اليوم الخميس مر 454 يوما على اندلاع الحرب على غزة، تلك الحرب التى خلفت جراحًا تنزف فى جسد القطاع المحاصر منذ أكثر من عقد ونصف، تسببت هذه الحرب فى دمار واسع النطاق، وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا بين قتلى وجرحي، وكان الأطفال والنساء الشريحة الأكثر تضررًا، بينما بقى المجتمع الدولى عاجزًا أو متجاهلًا لمأساتهم.
تعانى غزة من أزمة إنسانية خانقة نتيجة الحرب والحصار، فإن حوالى 80 ٪ من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، بينما يعانى أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي، وتعد النساء والأطفال الأكثر تضررًا من الحرب، حيث تشير تقارير منظمة «اليونيسف» إلى أن الأطفال فى غزة يعيشون فى ظروف صعبة للغاية، حيث يعانى معظمهم من صدمات نفسية نتيجة فقدان الأقارب أو تدمير منازلهم، فقد أفاد إعلام فلسطيني، بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة من الأطفال، إلى 17 ألفا و818 شهيدا، بينهم 238 رضيعا، و853 عمرهم أقل من عام.
النساء من جانبهن، يواجهن تحديات مزدوجة؛ فإلى جانب تحمل أعباء أسرهن المدمرة، يعانين من العنف والتمييز فى مجتمع يرزح تحت وطأة الفقر والحصار، وتُظهر الإحصائيات أن معدلات الفقر والبطالة بين النساء وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، مما يزيد من تهميشهن ويضعف فرصهن فى الحصول على حياة كريمة.. فهناك – بحسب إعلام فلسطينى – اكثر من 1413 عائلة فى غزة أبادها الاحتلال الإسرائيلي، ومسحها من السجل المدنى بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، حيث وصل عدد المجازر التى ارتكبها جيش الاحتلال إلى 9 آلاف و973 بحق العائلات فى غزة، على مدار 454 يوما من الحرب.
قرارات الأمم المتحدة تدعو إلى إنهاء الحصار وتقديم المساعدات اللازمة، لكن التنفيذ يبقى غائبًا.
استمرار مأساة غزة فى ظل هذا التجاهل امر صعب جدا.. فيجب على المجتمع الدولى تحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية من خلال:
1 -إنهاء الحصار: الضغط على الجهات المسؤولة لرفع الحصار وتمكين حرية الحركة والتجارة لسكان القطاع.
2 – إعادة الإعمار: تقديم الدعم المالى والتقنى لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة.
3 – حماية المدنيين: ضمان التزام جميع الأطراف بالقانون الدولى الإنسانى لحماية النساء والأطفال من تأثيرات النزاعات.
وفى ظل تلك المعطيات فإن الطريقة التى يدير بها نتنياهو وحكومته الحرب على قطاع غزة تدلّ على أن الحرب مستمرّة، وقد تطول بلا أفق قريب.. ان مرور تلك المدة الطويلة التى تقترب من 16شهرًا على الحرب على غزة يذكّرنا بأن الشعب الفلسطينى لا يزال يعانى بصمت تحت وطأة الحصار والدمار، ولا يمكن للعالم أن يظل متفرجًا، فالمأساة فى غزة ليست مجرد أزمة إنسانية، بل اختبار لقيم العدالة والإنسانية التى يدعيها المجتمع الدولي.