وهبنا الله سبحانه وتعالى 30 يوماً منحة «شهر رمضان الكريم» لكى نتوب ونستغفر ونعود إلى الطاعات والأخلاق الحميدة التى تقربنا الى الله والأهم ان نجاهد النفس الامارة بالسوء التى تبعدنا عن الأعمال الصالحة، وأعتقد أن جميعنا يريد استثمار واستغلال «المنحة» بالصلاة والصوم والزكاة والصدقة وهناك طرق أخرى تدعم الخير كالعلاج المجانى بالنسبة للأطباء وتعتبر فرصة ذهبية للتاجر الذى خالف ضميره وغش فى البيع والاحتكار ليعود إلى رشده ويتقى الله وأظنه توقيتاً مثالياً لمجاهدة النفس الأمارة بالسوء وطرق كثيرة لاغتنام الحسنات حتى من لا يقدر على فعل الخير بطريقة مباشرة يتصدق بأقل قدر ممكن مثل الابتسامة فى وجوه الآخرين والكلمة الطيبة.
عظَّم رب العزة سبحانه هذا الشهر الفضيل فالكون كله يتغير حاله وينتشر الخير لمصلحة البشر فتصفد الشياطين وتحبس خلال هذه المنحة الربانية، ولكن الخوف كله من «الدعامات» التى تقوى النفس الامارة بالسوء مثل الدراما الرمضانية التى تتنافس لتضيع الوقت وإهدار أقيم ساعات فى السنة وهذا لاحظته فى بوست على الفيس ينشر توقيتات المسلسلات الدرامية فى رمضان وأوقات إعادتها على جميع القنوات حيث تبدأ من ساعة الإفطار وتنتهى على السحور على طريقة «مش هتقدر تغمض عنيك» حينها أدركت أننا ملاحقون وهنا يأتى دور الجهاد مع النفس بعضنا سيحاول ترويض نفسه الأمارة بالسوء ويترك الشهوات ويركز فى العبادة وبعضنا سوف ينجرف فى منعطف الملذات حتى تنتهى منحة التوبة والاستغفار.
أكتب هذا المقال ليس فقط لأننا فى هذا الشهر المبارك ولكن هذا التوقيت يحتاج فعلاً الاستغفار والتوبة والاقتراب من مرضات الله لعلنا نخرج من هذه المنحة بمكتسبات روحانية وأخلاقية تجعلنا نعيش فى سلام نفسى واجتماعى وود ورحمة فيما بيننا.