالثاً: التواصل مع المؤثرين الهادفين: عقد جلسات دورية مع صناع المحتوى الإيجابى على السوشيال ميديا لتعزيز الشراكة بين النقابة والمجتمع الرقمى بهدف توجيه الرسائل الإعلامية بما يخدم الصالح العام.
إن الشائعات ليست مجرد أخبار زائفة تنتشر بشكل عشوائي، بل هى أدوات متعمدة تهدف إلى خداع الرأى العام وتأجيج الصراعات وإثارة الفتن، وهو ما يشكل تهديداً خطيراً للأمن والسلم العام، ولذا فإن هذه الإستراتيجية تأتى فى توقيت حرج لتعيد للإعلام دوره فى التصدى لمثل هذه الظواهر الخطيرة.
ثمار الإستراتيجية المنتظرة
من المتوقع أن تثمر هذه الإستراتيجية عن نتائج إيجابية ملموسة على عدة مستويات، حيث ستسهم فى رفع درجات الوعى لدى المواطنين، وتزويد الإعلام التقليدى بالأخبار الصادقة والمدققة مما يعزز ثقة الجمهور فى وسائل الإعلام، كما ستعمل النقابة على خلق قنوات اتصال مباشرة بين معدى الأخبار ورؤساء التحرير ومركز مكافحة الشائعات، لضمان تقديم محتوى إعلامى موثوق يخدم المجتمع.
بصفتى رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، أرى أن هذه الإستراتيجية تمثل نموذجاً حقيقياً لدور الإعلام فى بناء الوعى وتعزيز الأمن المجتمعي، فالإعلاميون اليوم ليسوا فقط ناقلين للأخبار، بل هم شركاء فى حماية الاستقرار وبناء مجتمعات قادرة على مواجهة التحديات.
ختاماً، يمثل إطلاق هذه الإستراتيجية رسالة أمل بأننا قادرون على مواجهة فوضى السوشيال ميديا بأدوات واعية ومنهجية، ورسالة مسئولية لكل إعلامى بأن يكون جزءاً من هذه الجهودا.