بعد نحو 30 شهرًا من الفراغ الدستورى والخواء السياسى وقعت خلالها أحداث جسام وتعرض الناس لأخطار تشتعل نيرانها فترة ثم تنطفئ فترة أخرى.!
من هنا.. يتضح أن اللبنانيين قد عزموا هذه الأيام على الخروج من دائرة الشىء ونقيضه والقيل والقال واندلاع المعارك العنيفة الظاهرة للعيان أحيانا والخامدة تحت الرماد أحيانا أخرى.
>>>
مع ذلك فشلت الأغلبية فى انتخاب رئيس الجمهورية القادم خلال الجولة الأولى من الاجتماعات التى عقدها مجلس النواب حيث حصل المرشح الأساسى جوزيف عون القائد العام للجيش على 71 صوتًا من مجموع 128 وهم كل أعضاء مجلس النواب بينما يتطلب فــوزه بمقعد رئيـس الجمهورية
86 صوتًا مما تتطلب عقد جولة ثانية للإدلاء بالأصوات وهنا فاز قائد الجيش بالضربة القاضية وأصبح رئيسًا للبنان فى أصعب وأحرج حقبة زمنية يمر بها هذا البلد العربى الذى يعيش جميع أبنائه تحت خط الفقر ومع ذلك تجدهم يحاولون أن يعيشوا الحياة بمتعتها وكأنهم يحاولون تعويض المآسى والكوارث بترديد المواويل حيث يمضون طوال الليالى وهم يرفعون أصواتهم عشرات المرات قائلين: يا ليل يا عين.!
>>>
المهم.. لقد حدثت المعجزة خلال الجولة الثانية للتصويت وحصل قائد الجيش على النسبة المطلوبة بعد أن ضم إلى صفه كلا من حزب الله والشيعة الممثلة فى حركة أمل وأعوان نبيه برى رئيس مجلس النواب على مدى 33 عامـــا دون أن يفكر أحــد يوما فى تغييــره أو استبداله بشخص آخر حتى لو احتفظ بصفته الشيعية الدينية والسياسية معًا.
>>>
وهكذا تؤكد التجارب الإنسانية المتعاقبة والمتنوعة أن الشعوب تفضل الرئيس القادم من صفوف القوات المسلحة حيث يتمتع بالحسم والقدرة على مواجهة التحديات دون خوف أو وجل مما يسهل مهمته وبالنسبة للبنان بالذات فإن التيار السارى حاليًا هو ضم حزب الله إلى العملية السياسية وانصرافه من المجال العسكرى خصوصًا بعد ما تعرض له حزب الله وغيره من ضـــــربات قاصمــة من جــانب إســــرائيل على مدى أكثــر من 6 أشهر على الأقل..
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
ألف مبروك لشعب لبنان الشقيق على هذا الإنجاز التاريخى ولعلها مناسبة لنقول لكل فرد من أبناء هذا الشعب: لا تفرطوا أبدا فى تماسككم وتوحدكم ونظرتكم الواحدة تجاه قضايا الحاضر والمستقبل.
ودعونا نتفاءل بإحياء دولة عربية فى عداد المغيبين ونقف معها كعرب عسى أن تعوض من سقطوا مؤخرًا فى إطار التوتر والفوضى والاحتقان المادى والمعنوى.
>>>
و.. و.. شكرًا