استكمالاً لحديث الأسابيع الماضية حول الإستراتيجية الوطنية للزراعة بجوانبها المختلفة أتحدث اليوم عن أهمية إستخدام التكنولوجيا فى زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية، والسياسة المصرية العظيمة التى اتخذتها فى هذا الصدد.
تشهد الزراعة فى مصر تحولاً رقميًا هائلاً بفضل التكنولوجيا الحديثة التى تغزومختلف جوانب القطاع. تساهم هذه التقنيات فى رفع كفاءة الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل وتوفير الموارد الطبيعية. من أبرز هذه التقنيات، أنظمة الرى الذكى التى تعتمد على أجهزة الاستشعار والتحكم الآلى لتوزيع المياه بدقة، مما يقلل الهدر ويحسن الاستفادة من كل قطرة ماء. كما تلعب أنظمة الاستشعار عن بعد دورًا حيويًا فى مراقبة صحة المحاصيل والكشف المبكر عن الأمراض والآفات، مما يتيح التدخل السريع وحماية المحاصيل من الخسائر، بالإضافة إلى ذلك، تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تحليل البيانات الزراعية الضخمة لتحديد أفضل الممارسات الزراعية وتوقع الإنتاجية، مما يساعد المزارعين على اتخاذ قرارات مدروسة وتوفر تطبيقات الهواتف الذكية منصات تفاعلية تمكن المزارعين من الوصول إلى المعلومات الزراعية والأسواق وتسويق منتجاتهم بسهولة. علاوة على ذلك، تساهم تقنيات الزراعة الدقيقة فى تخصيص المدخلات الزراعية لكل جزء من الحقل بناءً على احتياجات المحاصيل الفعلية، مما يزيد من الإنتاجية ويقلل من التكاليف. وبفضل هذه التقنيات، يمكن لمصر تحقيق الأمن الغذائى وتعزيز مكانتها كقوة زراعية فى المنطقة، حيث تساهم فى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل وتقليل التكاليف البيئية. ومع استمرار التطور التكنولوجي، من المتوقع أن تشهد الزراعة المصرية مزيدًا من الابتكارات التى ستساهم فى تحقيق التنمية المستدامة والرخاء للمزارعين والمستهلكين على حد سواء.
وتشهد مصر تحولًا رقميًا واسعًا فى مختلف القطاعات، بما فى ذلك القطاع الزراعي، الذى يعد عصب الاقتصاد المصري. وتسعى الحكومة المصرية جاهدة لتعزيز هذا التحول من خلال مجموعة من المبادرات والمشروعات الهادفة إلى تطوير الزراعة وتحديثها وتتمثل أهمية هذا التحول فى رفع كفاءة الإنتاج الزراعى وتحسين جودة المحاصيل وتوفير الموارد الطبيعية، مما يساهم فى تحقيق الأمن الغذائى وتعزيز الاقتصاد الوطنى ومن أبرز الجهود الحكومية فى هذا الصدد، تطوير البنية التحتية الرقمية فى المناطق الريفية وتوفير الإنترنت عالى السرعة للمزارعين، بالإضافة إلى إطلاق منصات رقمية تقدم خدمات زراعية متكاملة مثل توفير المعلومات الزراعية، وتسويق المنتجات، وتقديم الاستشارات الفنية. كما تعمل الحكومة على تبنى تقنيات الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات الضخمة لتوقع الإنتاجية وتحسين إدارة الموارد المائية. وتشجع الحكومة على الاستثمار فى البحث والتطوير فى مجال الزراعة الرقمية، وتدريب المزارعين على استخدام التقنيات الحديثة ومن خلال هذه الجهود، تسعى مصر إلى أن تكون رائدة فى مجال الزراعة الذكية فى المنطقة، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء، وتعزيز تنافسية منتجاتها الزراعية فى الأسواق العالمية.
وتعد الزراعة الرقمية فى مصر فى بداياتها، إلا أنها تحمل آفاقًا واعدة لتعزيز الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل. من المتوقع أن تشهد مصر تطورات ملحوظة فى هذا المجال، حيث تسعى الحكومة والجهات المعنية إلى الاستفادة القصوى من التكنولوجيا الحديثة من أبرز هذه الآفاق، التوسع فى استخدام أنظمة الزراعة الدقيقة التى تسمح بتخصيص المدخلات الزراعية لكل نبتة على حدة، مما يزيد من الكفاءة ويقلل من الهدر. كما يمكن توقع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعى فى تحليل البيانات الزراعية الضخمة لاتخاذ قرارات أكثر دقة، وتطوير أصناف محاصيل جديدة مقاومة للتغيرات المناخية. بالإضافة إلى ذلك، ستشهد مصر نموًا فى استخدام الروبوتات والأجهزة الطائرة بدون طيار فى العمليات الزراعية، مما يقلل من الاعتماد على العمالة اليدوية ويزيد من الدقة. ومن المتوقع أيضًا أن تساهم الزراعة الرقمية فى خلق فرص عمل جديدة فى المجالات التقنية والزراعية، وتحسين مستوى المعيشة فى المناطق الريفية ومع ذلك، يتطلب تحقيق هذه الآفاق الاستثمار فى البحث والتطوير، وتوفير البنية التحتية الرقمية اللازمة، وتدريب المزارعين على استخدام التقنيات الحديثة.
وللحديث بقية