كثيراً ما تقع عيناى على إعلانات فى الصحف بكافة الجامعات الحكومية والاهلية والخاصة.. تطلب فيها الحاجة إلى معيدين بكلياتها المختلفة.. بعدما كان من النادر طلب ذلك.. فما الذى حدث؟..
الحقيقة.. مع تزايد اعداد الجامعات التى تبلغ 108 جامعات منها 28 حكومية و32 خاصة بالاضافة إلى 11 مركزاً بحثياً تابعة لوزارة التعليم العالى تضم 3.8 مليون طالب.. زادت الحاجة إلى معيدين وكوادر جامعية حاصلة على الدكتوراة فى مختلف التخصصات التى تحتاجها الكليات، كما زادت الحاجة إلى تخصصات نادرة فى مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى والموارد البشرية والطاقة النووية، ولان الاعداد الحالية لا تلبى احتياجات الكليات فقد لجأت العديد من الجامعات إلى طلب تعيينات للمعيدين وللأساتذة الزائرين ليبقى السؤال ألا وهو عزوف اوائل خريجى الجامعات عن التعيين كمعيدين فى كلياتهم؟
الاجابة من متابعة جيدة من الزملاء بقسم التعليم بالجمهورية مفادها اجماع اساتذة الجامعات على اهمية دراسة اسباب عزوف الاوائل عن التعيين وكيف ان ذلك فيه خطورة على مستقبل البحث العلمى مما يهدد ركناً اساسياً للنهوض بالوطن مشيرين إلى أهمية ايجاد حلول لتلك الظاهرة مرجعين ذلك إلى المقابل المادى حيث إن الرواتب ضئيلة مقارنة بالشركة الخاصة والدولية التى توفر لمثل هؤلاء رواتب اضعاف ما يتقاضاه المعيد فى الجامعت والتى لا تساعد المعيد فى عمل الابحاث للحصول على الماجستير والدكتوراة خاصة فى الكليات العملية كالزراعة العلوم والطب وغيرها وان الدكتور يحصل على 200 جنيه لمناقشة رسالة الدكتوراة ناهيك عن 500 جنيه للامتحان التأهيلى الشفوى والاشراف على الرسالة، بالاضافة إلى المظهر اللائق امام الطلاب الامر الذى يتطلب إلى مراجعة المجلس الاعلى للجامعات لتعديل القانون 49 بما يتناسب مع احتياجات المعيد بكليته واغراء الاوائل بالالتحاق كمعيدين بكلياتهم لتأسيس كوادر اكاديمية مؤهلة للنهوض بالمستوى التعليمى والبحثى وكاستثمار فى البشر، بالاضافة إلى عدم توفر درجات وظيفية شاغرة لفترات زمنية طويلة نتيجة القيود المالية الامر الذى يؤدى فى النهاية إلى انتظار المعيد لسنوات للحصول على التعيين.
صراحة.. ظاهرة عزوف الأوائل عن الالتحاق بكلياتهم كمعيدين خطيرة يجب التفكير فى ايجاد حلول ناجحة بزيادة المخصصات المالية والدرجات الوظيفية بدلاً من اللجوء إلى وظائف بشركات أو بمؤسسات أخرى مما يحرم الجامعة من الكفاءة والتخصص، ويحول وجهتهم إلى كليات اخرى بجامعات أوروبا او حتى الدول العربية، وكم من كفاءات استفادت منها تلك الدول وساهمت فى تنميتها وتطويرها ولدينا العديد من العلماء امثال هانى عازر وفاروق الباز ومجدى يعقوب وأحمد زويل وسمير بانوب ومصطفى السيد وغيرهم الذين يبلغ تعدادهم إلى 86 الف عالم واكاديمى منهم 1883 فى تخصصات نووية نادرة وبحسب البيانات فإن من بين هؤلاء 42 رئيس جامعة حول العالم من المصريين ووزير فى كندا و3 اعضاء فى مجلس الطاقة الانمائي.
اعتقد ان عزوف اوائل الخريجين سيحرمنا من قدراتهم العلمية واختراعاتهم فهؤلاء فى حاجة إلى من يحنو عليهم ويلبى طلباتهم المادية فهم الاولى لأنهم علماء المستقبل شأن الذين سبقوهم وجذبتهم الجامعات الاجنبية بالاغراءات المالية وهذا حقهم لانهم الصفوة والاجدر باللحاق بالجامعات لاستكمال مسيرتهم العلمية والبحثية، واعتقد ان الطلبات المادية ليست مكلفة للغاية فهم بمثابة الكنوز التى يجب اكتشافها واعطاء الفرصة امامهم فى جامعاتهم التى تعلموا فيها واجتهدوا بنبوغهم وعليهم رد الجميل لتلك الجامعات فهى الاولى بهم وهم اولى بها.
لابد من سرعة النظر فى هذا الموضوع الذى بات ظاهرة ربما تكون طاردة لتلك الكفاءات النابغة التى تستحق من الدولة تقديرهم ومد اليد لهم كى يستكملوا مشوارهم العلمى والبحثى فى ظل الجمهورية الجديدة والسعى للتنمية المستدامة وتحقيق رؤية 2030 حتى لا يكونوا كالطيور المهاجرة التى تبحث عن بدائل تحقق طموحاتهم وامنياتهم المشروعة.
وبمناسبة الجامعات.. ودراسة اجراء امتحانات الثانوية العامة فى مدرجاتها لمحاربة الغش الجماعى خاصة فى بعض المحافظات.. فحتى الآن مع اقتراب نهاية الفصل الدراسى الاول لم يتم البث فى هذا الموضوع الذى أراه شائكاً لصعوبة تطبيقه لاسباب منها بعد المسافة بالنسبة للطلاب الذين يبعدون عن اماكن الجامعات فى محافظاتهم وربما لعدم وجود جامعة فى بعض المحافظات وايضا عن امكانية استيعاب بعض الجامعات لاعداد الطلاب الذين يبلغ تعدادهم حوالى 750 الف طالب وهو رقم كبير، بالإضافة إلى ان المدرجات كبيرة ربما يحدث بها هرج ومرج مع كيفية تسكين المدارس سواء بالادارات التعليمية واعدادها وغيرها.. عموما الفكرة فى حاجة إلى مزيد من الدراسة الواقية.
>> واخيراً:
> طائرة اغاثية هدية من مصر لسوريا.. هى دى مصر
> برصيد 13 قمراً صناعياً ــ مصر تتصدر دول افريقيا.. برافو
> سوق اليوم الواحد ــ يصل جنوب الصعيد ــ تجربة ناجحة نريد زيادتها