رمضان إسكندراني
رمضان فى مصر حاجة تانية.. شاب مسيحى يرتدى زى المسحراتى ويوزع الفوانيس
الإسكندرية- هبة بكر:
«رمضان فى مصر حاجة تانية.. والسر فى التفاصيل».. ليس كلمات أغنية يتغنى بها المصريون وإنما واقع ملموس نعيشه ونشهده على أرض مصرنا الغالية، حيث يحرص المسيحيون على مشاركة إخوانهم المسلمين فرحة شهر رمضان المبارك بداية من تعليق الزينة وتوزيع الفوانيس بالإضافة إلى مشاركتهم فى عدد ساعات والصيام والذين يتزامن مع الصوم الكبير لدى الأقباط..فى الإسكندرية جسد الشاب المسيحى أندرو إبراهيم صاحب الـ «21 عاما» من عمره، طالب بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، مشهد الوحدة الوطنية ومشاركة اخوانه المسلمين فرحتهم بصيام شهر رمضان وذلك للعام الرابع عشر على التوالى بقيامه بإرتداء زى المسحراتى مع توزيع فوانيس وهدايا الشهر الكريم.
عن ذلك يقول أندرو إبراهيم: منذ 14 سنة وانا طفل صغير كنت أشاهد الأطفال والشباب فى الشارع يقومون بتعليق الزينة مع حلول شهر رمضان المبارك ولذلك قررت مشاركتهم فرحتهم وعمل الزينة وتعليقها معهم.
وأضاف أندرو لـ « الجمهورية» : كنت اقوم بتعليق زينة رمضان فى الشارع الذى أسكنه والعقار الذى أقيم وكذلك تعليق الزينة فى البيت لنعيش ونشهد الأجواء الرمضانية، موضحًا أنه كان يشارك المسلمين عدد ساعات الصيام ولا يتناول الأكل الا مع رفع آذان المغرب.
تابع: فكرت فى ابتكار طرق جديدة لإدخال السعادة على الجيران والأصدقاء، وقمت بابتكار الفوانيس وتصنيعها من الخامات والمخلفات ومواد صديقة للبيئة على شكل فوانيس وهدايا ومجسمات دالة على مظاهر الاحتفال بشهر رمضان وتوزيعها على سكان الشارع والعقار، مشيرًا إلى أنه مع حلول الشهر الكريم يرتدى زى المسحراتى لتوزيع الهدايا وإيقاظ المواطنين لتناول وجبة السحور، بينما يقوم بتناول وجبة الافطار مع حلول آذان المغرب.
رانيا إبراهيم والدة الشاب أندرو، أكدت على أنها اعتادت رفقة أسرتها على مشاركة جيرانها وأهل الشارع فرحة شهر رمضان، مؤكدة أنها وأسرتها يعيشون فرحة شهر رمضان ويشاركون الصيام والافطار وأنها تقوم بعمل يوم خاص للإفطار الجماعى لجيرانها.
أضافت رانيا لـ «الجمهورية» أنها تقوم رفقة نجلها بتصنيع الفوانيس والمجسمات الرمضانية لتوزيعها على الجيران والأصدقاء، مؤكدة أن هذه الأحداث تدخل السعادة على نفوسنا ونفوس ابنائى وأندرو والجيران والأصدقاء.
عشاق النبي
ولاء رميح.. صوت يستحق مزيداً من ضوء
كتبت- إيمان عبدالعزيز:
ربما لعذوبة صوتها.. أو لدفء إحساسها.. أو لتمكنها من أدواتها وقدراتها المدهشة على تطويع أحبالها الصوتية لتتماهى مع ما تنشده.. لكن الأكيد أن ولاء رميح ستصحبك إلى عالم نورانى محاط بطقوس ملائكية حين تستمع إليها.
تحدٍ كبير أن تنشد موشحات العمالقة.. لكن ولاء قبلت التحدي، وأجادت استخدام مخارج الأصوات ببراعة نادرة.. ومن بين الموشحات التى يُدهشك أداء أو «دندنة» ولاء لها موشح «يا غريب الدار» للملحن فؤاد عبدالمجيد، للحد الذى تشعر معه أن الموشح كُتب خصيصا لتشدو به ولاء.. يُبهرك إحساس ولاء حين تشدو:
يا غريب الدار بأفكاري ……….. قد تخطر ليلاً ونهار
أدعوك لتأتى بأسحاري ……….. بجمال فاق الأطوار
الثغر يغنى ويٌمني ……….. والطرف كحيل بتار
والقلب أسرٌ هيمانٌ ……….. ما بين بحور الأشعار.
