حرص الرئيس السيسى على الحضور فى الكاتدرائية لتهنئة الأشقاء المسيحيين فى تقليد سنوى أصيل لم يسبقه فيه أى رئيس
رحل عن مصر دون رجعة فيروس الفتن الإخوانى الذى كان أكبر تهديد للوحدة الوطنية فى البلاد، وفى أوج نشاطه قبل عزل وطرد الجماعة الإرهابية كان يصيب الجسد الوطنى بارتفاع حاد فى درجة حرارة الفتن كان سريع العدوى كلما حط فى منطقة أو قرية ووجد منفذا اشعلها تحريضا وفتنا بين أبناء الوطن الواحد، الذين عاشوا على مدار قرون عديدة على «الحلوة والمرة» يبنون الوطن معا، يتقاسمون أفراحه واحزانه، انتصاراته وانكساراته، يدافعون عنه، ويضحون من أجله يموتون معا فداء لكرامته، ومشاهد ثورة 1919 قبل أن تهب علينا رياح الفيروس الإخوانى اللعين، الهلال يعانق الصليب، وفى ملاحم الكرامة الوطنية والدفاع عن الأرض والعرض لا تستطيع التفرقة، بين شفيق سدراك أحد أبطال وشهداء أكتوبر، والعميد أحمد حمدى أو فؤاد عزيز غالي، وفى الماضى القريب كانت مواكب المجد والشهادة تزف الارواح الطاهرة لأحمد المنسى ومينا وجرجس، دفاعا عن الوطن ضد الإرهاب المدعوم والمدفوع لكسر إرادة الوطن هذا هو حالنا أبناء الوطن الواحد شركاء فى كل شيء، لا يفرقنا إلا الموت أو مواعيد الصلاة، المسلم يذهب إلى الجامع، والمسيحى إلى الكنيسة الجميع يعبدون ربهم، فالمولى عزوجل رب العباد، منحهم الاختيار، ولا يستطيع البشر التدخل ما بين الله، والعباد، وتلك عقيدة المصريين الدين لله والوطن للجميع، حتى فيما بيننا، فى العمل فى الجوار فى العمارة فى القرية لم نشعر يوما بفارق من أى نوع بين عم أحمد وعم جرجس، أو حنا الأدب والاحترام وتجمعنا الأعياد والافراح والاحزان، لا نفارق بعضنا إلا فى ساعات النوم والعبادة نلتقى فى الشارع فى النادى أو المدرسة أو الجامعة أو العمل.
الجائحة الإخوانية التى دامت لعقود طويلة بدأت منذ عام 1928 وانتهت فى 2013 فى علاج حاسم وقاطع هو ثورة 30 يونيو العظيمة تسببت فى الكثير من الفتن خلال هذه العقود، لم يسلم منها الوطن، لم تتورع مع أذنابها وجميع الشياطين من التكفيريين الذين ولدوا من رحمها الخبيث، فى حرق الكنائس، وتفجيرها، وقتل واغتيال شركاء الوطن والاعتداء على أملاكهم، ومنازلهم، واثارة الفتن واشعالها، هذه الجائحة الإخوانية دفعت على مصر من خلال الجسد الإخوانى حامل الفيروس اللعين، بهدف احداث الانقسام والفرقة والتنافر، وتحويل مصدر قوة وصلابة الوطن وهى الوحدة، إلى سلاح فتاك يهدم ويدمر جدران التماسك والاصطفاف الوطني.
