ظل الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب يتحدث ويهدد بأن يحدث جحيمًا فى الشرق الأوسط فور تنصيبه للرئاسة فى العشرين من الشهر الجارى إذا لم يتم الإفراج عن أسرى إسرائيل المحتجزين لدى حماس.
ويبدو أن السماء أرادت تذكير ترامب بالعدل.. العدل فى أن يتوقف عن الحديث عن أزمة الأسرى فقط وأن يتحدث عن الأسرى على الفلسينيين أيضا.. والعدل فى أن يطالب بإنهاء معاناة شعب بأكمله.. والعدل فى أن يكون هناك حساب وعقاب للذين قتلوا النساء والأطفال فى أكبر حرب إبادة يشهدها العالم ضد الشعب الفلسطيني.
والسماء قامت بتذكير ترامب بالجحيم.. والحجيم هو ما حدث ولاية كاليفورنيا الأمريكية وفى مدينة لوس إنجلوس حيث تكفلت حرائق الطبيعة فى الغابات بالتهام الأخضر واليابس وأجبرت 130 ألف شخص على إخلاء منازلهم وسببت أضرارًا تتراوح ما بين 52 إلى 57 مليار دولار والتهمت أكثر من 27 ألف فدان.
وحرائق لوس إنجلوس دمرت منازل نجوم هوليوود أيضا.. ومن سخرية القدر أن الممثل والمنتج الأمريكى جيمس وودز والذى ظهر باكيًا على شاشات التليفزيون بعد احتراق منزله هو نفسه الذى سبق أن طالب بإبادة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة كله عندما كتب فى تدوينة يقول «لا لوقف اطلاق النار.. لا للمساومات.. لا للتسامح أبيدوهم جميعًا»..!
وليت جيمس يتذكر الآن ما سبق أن طالب به فقد وصلته النيران نيران الطبيعة التى كانت أبلغ رد وانتقام..!
>>>
وأحيانا لا نفهم.. ولا يمكن أن نستوعب مثل هذه التصريحات التى تصدر فجأة مغايرة لكل الحسابات والواقع فمنسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض جون كيربى يقول إن إسرائيل لا ترتكب إبادة جماعية فى غزة .. جنود الجيش الإسرائيلى لا يستيقظون فى الصباح ويقولون.. دعونا نقتل الناس لأنهم فلسطينيون»..!
وجون كيربى يدافع عن إسرائيل بأن الجنود لا يستيقظون فى الصباح ليبحثوا عن فلسطينيين لقتلهم.. وينسى أو يتناسى أنهم لا ينتظرون الصباح لقتل الفلسطينيين.. أنهم يقتلونهم فى كل الأوقات دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عنهم.. وإذا كانوا أبرياء من دم الفلسطينيين يا كيربى فمن الذى قتل 54 ألف فلسطينى حتى الآن منذ السابع من أكتوبر من العام قبل الماضي..!
>>>
وفى سبتمبر الماضى نشرت الإعلامية الكويتية فجر السعيد فيديو من منزلها فى جورجيا وهى تستضيف إسرائيليين وترحب بهم قائلة هذول جايين يشوفوا المبنى فأنا فتحت لهم البيت وقولت لهم «حياكم الله وطلعوا عيال عمنا إسرائيليين من عيال العم»
والكويت الرسمية انتظرت على ما يبدو عودة السعيد للكويت وواجهتها بتهمة التطبيع مع إسرائيل وقررت النيابة حبسها 21 يومًا رهن التحقيق.
والكويت التى تعلن بذلك وتؤكد رفضها للتطبيع مع إسرائيل ترسل رسالة دعم للقضية الفلسطينية مؤداها أنه لا تطبيع ولا حوار قبل أن يتم إقرار السلام العادل والشامل فى المنطقة وقبل أن يحصل الشعب الفلسطينى على حقه فى دولته المستقلة وقبل ذلك لن يكون هناك «أولاد عم».. أولاد العم عندما يحل السلام وتعود الحقوق لأصحابها.
>>>
ونذهب لقضايا وحوارات من نوع آخر ونبدأ بقضية قد تبدو فردية ولكنها قضية تتعلق بأصحاب الخبرات وبالكفاءات.. هل نغلق أمامهم الأبواب وندعوهم لأن يذهبوا إلى بيوتهم ويكتفوا بالمشاهدة أم نستفيد من تجاربهم ونشجعهم على الاستمرار والعطاء؟!
وأقول ذلك فى مناسبة إعلان الإعلامية نجوى إبراهيم عزمها التقاعد والجلوس فى البيت بعد أن تعرضت للكثير من الانتقادات التى وصلت إلى حد التنمر بسبب استمرارها فى العمل رغم كبر عمرها..!
والقضية لا تتعلق بنجوي..! هى قضية فهم وإدراك.. هى قضية ثقافة تتعلق بتواصل الأجيال.. هى قضية تتعلق بالقدرة على العطاء.. وإلا فليطالبوا أيضا مجدى يعقوب بالتوقف عن العمل.. وليطالبوا كل مبدع بأن يتوقف عن الإبداع لأنه تخطى عمر الستين.. وليطالبوا كل الكبار بأن يتوجهوا إلى بيوت المسنين والعجزة..! أنها قضية جهل من نوع مدمر للأمم ولحضارتها..!
>>>
وما دام الجهل قد أصبح لدى البعض معيارًا.. ومادامت السوشيال ميديا تتحكم فى السلوكيات والتصرفات فإن لاعب لكرة القدم هو اللاعب إمام عاشور أخرج بالونًا «أبيض» للاحتفال به بعد تسجيل هدف فى مباراة عادية جدًا جدًا.. وقام بنفخه ثم داس عليه بحذائه فى لقطة تم تفسيرها على أنها موجهة لمنافس ناديه.. والحركة مستفزة سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة.. والحركة غريبة على النادى الأهلى بتقاليده وتاريخه.. الحركة فيها نوع من «كيد النسا» وعدوى فيروسية لكرة القدم المصرية.. والعقاب واجب.. ومن داخل النادى الأهلى أولاً.
>>>
وهل تعرض «الجمبري» هو أيضا لحرب إبادة لقد ذهب أحدهم يسأل عن سعر كيلو الجمبرى «الوسط» فوجد أنه مع التخفيض يصل إلى 1200 جنيه للكيلو الواحد!! فلم يجد ما يفعله إلا أن يقوم بالتصوير إلى جانب الجمبرى باعتبار أنه من ذكريات الزمن الجميل.
>>>
وأخيرًا:
> الهدوء أكثر الأشياء إثارة للذاكرة دائمًا.
> وكن طيبًا ولا تحاول أن تخبر أحدًا بأنك طيب.
> والحرب التى تنتصر فيها وحدك لا تحتفل بها مع أحد.
> ويتمنون لك الخير بشرط أن يكون هذا الخير لا يجعلك أحسن منهم.. طيبون ولكن..!
> ويديم الله عليكم ضحكة الأيام وراحة البال وجبر الله قلب المتعبين.