> طوق النار الذى يحيط بنا من جميع الاتجاهات لاشك مقصود به «مصر» فى المقام الأول من أجل إيقاعها فى براثن الفوضى الخلاقة التى هى بالإساس صنيعة «الأمريكان» من أجل ما يسمونه بـ»الشرق الأوسط» الجديد.. وهى المؤامرة التى يسعى أعداء الداخل والخارج حثيثًا من أجل تنفيذها وبالفعل بدأوا فى ذلك بصورة عملية من خلال الثورات التى أجتاحت معظم الدول العربية بدءًا تونس مرورًا بمصر وليبيا والسودان واليمن وانتهاء بالشقيقة سوريا.
وبالفعل خلًّقت هذه الأحداث واقعًا جديدًا فى هذه الدول سالفة الذكر إلا «مصر» التى استطاعت بوعى شعبها واصطفافه خلف قيادته الشريفة أن تستعيد زمام الأمور من جديد وتصبح هى الشوكة فى حلق أولئك المتربصين بها.. لذا تجدهم بعد ذلك يحاولون تصدير الأزمات لها من كل اتجاه.. فها هم يشعلون أزمة دول حوض النيل من أجل التضييق على مصر من خلال مشكلة السد الاثيوبى وقرارات حكام أثيوبيا التى تصدر من جانب واحد بمباركة وتشجيع «مجموعة أعداء مصر» كذلك أيضا أزمة جنوب البحر الأحمر من خلال هجمات الحوثى فى اليمن على السفن المارة بالبحر الأحمر وهو ما أثر بالسلب على قناة السويس وإيراداتها حيث اضطرت الكثير من شركات الملاحة العالمية إلى الامتناع عن مرور سفنها فى البحر الأحمر تحاشيًا لتعرضها لضربات الحوثى وهو ما أثر بالسلب على دخل قناة السويس الذى كان يعد أحد المصادر المهمة للدخل القومى المصري.. وبالتالى التأثير على المشروعات القومية التى تنفذ وناهيك عن الحروب المشتعلة التى تجاورنا فى الشرق والغرب والجنوب.. كل هذا لا شك أرادوا به الايقاع بمصر وإسقاط الدولة.. لأنه بعد ما حدث فى سوريا مؤخرًا صارت مصر هى الدول العربية الوحيدة التى تمتلك من القوة والقدرة ممثلة فى «شعبها وجيشها» وهو ما يجعلها «عصية» على أعدائها داخليًا وخارجيًا.. ومن هنا.. فالوعى الذى يتمتع به هذا الشعب المصرى هو حائط الصد القوى والصخرة التى سوف تتحطم فوقها كل هذه المؤامرات خارجيًا أو داخليًا لأن وعى الشعوب فى هذه المرحلة الدقيقة التى نعيشها هو العامل المؤثر الذى من خلاله سوف تبقى مصر دائمًا أبدًا «عصية» على كل ما يخطط ويدبر وسيظل شعبها وجيشها فى رباط إلى يوم القيامة ولنا فى حوادث التاريخ العظة والعبرة.. وكيف كانت مصر عبر القرون الماضية فهى من وقفت فى وجه كل معتد وصانت وحافظت على أمن وسلامة أمتها العربية.