الفيروس الإخوانى اللعين، كشف عن نفسه بشكل لا تخطئه العين عقب نجاح ثورة 30 يونيو 2013 هاجموا الكنائس واشعلوا فى الكثير منها النيران، واعتدوا على الاشقاء المسيحيين، بهدف الانتقام وتحويل المشهد المبهر للمصريين فى ثورة عظيمة ضد التنظيم الإرهابى إلى حرب واقتتال أهلى لكنهم لم يفلحوا، لذلك خرجت الكلمات التاريخية التى تعكس عظمة هذا الوطن على لسان قداسة البابا تواضروس «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن، وإذا لم نجد الكنائس سوف نصلى مع اشقائنا المسلمين» تلك هى روعة وعظمة المصريين وأهم أسباب ومقومات بنود الدولة الوطنية المصرية، والتى توهجت أكثر بعد رحيل والقضاء على الفيروس الإخوانى اللعيــن، وأيضـــا ازدادت قــوة وصــــــلابة فى عهــــد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى هو وبحق حبيب المصريين، مسلم ومسيحى والذى نجح فى إزالة أى اثار أو تداعيات لجائحة الإخوان ومحاولاتهم شيطنة الوطن لذلك حرص على الاستثمار فى بناء الدولة الوطنية المصرية ومؤسساتها، بحيث تتحول إلى دولة القانون والمؤسسات عقيدتها المواطنة والمساواة والعدالة والتسامح والتعايش وعدم التمييز على أى أساس، سواء الدين أو الجنس، فالجميع مصريون يحظون بنفس الحقوق والواجبات، وفى حب وبناء الوطن فليتنافس المصريون، لذلك اختفت جميع أعراض الجائحة الإخوانية فى احداث الفتن، وافتعال الأزمات وصناعة الحرائق والصراعات بين أبناء الوطن الواحد، وهى أعراض غريبة لم يعرفها هذا الشعب على مدار تاريخه، واعتقد أن حقيقة عقيدة الإخوان المجرمين تتكشف اكثر مع مضى الوقت.
الفكر الإخوانى هو المنبع الذى تنهل منه باقى الجماعات والميليشيات الإرهابية تنظيم الإخوان الإرهابى هو أخطر تهديد للأمة وبحق هم خوارج العصر، والمفوضون والمدعمون من أعدائها لهدم الدول العربية واسقاطها، فالمشاهد الآن تكشف عمالة وخسة وخيانة هذه الجماعات والميليشيات المتاجرة بالدين، وهى تتفرج على العربدة الصهيونية بالأراضى السورية توغلا وتدميريا لقدراتها بل واحتلالا لأراضيها، ووصل الأمر إلى السيطرة الإسرائيلية على أكبر السدود المائية فى سوريا .. نحن أمام مسلسل هوليوودى وفيلم بوليوودى يستهدف الخداع والتضليل لبعض المغيبين الذين سوف يستيقظون على كارثة.
مصر لم ولن تعرف الفتن بل قوة الاصطفاف الوطني، ويحسب للرئيس السيسى انجازات تاريخية فى ملف الاخوة والوحدة الوطنية، والمساواة والعدل وعدم التمييز فى فهم عميق لصحيح الدين سواء فى ملف الحقوق والواجبات والمواطنة، أو تقنين الكنائس أو بناء الكنائس إلى جوار المساجد فى المدن الجديدة والمساواة فى حق العبادة للجميع دون تفرقة وتقف كاتدرائية ميلاد المسيح إلى جوار مسجد الفتاح العليم، عنوانا للجمهورية الجديدة، وما تجسده من شراكة وجودية فى الوطن الواحد، وطن الجميع ولعل حرص الرئيس السيسى على الحضور فى الكاتدرائية لتهنئة الاشقاء المسيحيين فى تقليد سنوى أصيل لم يسبقه فيه أى رئيس سابق، ليؤكد صلابة هذا الوطن، ويعلن للأبد أن الفيروس الإخوانى اللعين قد انتهي، ورأينا منذ ساعات شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، مع رموز المؤسسة الدينية الإسلامية يذهبون إلى الكاتدرائية وتهنئة البابا تواضروس، فى مشهد لا تجده إلا فى مصر ويجسد أيضا ما حققه الرئيس السيسى من اخوة وشراكة فى الوطن، وتسامح وتعايش وعدم تمييز ومواطنة وليتأكد للجميع، العدو والصديق، أن مصر ليس كمثلها أى دولة، تجمع مقومات وأسباب خلودها، وانها غير قابلة للتجزئة، الانقسام، أو الفتن، شعبها على قلب رجل واحد، وهذا سر القوة والقدرة، والردع والنصر.
تحيا مصر