ثم تسمو بك ولاء رميح فوق الدنيا وصغائر همومها وأحزانها بإحساس شديد الخصوصية حين تستمع إليها تُنشد «اللهم اقبل دعايا» الذى شدت به فى دار الأوبرا المصرية مع فرقة الإنشاد الدينى بقيادة المايسترو عمر فرحات، وهو من كلمات الشاعر الكبير الراحل عبدالوهاب محمد وألحان الموسيقار الراحل القدير بليغ حمدي.. تسمو بك ولاء حين تشدو:
اللهم اقبل دعايا .. اللهم ارحم شقايا
يا عالم كل الخفايا .. إن كنت ضليت فى عمري
إيمانى بعدلك كفاية.. ياربي.
وهى الكلمات التى سبقتها إليها الفنانة الراحلة القديرة شادية بكل ما تملكه من روعة الأداء وسطوة الحضور، لكن ولاء رميح- كعادتها- قبلت التحدي.
تبدو ولاء رميح- المطربة بفرقة الإنشاد الدينى بدار الأوبرا المصرية- كمن يسبح فى خشوع لا يخلو من نعومة فى مواجهة موجات الصجيج التى تحاصر الآذان، لتعود وترسو بنا على شاطئ إيمانى مبهج حين تُنشد:
والله ما طَلَعتْ شَمْسٌ وَلاَ غَرُبَتْ إلاَ وحُبُكَ مَقرُوناً بِأنفَاسي، للشاعر المتصوف الحلاج..
تمتلك ولاء رميح من مساحات الصوت ما يمكنها من إنشاد كل أنواع القصائد والموشحات العامية منها والفصيحة باقتدار كبير يندر توافره لدى غالبية المطربين المعاصرين.
ولاء رميح، صوت يستحق مزيداً من ضوء.
سنة أولى صيام
ياسين يصوم رمضان ويصلى التراويح
كتبت- دعاء عمرو:
ياسين يوسف «٨ سنوات» بالصف الثالث الابتدائى يقول إنه يحب شهر رمضان ويصوم قدر استطاعته لأن شهر رمضان يتميز بتجمع العائلة بشكل دائم ومستمر، كما أنه يذهب مع والدة لصلاة التراويح وكذلك صلاة الفجر بالمسجد ليحصل على ثواب الصلاة فى جماعة والتى هى خير من صلاة الفرد بـ 27 درجة كما فى الحديث الشريف..
ويداوم على قراءة القرآن بعد الانتهاء من مذاكرة دراسة بشكل يومي.
يقول إن سر حبه لشهر رمضان، لانه شهر خير يتسابق فيه المسلمون للتقرب من الله ويفعلون ما فى استطاعتهم لمحو الذنوب والحصول على الحسنات من رب العالمين، كما يحب طقوس تزيين المنزل والشارع بشكل كبير وهو أمر مميز ينتظره كل عام لمشاركة اصدقائه واقاربه.
أحكى يا شهر زاد
حكاية موائد الرحمن
كتبت- دعاء عمرو:
موائد الرحمن طقس اجتماعى شهير يتميز به شهر رمضان يدل على الرحمة والأخوة فى الإسلام.. وهناك العديد من الروايات حول أصول موائد الرحمن.
موائد الرحمن تعود تسميتها إلى النبى محمد صلى الله عليه وسلم، عندما أقام مائدة لأهل الطائف عند زيارته فى شهر رمضان، كان يرسل لهم وجبتى الافطار والسحور مع بلال بن رباح وتبع خطاه من بعده الصحابة، فأسس سيدنا عمر بن الخطاب «دار الضيافة» ليفطر بها الصائمون.
يقول بعض الشعبيين إن أصل تسمية موائد الرحمن إلى قصة شهيرة لأحد الأشخاص كان يحب عمل الخير ومساعدة المحتاجين، يقوم بعمل موائد خارج منزله للفقراء وعابرى الطريق، يدعى عبدالرحمن وتمت تسمية الموائد باسمه.
يقول بعض المؤرخين إن فكرة المائدة دخلت مصر فى عهد الدولة الطولونية، وأن أول من أقامها الخليفة أحمد بن طولون خلال العام الرابع من حكمه، أمر بإعداد وليمة كبيرة للتجار والأعيان فى أول رمضان، وقال وقتها جملته المشهورة: إنى جامعكم حول تلك المائدة لأعلمكم طريق البر بالناس.
