> كان لابد أن تتعرض أمريكا لصدمة استراتيجية كبري.. حتى تتوقف عن استخدام السحر الأسود فى مراقبة وتعقب المسئولين والدبلوماسيين السوفيت فى نيويورك وواشنطن ولندن وباريس.
> حدث ذلك فى السنوات الأولى للحرب الباردة.. بعد ميلاد المخابرات المركزية الأمريكية فى 7491 فقد لجأت المخابرات الأمريكية لأوهام السحر الأسود وقامت باستغلال الشياطين فعلاً فى مراقبة وجمع المعلومات الكاملة عن حياة المسئولين والدبلوماسيين والجنرالات السوفيت فى سفارات أوروبا وأمريكا.
> وفجأة أعلن الاتحاد السوفيتى السابق إطلاق أول قمر صناعى فى التاريخ إلى الفضاء فى 7591.. بأول صاروخ باليستى يتم إطلاقه إلى الفضاء.. وكانت مفاجأة مذهلة للرئيس الأمريكى أيزنهاور وللشعب الأمريكى أن السوفيت قد تفوقوا على أمريكا فى مجالات الصواريخ وأبحاث الفضاء.
والمخابرات المركزية غارقة فى ممارسة الجاسوسية بالسحر الأسود واستغلال الشياطين فى جمع معلومات تافهة عن الحياة الشخصية للمسئولين والدبلوماسيين السوفيت فى عواصم العالم!! وفشلت المخابرات الأمريكية فى رصد ومعرفة المعلومات الأهم حول المشروع الإستراتيجى السوفيتى لغزو الفضاء بالصواريخ والأقمار الصناعية.
>> لم تتجاوز أمريكا هذه الصدمة الإستراتيجية الكبري.. إلا حين أعلن الرئيس الأمريكى الشاب جون كيندى أن أمريكا سوف تكون أول من يصعد إلى القمر فى 9691.
> اليوم تستعد المخابرات المركزية الأمريكية لاستخدام آلات الذكاء الصناعى العملاقة.. مثل «تشات جى بى تي».. فى معالجة وتحليل المعلومات الهائلة التى تحصل عليها أجهزة المخابرات الأمريكية حول العالم.. عن كل شيء يحدث فوق الأرض وتحت الأرض فى هذا العالم!!
> العالم يغلى دائماً ببراكين الأحداث المتفجرة فى كل مكان.. والحروب الدموية والصراعات المسلحة تشتعل يومياً وتتصاعد.. فى أوروبا والشرق الأوسط وحول تايوان وفى كل مكان.. والأخبار والمعلومات تتدفق فى كل لحظة بسرعة الضوء.. بما يفوق القدرات الذهنية والعقلية للإنسان على الاستيعاب والقراءة والفهم والفحص والدرس والتحليل.
> وفى النهاية تلجأ المخابرات المركزية الأمريكية لآلات الذكاء الصناعى العملاقة.. لمعالجة وتصنيف وتحليل ودراسة ما لديها من «محيطات المعلومات» الهائلة التى تتدفق عليها كل لحظة من أجهزة مخابرات أمريكيا ومن الأقمار الصناعية ومن طائرات التجسس الأمريكية ومن الجواسيس والعملاء ومن سفارات أمريكا حول العالم.
غرفة عمليات الحرب
> وأخيراً.. بدأت «غرفة عمليات الحرب» فى قيادة الجيش الأمريكى تخطط لاستخدام آلات الذكاء الصناعى فى صنع القرار الإستراتيجى الأمريكي.. لتقدير المواقف العسكرية التكتيكية.. وتقديم الرؤية النهائية والتوصيات اللازمة لصنع القرار الإستراتيجى الأمريكى فى مختلف مناطق الصراع الساخن حول العالم.
عام صعب ومعقد
> ويقوم العقل الإستراتيجى الأمريكى على أساس واحد لا بديل له.. وهو ضرورة استمرار الهيمنة الأمريكية الإستراتيجية على النظام العالمي.. فى مواجهة صعود الصين وروسيا. وتلتزم أمريكا أيضاً بضرورة ضمان تفوق إسرائيل وانفرادها بالسيطرة العسكرية فى الشرق الأوسط.. فى إطار الرؤية الصهيونية لما يسمى «بالنظام الإسرائيلى الجديد» فى الشرق الأوسط.. باعتبار أن الشرق الأوسط الكبير هو «المنطقة الرخوة» فى الفناء الخلفى لأوروبا وحلف الناتو.. شرقى وجنوب البحر المتوسط.
> ويتم إطلاق تعبير «المنطقة الرخوة».. لانعدام وجود قوة عالمية كبرى فى الشرق الأوسط.. ولذلك لابد أن تنفرد إسرائيل بالمنطقة.. من خلال الدعم العسكرى والمالى الأمريكى الهائل.. يكفى أن إسرائيل قد حصلت على أكثر من 03 مليار دولار مساعدات عسكرية أمريكية فى عام 4202 وقرر الرئيس بايدن أخيراً تزويد إسرائيل بصفقة أسلحة جديدة قيمتها 8 مليارات دولار.
> ويؤكد كل ذلك أن الأمن والحياة والتاريخ.. تجارب صعبة وخطيرة للغاية.. حتى على المستوى الإستراتيجى للقوى الكبرى فى أمريكا والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي.
>> تؤكد كل المؤشرات أن 5202 سوف يكون عاماً صعباً ومعقداً فوق كوكب الأرض.. خصوصاً فى مناطق الصراعات المتفجرة فى أوكرانيا والشرق الأوسط.. وحتى تايوان.
