أجندات مدروسة واستراتيجيات ممنهجة تسعى لتكدير السلم المجتمعى
فى ظل تصاعد أهمية الإعلام الرقمى وتأثيره على المجتمعات، أصبحت منصات السوشيال ميديا أدوات حاسمة فى تشكيل الرأى العام وميداناً رئيسياً للمعارك الفكرية والنفسية التى تستهدف استقرار الدول وخاصة فى مصر بعدما فشلت كافة محاولات الهدم والتخريب أمام وعى ووحدة الشعب المصري، مصر التى تواجه فى هذا التوقيت هجمات ممنهجة يقودها ما يُعرف بـ«اللجان الإلكترونية»، والتى تعمل وفق أجندات مدروسة واستراتيجيات ممنهجة، تسعى لتكدير السلم المجتمعى واستقرار البلاد وزرع الفتن والتشكيك بين أبناء الوطن.
وتلك اللجان الإلكترونية ليست ظاهرة عفوية، بل هى كيان منظم يمارس التضليل ونشر الأكاذيب بهدف خلق حالة من الفوضىتعتمد على نشر الإشاعات لتضخيم الأزمات الصغيرة أو اختلاق أزمات جديدة تعمل عبر حسابات وهمية وممولة، تحاول إثارة الانقسام بين المواطنين وزرع الشك فى قرارات الدولة ومؤسساتها وتهميش الانجازات وتحويل الحق الى باطل والعكس بإرتداء عباءة الدين تارة أو عباءة التحرر والديمقراطية والفوضى الخلاقة تارة أخري.
وتظهر تلك اللجان بكثافة فى أوقات الأزمات أو الأحداث الكبري، مثلما هو الحال الآن، لتستغل اللحظات الحرجة وتبث سمومها بهدف تأجيج الغضب الشعبى والتشكيك فى قدرة القيادة على إدارة شئون البلاد وبأسلوب مدروس وممنهج، تستهدف الفئات الأكثر تأثراً بالأزمات مثل الشباب والطبقات المتوسطة والفقيرة، فى محاولة لاستقطابهم.
وهنا يأتى دور المواطن ومؤسسات الدولة الوطنية للتصدى ومواجهة تلك الهجمات الشرسة، لأن الصمت أو الحياد فى هذه اللحظة الحساسة يُعد خيانة للوطن وللمبادئ الدفاع عن مصر لا يتطلب حمل السلاح، علينا أن نتحلى بالوعى والإدراك لما يُحاك ضدنا علينا أن نرى بعين الحقيقة ما يحدث فى دول الجوار التى تدعى التحرر لابد وأن نسأل أنفسنا هل باتت تلك الدول فى حال أفضل بعد سقوط جيشها بعدما باتت بلا هوية بعد تقسيمها الى دويلات تتقاتل فيما بينها وباتت دبابات العدو تسير فى شوارعها دون أدنى مقاومة وتهجر وتقتل سكانها.
الدفاع عن الوطن ليس خياراً بل واجب علينا جميعا فليس بعد الوطن نعمة لا مجال للحياد كل مواطن مسئول عن حماية وطنه، بالكلمة، بالوعي، وبالتصدى للأكاذيب فمصر التى صمدت فى وجه التحديات عبر تاريخها الطويل، لن تسقط أمام هجمات رقمية مدفوعة الأجر وإعلام السبوبة فلنكن جميعاً جنوداً فى صف الدفاع عن مصر لابد وأن تتحمل آلة الإعلام بكافة أشكالها وأنواعها « المرئى والمسموع والتقليدى والرقمى مسئولياتها تجاه تلك اللجان التى تبث سمومها من خلال كشف مخططاتها وتفنيد أكاذيبها، والله من وراء القصد.