استمرت الموائد فى العصر الفاطمي، وكان يُطلق على موائد الرحمن الخاصة بالفاطميين «دار الفطرة»، تقام المائدة 175 مترًا وعرضها 4 أمتار فى عهد العزيز بالله الفاطمي.
ألف ليلة وليلة
وحوى يا وحوي
كتبت- عفت بشندي:
من أشهر اغانى الاطفال فى رمضان وهم يمسكون بفوانيسهم المضاءة اغنية «وحوى يا وحوى اياحة»، وكثيراً ما كنا نتساءل عن معناها وسببها.. فهل تصدق انها فرعونية؟
أصل اغنية «وحوى يا وحوى اياحة» هو «واح واح اياح»، وكلمة واح تعنى أهلا أو مرحب، أما «اياح» فكانت سيدة عظيمة من قدماء المصريين تدعى «إياح حتب» ومعناه «قمر الزمان»، واياححتب كانت زوجة الملك سقنن رع الذى حكم مصر أيام الهكسوس، وقد كانت اياححتب تكره الهكسوس وتريد طردهم من مصر بأى طريقة، لذا فقد كانت دائما تحث زوجها على محاربتهم وطردهم، وقد استجاب سقنن رع لها ودخل حرباً مع الهكسوس لكنه هزم وقتل فى تلك الحرب.
لم تهدأ إياح حتب، فأرسلت ابنها الكبير لمحاربتهم لكنه هُزم وقتل هو الآخر، لكن اياح حتب كانت عزيمتها لا تلين فأرسلت ابنها الآخر أحمس لمحاربتهم، الذى انتصر عليهم بالفعل وأخرجهم من مصر.
وقتها استقبل المصريون أحمس ووالدته اياححتب بفرحة عارمة وكانوا ينشدون «واح واح اياح» أى «أهلا أهلا بالقمر»، وبعد آلاف السنين وعام 1937 قرر الكاتب الشهير وقتها حسين المانسترلى ان يؤلف اغنية عن رمضان، فجعل أولها «وحوى يا وحوى ايوحة» مستغلاً فكرة ان واح تعنى مرحب واياحة تعنى القمر رمزاً لهلال رمضان، فيكون معناها مرحب مرحب بهلال رمضان.
الكفاح امرأة
عالم التوابل «مع نيفين»
كتبت- عفت بشندي:
أدت الظروف إلى تحملها مسئولية بيتها واخوتها، تحملتها بكل حب وتفان، وكان ذلك سبباً لدخولها مجال بعيد تماما عن دراستها وعملها، وتميزها وتفردها فيه، وهو مجال التوابل والعطارة.
إنها نيفين حمادة صاحبة إحدى ماركات التوابل المعروفة، وتحكى تجربتها المتفردة قائلة: توفيت والدتى وأنا فى سن صغيرة فكان عليّ تحمل مسئولية البيت واخوتى الاصغر، واضطررت لتعلم الطهو مبكراً ورغم تذمرى فى البداية لكننى اكتشفت عالماً جميلاً فى المطبخ وهو عالم التوابل، استهوتنى الوانها وروائحها وتكويناتها وتمازجها، وصرت أتفنن فى ابتكار خلطات جديدة منها..تكمل: أخذتنى الدراسة حتى تخرجت فى كلية الحقوق وعملت فى مجال المحاماة وعدة مجالات اخري، وكانت التوابل هوايتى التى استمتع بها دائما واخرج بها من ضغوط العمل، لذا وحين فكرت فى عمل تجارة خاصة أحسست بمجال التوابل ينادينى ان يكون تجارتى وهوايتى فى آن واحد.
تستطرد: تعجب الكثيرون من فكرتى وهاجمونى لكونها فكرة غريبة وغير تقليدية، فكان على إقناعهم بل إبهارهم بتجربتي، فعكفت على عمل خلطات خاصة بى مختلفة عما هو متداول، وبالفعل كانت البداية فى 20 خلطة خاصين بى بدأت بهم علامتى التجارية وحازت على اعجاب الجميع، وبعدما كان النقد يحاوط بى صار الحماس من الكل بتجربة خلطاتى وتشجيعى على الاستمرار، لأنها طبيعية تماما دون أى ألوان صناعية أو مكسبات طعم أو لون أو رائحة بناء عن تجارب كثيرة وفهم ودراسة لكل أنواع التوابل واطعمتها وفوائدها وليست كالخلطات التجارية المتداولة التى تستعمل المركزات الصناعية، فالتوابل عالم كبير ومشوق ويستطيع تغيير معالم الطعام والطهو باكمله بإضافات بسيطة تخلق طعماً مختلفاً.
