منذ توليه «كرسي» التعليم فى مصر مؤخراً وهو يمثل حالة جديدة متمثلة فى الحراك الشديد الذى تشهده الوزارة ليس على مستوى الديوان العام بل على مستويات كثيرة سواء فى المديريات أو الادارات التعليمية ذاتها داخل كل محافظة وهو ما نلحظه من انتظام للعملية التعليمية منذ بدء العام الدراسى الحالى فى جميع المراحل اللهم إلا طلاب «الثانوية العامة» ناهيك عن ثورة التطوير التى يقودها فى مناهج المراحل المختلفة وهو ما يصب فى الاساس فى مصلحة ابنائنا.. اضف إلى ذلك المتابعة الدءوبة والمستمرة من جانب كل أجهزة الوزارة فى كل أنحاء مصر لانتظام العملية التعليمية والامتحانات الدورية شهرية وغير شهرية.. فى زخم تعليمى لم نعهد له مثيلاً من قبل.. وخلال الاسبوع المنصرم فاجأنا الوزير «عبداللطف» كعادته باعادة شهادة «البكالوريا» إلى الواجهة من جديد وهو نظام كان معمولاً به فى مصر من قبل.. فالبداية التاريخية لهذا النظام كانت تعتمد على تقسيم البكالوريا إلى نظام فيها يُخرِّج طبقة الموظفين العموميين.. وآخر يستمر فى الدراسة عامين آخرين ويكون الطالب فيها مؤهلاً للدراسة اما فى مدرسة الطب او المهندسخانة.. طبقاً لما درسه فى البكالوريا ثم استبدل النظام بما يعرف آنذاك بـ«التوجيهية» وهو نظام لم يستمر طويلاً حتى كانت الثانوية العامة التى بدأت بنظام الثلاث سنوات والاخيرة كانت هى الفيصل، وثم عدلت ليحتسب مجموع آخر عامين مع إدخال ما عرف فيما بعد بنظام «التحسين» وظل الامر على هذا المنوال.. تبديل وتعديل فى طرق أداء الامتحانات.. ما بين البوكليت ثم التابلت.. ثم الورقى مرة أخري.. حتى وصلنا إلى مرحلة «البكالوريا الجديدة» التى فاجأنا بها الوزير خلال الاسبوع الماضي.
انا هنا لست فى مجال «مدح أو قدح» وإنما نقول إن النظام الجديد طبقاً لما ورد من وزارة التربية والتعليم سوف يسير على خطوات محددة تتمثل فى السنة الاولى وتعتبر سنة تأهيلية يدرس فيها الطلبة عدداً من المواد الاساسية التى تدخل فى المجموع الكلى إضافة إلى مواد خارج المجموع.. اما المرحلة الرئيسية لهذا النظام «البكالوريا» فتضم الصف الثانى الثانوى وفيها يدرس الطالب مواد اساسية إضافة إلى المواد التخصصية.. اما بالنسبة للصف الثالث وهو الجزء الثانى من المرحلة الرئيسية فإنها تتضمن المواد الاساسية لجميع التخصصات إضافة إلى المواد التخصصية وهى الطب وعلوم الحياة «أحياء مستوى رفيع» هندسة وعلوم حاسب «رياضيات وفيزياء مستوى رفيع» الاداب والفنون جغرافيا مستوى رفيع وإحصاء.
فى العموم الامور مازالت فى البدايات والوقت امامنا متاح لتقييم المسألة بصورة سليمة صحيحة تؤدى فى النهاية إلى وضع ابنائنا على الطريق الصحيح وخاصة وانها مرحلة مفصلية فى حياتهم ولذا فإننى اقترح الاستعانة بذوى الخبرات فى هذا الشأن من علماء كليات التربية على مستوى الجمهورية ناهيك عن أصحاب التجارب الناجحة فى هذا المجال وهذا ليس عيباً ونأخذ بما يتوافق مع قدرات الطالب المصرى وما يتاح له من آليات داخل المدارس حتى يكتب لهذه التجربة النجاح.. وإنى لعلى ثقة كبيرة بالقيادات الشابة فى الوزارة وفى افكارها الجريئة التى سوف تسمو بمستوى التعليم فى مصر خاصة بعدما ابدت نشاطاً ملحوظاً فى انتظام العملية التعليمية وثورة فى تطوير المناهج واننا نأمل ان يكون نظام «البكالوريا الجديد» بداية لنهاية أزمات الثانوية العامة فى مصر.. قولوا معي.. «يارب».