الحكاية الأولى: قرار حكومى بالموافقة المبدئية على رؤية وزير التعليم بأن تحل البكالوريا محل الثانوية العامة على ان يتم عرض المقترح كاملاً على المجموعة الوزارية للتنمية البشرية قبل عرضها للحوار المجتمعى، وبدأت الصحف والمواقع تشرح الفرق بين النظامين وتاريخ تطبيق البكالوريا فى مصر منذ 120 سنة مضت وتحديدا فى عام 1905، الحقيقة أننى لم أقرأ المقترح وإنما قرأت ما كتب عنه كإطار خبرى، وبأنه سيمثل نقلة نوعية هائلة فى المنظومة التعليمية وتصعد به إلى العالمية، تذكرت ما قيل من قبل عن الطفرة الخيالية التى سيحقّقها نظام التابلت ونقل التعليم المصرى الى العالمية الرقمية.
>>>
ثم عدت بالذاكرة إلى محطات مماثلة من المستوى الرفيع إلى تحسين المجموع إلى الثانوية التراكمية ثم إلغائها ثم إعادتها، واكتشفت ان كل الأنظمة تبناها وزراء تعليم وعرضوها على الحكومة وحصلوا على الموافقات ثم دارت حوارات مجتمعية صورية كانت او حقيقية فى النهاية تصدر القرارات كما تراها الحكومات، يبدأ الإعلام فى معظمه فى تبنى وجهات نظر الحكومة والتبشير بالنظام الجديد وبأنه سيكون سفينة نوح للتعليم المصرى، حدث هذا مع كل وزراء التعليم منذ طه حسين وحتى محمد عبد اللطيف، الخلاصة ان التعليم المصرى كان ولا يزال “حقل تجارب” حيث يحاول كل وزير يجلس على هذا الكرسى ان يبدأ من الصفر ويرى انه وحده هو الحارس على عقول أبنائنا الطلاب والمجتمع دائمًا هو الطرف الضعيف الذى عليه ان يقبل صاغرا ما تقره الحكومات.
>>>
يا سادة أقول لكم مجددا ان التعليم أخطر من ان يديره وزير التعليم بمفرده حتى ولو كان يعرض أفكاره على مجلس الوزراء، فالوزراء ليسوا خبراء فى التعليم، ولا بد ان يكون هناك مجلس أعلى للتعليم يضم كل وزراء التعليم والتعليم العالى السابقين مع أساتذة وخبراء التعليم ليدرسوا المقترحات المقدمة من الوزير المختص اياً كانت خبراته، اعتقد أننا نستحق نظاما تعليميا افضل ألف مرة مما هو موجود، ومع كامل احترامى وتقديرى للوزير الحالى ولأعضاء الحكومة ورئيسها إلا أننى ارى أننا نكرر الحكاية مع كل وزير جديد يأتى لحمل تلك الحقيبة الحائرة، يقرر هو ونصفق نحن ثم يرحل ويأتى وزير جديد فيلغى ما قرره سابقه ونصفق لهذا الالغاء ثم يقرر خطة جديدة ونصفق لها مجددًا وهكذا.
>>>
الحكاية الثانية: خلال الفترة الماضية تابعنا قيام الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بعقد سلسلة من اللقاءات مع الإعلاميين ورؤساء التحرير والمفكرين ورجال الأعمال وأذيعت هذه اللقاءات على الهواء وتركت أثرًا طيبًا فاق التوقعات، لذلك أطالب الدكتور مدبولى بالتوسع والاستمرار فى مثل هذه اللقاءات مع بداية عام سياسى وانتخابى مع رؤساء الأحزاب ونقباء النقابات ورموز المعارضة وأساتذة الجامعات والعلماء من رجال البحث العلمى والمخترعين والفنانين واتحادات طلاب الجامعات والناشرين وتكتلات المصريين فى الخارج والحقوقيين.
>>>
الحكاية الثالثة: ونحن فى بداية عام جديد سيشهد أحداثاً غاية فى الأهمية كافتتاح المتحف المصرى الكبير وإجراء انتخابات لمجلسى الشيوخ والنواب مع وصول رئيس أمريكى جديد بأجندات غير مرئية مع الوضع الجارى فى بعض البلدان العربية يجب علينا ان نجهز انفسنا “إعلاميًا وصحفيًا” للتعامل مع هذه الملفات بشكل يعكس مكانة مصر وتطورها ومشروعها الوطنى.