تكمل نيفين: حاليا ابتكرت اكثر من 30 خلطة لكل الاكلات وبنكهات مختلفة، وصار الناس يطلبون توابلى بالاسم ولا يستخدمون غيرها لنقائها وقوة طعمها، ومن خلال المعارض انتشر اسم علامتى التجارية فى مناطق كثيرة، وأملى كبير فى ابتكار اصناف وخلطات اكثر لتصير خلطاتى فى كل بيت فى مصر والدول العربية.
دخل اوروبا عبر الاندلس
البامية.. طبق فرعونى عشقته «كيلوباترا»
كتبت- إيمان عبدالعزيز:
الكثير من الأطباق التى تنتشر على موائد المصريين اليوم يرجع تاريخها إلى المطبخ المصرى القديم فى أى من العصور، وبعضها انتشر من مصر إلى عدد من الأقطار العربية وغيرها، لكن اللمسة المصرية الخاصة تظل طابعاً مميزاً لا تجده سوى على المائدة المصرية. طبق البامية الشهير بين كل فئات المجتمع وعلى مدار أجيال يعد من بين الأطباق ذات الأصل الفرعونى التى مازالت موجودة إلى الآن على موائد المصريين، مع اختلاف طرق إعداده.
تعود بعض المصادر المتخصصة فى ذلك المجال ببدايات معرفة زراعة البامية إلى العصر الإغريقى والروماني، لكن هناك منحوتات لها وُجدت على المعابد الفرعونية تشير إلى أن زراعتها فى مصر القديمة بدأت قبل 2000 عام، ودخلت المطبخ المصرى منذ تلك العصور واستمرت ضيفاً على المائدة المصرية فى كل أزمانها.
زُرع نبات البامية على ضفتى نهر النيل منذ آلاف السنين، وأُطلق عليها فى بعض العصور اسم «أصابع السيدات» تغزلاً فيها وإعجاباً بشكلها الذى يشبه إلى حد بعيد أصابع السيدات، وتذكر المصادر أيضاً أن البامية دخلت أوروبا من خلال العرب فى الفتوحات الأندلسية.
من بين الأطباق ذات التاريخ والمنشأ المصرى الخالص طبق «الويكا» وهى طريقة مختلفة لإعداد البامية، حيث يتم طحنها قبل إعدادها وهى من أقدم الوجبات التى يشتهر بها أهالى الصعيد، ويقال إن الملكة كليوبترا كانت تعشق «الويكا»، حيث كانت تسمى بـ «طعام الملوك»، وحفرت ورُسمت على جدران المعابد الأثرية، كما تنتشر بذلك الشكل فى المطبخ السوداني، لذلك فإن طبق البامية «الويكا» يعد مصرياً- سودانياً أصيلاً.
تحتوى البامية على عدد من العناصر الغذائية المهمة لجسم الإنسان، فهى تحتوى على نسبة مرتفعة من حمض الفوليك، وبحسب المجلة الإفريقية للتكنولوجيا الحيوية، فإن تركيز مضادات الأكسدة فى البامية يفوق أى نبات آخر، ولذلك فهى مفيدة للوقاية من مرض ألزهايمر..كما تتميز البامية بالعديد من الفوائد الغذائية، منها الوقاية من أمراض القلب والجلطات والسمنة، بفضل غناها بالألياف التى تساعد على التقليل من مستوى الكوليسترول الضار فى الجسم وخفض مستوياته، كما أن الحميات الغذائية الغنية بالألياف عموما تساعد على تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب والجلطات والسمنة، كما تساعد على تقليل خطر الإصابة بالسرطان، لاحتوائها على بروتين «الليكتين» الذى يساعد فى مقاومة نمو الخلايا السرطانية، خاصة سرطان الثدي.
كما تعد البامية من الأغذية الغنية بفيتامين «ك» الذى يسهم فى تقوية العظام وتحسين صحتها، وتسهم البامية فى تحسين مستويات الطاقة والتقليل من الشعور بالإرهاق والتعب كغيرها من الخضراوات التى تحتوى على بذور بشكل عام..كذلك تساعد الألياف الغذائية الموجودة فى البامية على مقاومة الإمساك وتحسين الهضم، وتقليل فرص الإصابة بسرطانات القولون والشرج، كما أن البامية تقلل من الرغبة فى تناول الأطعمة الدسمة والضارة، فهى تسهم فى مقاومة الشعور بالجوع وكبح الشهية.