أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة؛ شرط أساسى لاحتواء الكارثة الإنسانية المستمرة، مشيرا إلى أن استهداف إسرائيل لوكالات الإغاثة فى القطاع؛ يتنافى مع القيم الإنسانية.
وقال الرئيس السيسى – خلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس وزراء هولندا بقصر الاتحادية – إن مصر حذرت – مراراً – من الخطط الإسرائيلية لجعل الحياة فى قطاع غزة مستحيلة، كما حذرت مصر من المُخطط الإسرائيلى لشن عملية عسكرية برية فى مدينة رفح الفلسطينية؛ بما يُهدد حياة ما يزيد على واحد ونصف مليون نازح، تتحمل إسرائيل مسئولية حمايتهم؛ وفقاً لقواعد القانون الدولي.
وأكد الرئيس السيسى أن قرار بعض الدول بتعليق مُساهماتها لوكالة «الأونروا»؛ يتنافى مع الأعراف والقيم الإنسانية، ويؤكد – مرة أخرى – التعامل مع حقوق الفلسطينيين بمعايير مُزدوجة؛ فلا يُمكن أن نُعاقب وكالة أُممية بأكملها، بسبب اتهامات لبعض الموظفين بها.
ولفت الرئيس إلى أن وكالة «أونروا» تقوم بدور حصرى فى استقبال وتوزيع المساعدات فى غزة، ولا يجب المساس بهذا الدور.
ونبه إلى خطورة ما يحدث فى غزة أمام أعين العالم؛ حيث تقابله فى الضفة الغربية، سياسة مُعرقلة لحياة الفلسطينيين؛ سواء من خلال إطلاق العنان لعُنف المستوطنين أو من خلال عمليات الهدم والطرد والاقتحامات العسكرية ومُصادرة أراضى مُدن الضفة؛ فضلاً عن الأنشطة الاستيطانية وتكريس الاحتلال.
كما أكد الرئيس السيسى أن مُعاناة الشعب الفلسطينى فى كامل الأرض الفلسطينية المُحتلة، على مدار العقود الماضية، لن تتوقف سوى بالاعتراف بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، والعمل على تنفيذ حل الدولتين، وفقاً للمرجعيات الدولية، محذرا من خطورة التسويف فى حل تلك القضية؛ ما يُعرّض المنطقة؛ بل والعالم بأسره؛ لمخاطر عدم الاستقرار.
وأوضح الرئيس أن مباحثاته مع رئيس وزراء هولندا تركزت على الأوضاع فى المنطقة؛ تحديداً الحرب فى غزة؛ حيث أكد الرئيس السيسى – مجدداً – حتمية الوقف الفورى لإطلاق النار، وإنهاء إسرائيل لأعمالها العدائية.
ودعا الرئيس السيسى – فى هذا الإطار – رئيس الوزراء الهولندى إلى بذل جهوده الصادقة فى هذا الصدد، باعتبار ذلك شرطاً أساسياً؛ لإنهاء الكارثة الإنسانية فى قطاع غزة، وإنهاء مظاهر التصعيد والتوتر فى مختلف أنحاء الإقليم كذلك.
وشدد الرئيس على أن ما تُمارسه سُلطة الاحتلال إزاء المدنيين فى قطاع غزة؛ يُمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولى والقانون الدولى الإنساني.
وخلال المؤتمر الصحفى مع رئيس وزراء هولندا بقصر الاتحادية، قال الرئيس السيسى إن مباحثاته مع «مارك روته» عكست توافقا فى الرؤى حول أهمية مصر كشريك موثوق فيه للاتحاد الأوروبى ودوله الأعضاء فى مختلف المجالات ذات الاهتمام المُشترك؛ بما فى ذلك مكافحة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب ودعم تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة؛ بما يحقق المصالح المصرية الأوروبية.
وأوضح الرئيس أنه اتفق مع «مارك روته»، على وجود إمكانيات كبيرة؛ لزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، وجذب مزيد من الاستثمارات الهولندية المباشرة فى السوق المصرية؛ لاسيما فى القطاعات ذات الاهتمام المُشترك، ومن بينها قطاع الطاقة المتجددة والخضراء.
واستهل الرئيس السيسي، المؤتمر الصحفى بالترحيب بزيارة رئيس وزراء مملكة هولندا لمصر، مؤكدا أنها تعكس عمق العلاقات بين مصر وهولندا، ومستوى التنسيق والتعاون المشترك بين البلدين.
وأشار إلى أن مباحثاته مع رئيس وزراء هولندا تناولت تأكيد التزام البلدين باستكشاف سبل تدعيم العلاقات الثنائية ، فى ضوء وجود آفاق أوسع للتعاون الثنائى فى مختلف المجالات: السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية.
وتطرقت المباحثات بين الرئيس السيسى ورئيس وزراء هولندا إلى قضية الهجرة غير الشرعية واللاجئين، حيث استعرض الرئيس السيسي، الجهد الذى تبذله مصر، باستضافة أكثر من 9 ملايين ضيف فى مصر؛ يتمتعون بالخدمات العامة؛ مثلهم مثل المواطنين المصريين، مؤكداً ما تظهره تلك الحقيقة من ضرورة تعزيز الاستقرار فى دول المنطقة؛ بما يحد من ظاهرتى الهجرة غير الشرعية واللجوء.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أجرى مساء أمس مباحثات بقصر الاتحادية، مع رئيس وزراء مملكة هولندا مارك روته.