سؤال وحقيقة
> ويبقى سؤال كبير.. وحقيقة كبري.. للزمن وللتاريخ.
> سؤال كبير لابد أن نطرحه.. هل خططت حماس لكارثة حين قامت بهجوم 7 أكتوبر 3202 على إسرائيل؟! التوقيت والأهداف.. كانت مثيرة للشكوك من البداية. وانتماء حماس الإخوانى وحده مثير لكل الشكوك!!
> والنتائج الكارثية تتجاوز كل أحاديث النوايا الحسنة.. والكفاح المسلح.. وأخطاء الحسابات!!
> وهناك حقيقة كبري.. تفرض نفسها للزمن وللتاريخ.. وهى أن إسرائيل لا يمكنها أن تخوض أى حرب ضد أى عدو فى الشرق الأوسط.. بدون الدعم العسكرى الأمريكى المباشر.. وبدون اشتراك الأساطيل الأمريكية والبريطانية والفرنسية فى الدفاع عن إسرائيل.
وقد تورط الجيش الأمريكى وكبار جنرالاته فى الحرب وإدارة الحروب الإسرائيلية ضد حماس وحزب الله وإيران وضد الحوثيين.. كما لم يحدث من قبل فى الشرق الأوسط.
> وأخيراً.. انتهى عام 4202 بالسقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد فى سوريا.. فى مؤامرة كبرى خططت لها الأجهزة السرية العالمية فى أمريكا وحلف الناتو طويلاً.. وفى الظلام.. بعد أن تم إسقاط صدام حسين فى بغداد بالغزو العسكرى الأمريكى المباشر.. ثم إسقاط النظام السوري.
النموذج الأمريكى
> ولابد أن يقال إن سوريا القادمة.. هى النموذج الأمريكى المثالى لدول ودويلات الشرق الأوسط.. وهذا هو جوهر المؤامرة.. وما وراءها من أهداف شيطانية. الهدف تأمين وجود وبقاء دولة إسرائيل.. بقوة عسكرية أمريكية التسليح والتدريب.. وسط محيط إقليمى عربى واسع تنتشر فيه الفوضى والضياع.. وهذه هى مؤامرات الظلام.. التى طال التخطيط لها فى كواليس الأجهزة السرية لأمريكا وحلف الناتو.
> الولايات المتحدة الأمريكية ترفض قيام الدولة الوطنية فى أى مكان حول العالم.. خصوصاً فى العالم العربى والدول العربية المحيطة بدولة إسرائيل.. حتى لا تتكرر تجربة حرب أكتوبر 3791.. والهجوم المصرى السورى المفاجئ على إسرائيل.
> من هنا ليست صدفة أن تكون ليبيا «دولة مع وقف التنفيذ» بجوار مصر إلى الغرب.. وليست صدفة أن تكون السودان جنوبى مصر.. دولة فى حالة «انتحار قومي».. بالحرب الأهلية وبكل مخاطر الإرهاب والفوضى والتقسيم.. وفى النهاية نجد أن الحقيقة تؤكد أن السودان «دولة مع انعدام التنفيذ»!!
> واليمن دولة تعيش على الفوضى والضياع.. شمالاً وجنوباً.. والعراق يواجه أشباح الأزمات منذ الغزو الأمريكى فى 3002 وحتى اليوم.. والهدف تأمين وجود وبقاء دولة إسرائيل.. الكبرى فى الشرق الأوسط!!
لن تكون موحدة
> واليوم يؤكد الأمريكى إدوارد لوتراك أن سوريا لن تتوحد مرة أخرى مطلقاً.. لأنها دولة مصطنعة.. تتكون من أجناس وأديان مختلفة.. وينسى لوتراك أن أمريكا ذاتها تتكون من مهاجرين من جميع أنحاء العالم.. اختلفت دياناتهم وأجناسهم.. ولا يوحدهم سوى حلم الثراء الأمريكي.. وحلم الدولار الأمريكي!!
> وإسرائيل أيضاً مشروع استعمارى صهيوني.. لدولة مصطنعة متعددة الأجناس.. وهاجر إليها 2 مليون روسى بعد سقوط السوفيت فى 1991.. منهم 5.1 مليون مهاجر ليسوا من اليهود!! كما أن 09٪ من مهاجرى الفلاشا القادمين من أثيوبيا ليسوا من اليهود.. ولا يعرفون شيئاً عن الدين اليهودي.
> وفى النهاية.. نجد أن إسرائيل معجزة صهيونية استعمارية تصنعها قوة السلاح الأمريكي.. وقوة الأموال الأمريكية ولهذا تبقى أمريكا.. ضد الدولة الوطنية فى أى مكان.. خصوصاً فى العالم العربي.. واشنطن تقسم دول العالم إلى حلفاء فى أوروبا واليابان وكندا واستراليا وكوريا الجنوبية.. وإلى عملاء فى أفريقيا وآسيا.. أو الأعداء من الدول الوطنية التى تحرض أمريكا على ضرورة إسقاطها بأى صورة.. كما حدث من قبل فى أمريكا اللاتينية ويحدث حالياً فى الشرق الأوسط.. وسوريا هى النموذج المثالى الأمريكى الجديد.
أزمات.. أزمات
يؤكد تقرير أجهزة المخابرات الأمريكية أن العالم سيكون فى 5202 هو العالم متعدد القوى والأقطاب فعلاً.. وسوف تتقلص الفجوة بشكل متزايد بين الدول الأمريكية والأوروبية المتقدمة والدول النامية فى الجنوب العالمي.