ترامب بين التهدئة وزيادة التوتر
تصريحات الرئيس الامريكى القادم دونالد ترامب حيث تحدث للمرة الثانية على ان منطقة الشرق الاوسط سوف تتحول إلى جحيم فى حال عدم الإفراج عن الرهائن والمحتجزين فى قطاع غزة، فلماذا لا تلقى اللوم على إسرائيل التى تتعنت وتتهرب من اى اتفاق؟ ولماذا دائما تبتعد عن اى ضغوط أو ممارسات من أجل اجبارها على تنفيذ اى اتفاق، للاسف الشديد الولايات المتحدة كل يوم تثبت ان اسرائيل هى الابن المدلل لها ولا يمكن ان توجه له اى انتقاد بل توجهه لاى طرف آخر، فمهما كان من جلس على كرسى الرئاسة الامريكية إلا انه لا يستطيع ان يقول لاسرائيل كفى عما تفعليه، وبالتالى فهناك مؤشرات اولية وقبل وصول ترامب لكرسى الرئاسة يوم 20 يناير الجارى تؤكد ان الوضع فى غزة سيكون كما هو بل وأسوأ مما فيه الوضع الحالي.
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة هل سيكون لترامب دور بناء فى تحقيق التهدئة، أم ان تصريحاته ستؤدى لنيران اكثر للصراع فى المنطقة؟ اذا كان ترامب يريد فعليا ان يوقف الحرب على غزة فعليه ان يضغط على اسرائيل من اجل الإنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة دون عراقيل وإيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
اهمية كبيرة لمواصلة تضافر الجهود الاقليمية والدولية لتحقيق وقف فورى لاطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، كما ان هناك ضرورة لتوقف اسرائيل عن سياستها العدوانية تجاه الشعب الفلسطينى واستهدافها الممنهج للبنية التحتية الصحية والمستشفيات بقطاع غزة فى انتهاك سافر للقانون الدولى والقانون الدولى الانساني.
اصبحت الامور لا تستدعى اى تأخير من اجل انهاء تلك الحرب العبثية على قطاع غزة والتوقف عن الممارسات الاسرائيلية الوحشية وهو ما يستدعى ويستوجب تفعيل الية المحاسبة الدولية واضطلاع المجتمع الدولى ومجلس الامن باجراءات حاسمة لوضع حد لما يحدث فى قطاع غزة والذى لا يشكل فقط انتهاكات جسيمة وفاضحة للقانون الدولى والقانون الدولى الانساني،ولكن تهديدا جديا للسلم والامن الاقليميين والدوليين.
هناك ايضا مسئولية تقع على الفلسطينيين انفسهم تتمثل فى ضرورة العمل على وحدة الصف الفلسطيني، وبما يضمن تحقيق تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني.
نجاح اللبنانيين فى انهاء أزمة الشغور الرئاسى بانتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان أمر يدعو للتفاؤل وبعد طول انتظار، وتحقيق تطلعات الشعب اللبنانى ومواجهة التحديات الراهنة لبدء مرحلة جديدة من الامن والاستقرار.
كان من ابرز النقاط أو الرسائل التى تحدث عنها الرئيس عون خلال خطاب القسم عقب انتخابه فى مجلس النواب هو العمل على ضبط الحدود وتثبيتها جنوبا وترسيمها شرقا وشمالا ومحاربة الارهاب وتطبيق القرارات الدولية ومنع الاعتداءات الاسرائيلية، وتأكيده على تمسكه بالاقتصاد الحر وحماية اموال المودعين وتطوير قوانين الانتخابات، فها هو عهد جديد للبنان نأمل أن يكون الاستقرار والامان هو عنوان المرحلة المقبلة.