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمى بأن اللقاء شهد التباحث بشأن تطوير العلاقات الثنائية، ومستجدات الأوضاع الإقليمية، خاصة جهود مصر لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية لأهالى قطاع غزة.
ورئيس وزراء هولندا مارك روته خلال المؤتمر الصحفى:
نقدر دور مصر على كافة الأصعدة.. لاحتواء الأزمة فى قطاع غزة
أشعر بكل فخر بالدور العظيم الذى تلعبه مصر منذ يوم السابع من أكتوبر
دور القاهرة لا غنى عنه لوجستياً وإنسانياً ومحورياً فى أزمة غزة
القيادة المصرية قدمت الدعم للملايين من الشعب فى غزة.. وهناك حاجة ملحة لدخول المساعدات
لا بد من إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش إلى جانب إسرائيل
أكد رئيس وزراء مملكة هولندا مارك روته أن بلاده تقدر دور مصر على جميع الأصعدة لاحتواء الأزمة فى قطاع غزة، مشيرا إلى أن الموقف فى غزة «مأساوي»؛ ولابد من إدخال المزيد من المساعدات.
وقال رئيس وزراء هولندا ـ خلال مؤتمر صحفى مع الرئيس عبد الفتاح السيسى بقصر الاتحادية أمس إن مخطط إسرائيل للهجوم على مدينة رفح الفلسطينية؛ ستكون نتيجته كارثية.
ووجه «مارك روته» الشكر، إلى الرئيس السيسى على حفاوة الترحيب، قائلا: لشرف لى أن أكون ضيفاً هنا فى مصر، خاصة مع بداية شهر رمضان الكريم، لملايين المسلمين فى مصر وأنحاء العالم، نيابة عن هولندا.. رمضان كريم».
وأشار إلى أن مباحثاته مع الرئيس السيسى تناولت – بشكل مطول – «الصراع» بين إسرائيل وحماس، لافتا إلى أنه يشعر بكل فخر بالدور العظيم الذى تلعبه مصر منذ يوم السابع من أكتوبر.
وأضاف أن الرئيس السيسى أثبت أنه له دور ولا غنى عنه – لوجستيا وإنسانيا ومحوريا – فى أزمة قطاع غزة، لافتا إلى أن مصر تستضيف الآن تسعة ملايين لاجيء.
وقال رئيس وزراء هولندا – موجها حديثه للرئيس السيسى – «استطعتم أن تقدموا الدعم الإنسانى للملايين من الشعب فى غزة، بعد طرد العديد من الأشخاص من غزة».
وشدد على الحاجة الملحة إلى دخول المزيد من المساعدات إلى غزة بسبب «الموقف المأساوي»، مطالبا بضرورة الوصول الآمن للمساعدات إلى المواطنين فى غزة، معتبرا أن وجود ممر للمساعدات الإنسانية من جانب الاتحاد الأوروبى وأمريكا؛ «أمر مهم يقدم بعض الإعانات؛ لكنه ليس كافيا فى حد ذاته».
وشدد على ضرورة السماح بدخول 500 شاحنة وأكثر من ذلك مقابل إطلاق سراح «الرهائن»، مؤكدا أن مصر والولايات المتحدة تعملان من أجل هذا، وقال «نأمل أن نساعد – بقدر الإمكان – وأن تصل هذه المناقشات إلى أهدافها المرجوة من أجل وقف هذا الصراع».
وأكد رئيس وزراء مملكة هولندا مارك روته، إدانة بلاده لعدم الوصول إلى حل سياسى للأزمة الفلسطينية، مؤكدا ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش إلى جانب إسرائيل.
وشدد «روته» على أن الهجوم الاسرائيلى الذى تلوح به إسرائيل على مدينة رفح الفلسطينية؛ سينتج عنه «كارثة إنسانية»، مشيرا إلى أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو لمحاولة إقناعه بالامتناع عن هذه الخطوة، لافتا إلى أنه على اتصال دائم لمناقشة الموقف فى الشرق الأوسط.
وحول الموقف فى البحر الأحمر، أكد أن الوضع يثير القلق، حيث إن الهجوم على السفن يسبب ضررا كبيرا على الشحن التجاري، مشيرا إلى دور «البعثات التى ترسلها» أمريكا وغيرها من الدول؛ لتوفير حماية للمرور الآمن فى هذا المسار الحيوى للشحن.
وقال إن اجتماعه اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ يؤكد تقارب العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن زيارته لمصر «فرصة لتعميق العلاقات؛ سواء فى الإطار الثنائى أو من خلال تعاون مصر مع الاتحاد الاوروبي»، مؤكدا أن مصر شريك مقرب فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وغيرها، فضلا عن رؤيته للعديد من فرص التعاون الثنائى من أجل الدفع إلى التحول للطاقة الخضراء وطاقة الهيدروجين، مشيرا إلى أن هناك قمة ستعقد بشأن الهيدورجين فى مايو المقبل، معربا عن امله فى أن تتسق العلاقات فى هذا المجال.